لعل مسألة القدح في الصحابة رضوان الله عليهم هي أبرز ما جعل فرقة الشيعة بمختلف طوائفها جسم آخر في الأمة يختلف عن باقي الفرق والمذاهب، وجعلت الأمة رهينة لحوادث التاريخ واستجلاب خلافات الماضي ومآسيه، وشق الصف في الأمة عصراً بعد عصر لتعود الفتنة جذعة كلما خمدت !
بعض حاملي فكرة المشروع الوطني اليمني شطت بهم الطرق ليسلكوا نفس سبيل الشيعة بالعودة للماضي واستجلاب المواقف والحوادث وقرائتها بظروف اليوم وضغط اللحظة، ليخرجوا بأحكام مضادة للتشيع تصل للقدح في صحابة أبرزهم الإمام علي وبنيه وتقييم مواقفهم التي جرت وإصدار الأحكام عليها !!
المشروع الوطني طريقه واضح عبر التركيز على استعادة الجمهورية ودولة النظام والقانون التي تحفظ حقوق كل المواطنين اليوم في الحاضر بمختلف توجهاتهم، ولا علاقة للدولة بمعارك الماضي وأفكار الفرق التي تتعصب رفضاً أو نصباً الا ما ضبطه الدستور من منع وتجريم الإساءة والتنقص للدين والمعتقدات وهوية الأمة ورمزياتها ..
الحكم على التاريخ من المسائل الفكرية العلمية التي يمكن للباحث المتخصص المتجرد من ضغط اللحظة وهوى الفكرة أن يدلي بدلوه فيها ويخرج بمايفيد أهل التخصص ولاينبغي الإساءة للتاريخ بكتابته أو تحليله وفق سياسات اليوم أو ظروفها ..