آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-07:58ص

الفارق بين الأحزاب الوطنية والشركات الأمنية

الأحد - 18 يونيو 2023 - الساعة 03:44 م
مبارك باشحري

بقلم: مبارك باشحري
- ارشيف الكاتب



بادي ذي بدء توضيح أن الحزب الوطني أيا كان نوعه وأيا كانت أجندته وإيدلوجيته وثقافته ومشروعه وتصوراته للإقتصاد السياسي فهو في الحقيقة الواضحة يمثل قناعات لطيف واسع من المجتمع لذا إنبثق من رحم الواقع لهذا الطيف وموروثه مضافا له الحداثة أيا كان ذلك الموروث
لذا فأي  حزب وطني يعبر حقيقة عن مصالح جماعته بطرق قانونية موضوعية ومن هنا حاز علي الشرعية المتعارف عليها لدي العقلاء منطلقة من بديهيات المنطق السليم وثوابت الناموس الكوني ليس إلا ويحاور وفق قواعد قانونية آمرة في لغة القانون وعلي ضوئها ينشئ لحزبه قواعده القانونية المكملة للآمرةالغير مصطدمة معها  المعبرة عن حقيقة النظام العام والآداب بمفهومها القانوني لا الأدبي الشاعري
ومن هنا خدمته للقاعدة من الأعضاء بالدرجة الأولي تعتبر للبرهنة الحقيقية بإستمرارية صفة الوطنية والشرعية القانونيةلذلك الحزب وغيرها من أحزاب هي له صنو تساويه قانونا من حيث شرعيتها الإجتماعية والقانونية بجانب  إعتناء أي حزب وطني برموز المجتمع من مشائخ وكتاب وأيضا بالجمهور العام دون تقيد بضرورة أن يكون معدودا المعتني به ضمن  قائمة ألأعضاء كقواعد أو ليس ضمنها
وهذه الخدمات سواء الأدبية أو المادية ليست من منطلق شعور ديني أو ضميري حصريا عليهما تكون إنطلاقته محتمة إنما إنطلاقته جاءت  محتمة لتأكيد ديمومة الشرعية لحزبه في غرض الإشهار والتكوين بالهدف الإجتماعي بجانب السياسي من مزاولة العمل   لحزبه الوطني وتأكيد آخر علي التباين والإفتراق التام له عن أي شركة أمنية تنتحل صفة الغير من مكونات أي أحزاب وطنية شرعية بشكل تنكري تام لتجلب صنفا معينا من الجمهور لاغير يتمسك بها وهو يتصورهاعلي خلاف حقيقتها الواقعية  ويصدق المناصر لهاكونها كما تدعيه وتزعم بسيلها الإعلامي الموجه قصدا لهؤلاء من الصنف المميز بالوصف غير قادر أن يتقبلها علي حقيقتها الصحيحة الفعلية
وفي الواقع اليمني الحاضر المتسم بغياب النظام المرتكز علي الأخلاق والقيم وما لهذه الأحزاب الوطنية من دور لا نعفيها منه في تغييب النظام  وصناعةهذه  المأساة الحاضرة لشعبنا وأعني في المناطق الخاضعة لحكمها من مساهمة في صناعة هذا الواقع التعيس بدءا من عام التسعينات وماتلاه من موافقة علي ربط إقتصاد اليمن بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومانتج عن ذلك الهوج من إستحقاقات ظالمة تلغي السيادة بنتائج هذا الفعل الربوي بكل مآلاته المجحفة علي شعبنا اليمني نهاية بتوالد الشركات الأمنية الحاضرةوماكينتها الإعلامية لتزييف وعي الجماهير التي لم تعد تملك الصحة النفسية والعقلية معا فقد قذفت هذه الشركات الوهن في قلوب الدهماء والوهن هو محبة الدنيا وكراهية الموت إلا شواذ ناذرة والناذر في حكم المعدوم وفقا لمقولة فقهائنا في دين اللهالإسلام
لكن للإنصاف والتمييز بين هذه الأحزاب الوطنية وبين الشركات الأمنية الحاضرةظلت بعض هذه الأحزاب الوطنية مستمرة في تقديم واجباتها المحتمة عليها قانونا المتفرعة والدالة علي شرعيتها والغاية الإجتماعية من إشهارها بعد التكوين إتجاه عامة أفراد شعبنا اليمني كإعانة فاقدي الدخل المعيشي والموعزين والمرضي والطلاب سيما الجامعيين بجانب هذا الدعم المادي الملموس يتقدمه الدعم الأدبي سواء بالنقد أو بإعلان الرفض المتمثل بفعله المادي المتجسد علي أرض الواقع بعدم السماح  لإتساع رقعة المعاناة  لجماهيرنا 
في حالتهاالمعيشية التي تكابدها وتتجرعها في كل لحظة وحين
وهذا الفعل والسلوك كما أشرت رغم أنه لايخرجها من الشراكة في الحدث المصنوع الماثل علي أرض الواقع إلا إنه يعد حدا فاصلاعلي حد قواعد المختصين في منطق أرسطو كونها مازالت أحزابا وطنية لم تفقد بعد صفتها القانونية وخصوصيتها الإجتماعية فلم تحسب ضمن عداد الشركات الأمنية الحاضرة
ومن نافلة القول ليس موضوعي في هذا المقال الحديث عن فعل الخيرات بآكديتها الدينية كخطاب بمفرداته فبكل تأكيد وقطع بات إستناداعل المقولة الحكيمة ذائعة الصيت والشهرة وهي إذا خليت خربت لكون المولي سبحانه هو المدبر والميسر وبرهنة مادية لمنطوق آيته الكريمة ومامن دابة في الأرض إلا علي الله رزقها و يعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين  هود آية ٦
فيتقدم علي هذه الأحزاب الوطنية في دنيا الواقع بفعل الخيرات كثير جم ممن لايريدون جزاء ولاشكورا سوي واجب ديني وإنساني ينطلقون منه كمعيار يختلف عن معيار الأحزاب الوطنية فيما تقوم به إتجاه الجماهير 
سوي أنه نحن ما نريد أن نصل إليه من غاية هذا المقال وهدفه لكي نسدي الفائدة للقارئ الكريم توضيح ماتقوم به الأحزاب الوطنية إتجاه الجماهير لتتضح صورة الشركات الأمنية المغايرة لها في الحقيقة والمضمون دون عتب علي قادتها والمستفيدين منها إنما العتب كل العتب بكل تأكيد علي الذي يعتمد عليهامناصرا لها ومنحاز إليها علي خلفيةتصاوير إعلامية وخطابات إنشائية شكلية دون إلتفات للمضمون ليتصورها علي  حقيقتها الواقعية وبتوضيح الضد تتميز الأشياء والحركات والمكونات
لكن حتي هذه الأحزاب المحافظة علي شرعيتها القانونية وهدفها الإجتماعي تفترق فروعها فيما تقدمه للجماهير من خدمات من محافظة إلي أخري وإن كنت لا أستطيع أن ألقي بالقول علي عواهنه لكون ذلك يخرج مقالي  عن حيز الموضوعية وأنجر إلي  الرجم والتخرصات إذا ما إستندت علي مرجعية ثقافة الظنون حتي وإن كانت حسنة إذا ماتناولت دور حزب ما في أكثر من محافظة
لكن ماشدني فعلا وحقيقة هو حاصرا إياه في محافظتين الأولي هو تفاعل جمهور محافظة شبوة بمقتل الشيخ الخطيب عبدالله البان رحمه اللهفي اليوم الأول من أيام عيد الفطر الفائت
وبالموضوعية المادية العقلية الملموسةبإستمرارية هذا الإستنكار من قبل جماهير محافظة شبوة والتحولات المادية لهذا التفاعل الإستنكاري من يوم لآخر علي أرضية الواقع الشبولني إنما يؤكد علي حقيقة المرحوم الخيرة بما كان يقوم به من أفعال خيرية إتجاه أبناء محافظته سواء في مجال تقديم الخدمات الصحية لهم أومساعدة الموعزين والمحتاجين أو بمايقوم به في شأن الإصلاح الإجتماعي بكافة أشكاله وتنوعاته وأنا كمراقب للحدث إستخلصت هذه الحتمية الإستنتاجية بما توصلت إليه من  متابعاتي في مواقع التواصل الإجتماعي والفيس بوك وقد تجاوزت حد التواتر الخبري
من صحة الإجماع الشعبي لأبناء شبوة في صورة الحشود والتصدي للجهر بالحقيقة الناصعة المتمثلة بالقول الصريح  بمظلومية قتله 
هذا التجمهر والإدلاء  دون سابق ترتيب له بل ويستحيل ذلك الترتيب بتثوير جماهيركاملة إنما تم بدافع قيمي جماهيري طوعي وبقدر يعد إنعكاس واقعي صحيح وإطمئنان إلي إستمرارية القيم الفاضلة لأبناء هذه المحافظة التي هي في حقيقتها قيم إسلامية أصيلة
كما أنه في ذات الوقت لانستطيع بديهة أن ننكر  دورفرع الحزب المنتمي إليه المرحوم البان وهو يمارس مهامه كحزب شرعي إنبثق من رحم المجتمع ومعاناته ليتجلي ويتضح التوافق بين قيم ومبادئ أبناء هذه المحافظة وقيم الحزب الذي ينتمون إليه طواعية إنسجامية عفوية لكون هذا الحزب لم يأت بدخيل عليهم منكور من القيم والثوابت
وتتكررصورهذا  التعانق بين قيم مجتمع محافظة ما  ومنطلقات ذات قيم ورؤي هذا الحزب في محافظة أخري كمحافظة حضرموت
حيث أن قيم الحضرمي الأصيلةتتصدرها قيمة سجية محبة السلام والإمتثال للسلطتين الدينية والإجتماعية  في جانبهما الأخلاقي الحسن بشكل تكاد أن تكون سجية الحضارم التي تميزهم وتفرزهم عن الغير إلي حد ما
ومن هنا يتصدر معيار السلطتين أعلاه بشكل أكثر من تصدر المعيار الحزبي بدرجة ملموسة وبتجارب متكررةفي التعامل الإجتماعي التطبيقي مع عدم تخطينا لقيم الحزب  ويتجلي ذلك في إعانة الطلبة الجامعيين وذوي العوز فضلا عن ممارسة العمل الأدبي بمعاملة رموز الثقافة ونخب المجتمع ليصل إلي حد تلمس هموم ومعاناة أعضاء جمعية حضرموت للتراث والغناء الموسيقي بإهتمام خاص من قبل الأمين العام لمجلس شوري  فرع الحزب في المحافظة وربما لم يكن يطرأ علي بال المعنيين بخبايا ثقافة كل حزب  ليتوقع حصول هذه البادرة من قبل القيادةوفي شهر فضيل وهو رمضان الفائت
لكن هذا السلوك والتفاعل والإتصاف بالمرونة الإيجابية المحتشمة المعهودة لدي قادتهم تعبر بالدرجة الأولي عن خصوصيتهم الثقافية البيئيىة وإنتمائهم لأسرذات نهج قيمي متزن من حيث نظرتهم لكافة أنواع الطيف الإجتماعي وتعاملهم مع كل نوع منه برحابة قلب ورجاحة عقل
وقد لانكون مخطيئن بإصابة كبد الحقيقة إذا ما أضفنا لتلك المعتبرات موقع الأخ المهندس محسن علي باصرة نائب رئيس مجلس النواب من دور في التوجيه ولفت الأنتباه لصنع القرارات الإجتماعية الداخلة في مهام كل حزب وطني والغاية من تكوينه وإشهاره بتوالي رئاسته لمجلس شوري فرع الحزب بالمحافظة
والمهندس محسن يحظي بتقدير إجتماعي من كافة النخب والرموز في مجتمع حضرموت منذ ماقبل أن يمارس العمل السياسي ويمتهنه فضلا يعد من تلاميذ شيخنا عبدالله بن محفوظ الحداد رحمه الله مفتي حضرموت شهرة متواترة. 
وعلي كل ونحن في نهايات هذا المقال لايسعني إلا أن أتفاءل بكون القارئ الكريم لم يعد يطلب مني أن أوضح له ماهية المختلف في حقيقته وغاياته عن الأحزاب الوطنية الذي قرنتها  في عنوان المقال أعلاه لكون الأشياء بتوضيح ضدها تكون واضحة حقيقتها  ليس إلا والله من وراء القصد