يصادف الثالث والعشرون من سبتمبر من كل عام اليوم العالمي للغة الإشارة، وهو مناسبة تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية لغة الإشارة كأداة تواصل رئيسية لذوي الإعاقة السمعية. هذه المناسبة تمثل فرصة للتأمل في التقدم الذي أحرزته المجتمعات في دمج هذه اللغة بشكل فعال، ولطرح السؤال المهم: هل عُممت لغة الإشارة في المعاهد والجامعات والمؤسسات المختلفة لتوعية الأفراد والمجتمع؟
رغم التقدم الذي أُحرز في بعض المجتمعات بدمج لغة الإشارة في المدارس والجامعات، إلا أن الواقع يشير إلى أن هذا الدمج لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب. كثير من الأشخاص ما زالوا يجهلون أساسيات هذه اللغة، مما يضع حواجز كبيرة في التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية. هذه الفجوة تظهر بشكل واضح في الحياة اليومية، حيث يعاني الكثير من الصم من العزلة وعدم القدرة على التفاعل بشكل كامل مع محيطهم الاجتماعي.
دور الجمعيات والمراكز المختصة بذوي الإعاقة السمعية يجب أن يكون أكبر في ترسيخ لغة الإشارة في المجتمع. هذه المؤسسات تقدم دورات تدريبية وبرامج توعية، لكنها تحتاج إلى دعم أكبر من الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية. من الضروري أن تقوم الجامعات والمعاهد المهنية بإلزامية توظيف مترجمين للغة الإشارة في جميع برامجها، بحيث يتمكن الطلاب ذوو الإعاقة السمعية من متابعة دراستهم دون عوائق.
إضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك حملات توعية عامة لتعريف المواطنين بأهمية لغة الإشارة كأداة تواصل، وتعليم أساسياتها لأكبر عدد ممكن من الناس. فالتواصل الفعّال بين الأفراد، بغض النظر عن إعاقتهم، هو حق أساسي يجب أن يحظى به الجميع.
في النهاية، اليوم العالمي للغة الإشارة ليس مجرد احتفال، بل هو دعوة للعمل الجاد نحو تحقيق مجتمع شامل يُمكّن جميع أفراده من التواصل بحرية وسهولة. تعزيز لغة الإشارة في المعاهد والجامعات، وتوفير المترجمين في جميع المؤسسات، هو خطوة حتمية نحو تحقيق هذا الهدف.