آخر تحديث :السبت-28 ديسمبر 2024-12:21ص

ثورة الـ 26 من سبتمبر بين الماضي والحاضر

الأربعاء - 25 سبتمبر 2024 - الساعة 04:14 م
حسان عبدالباقي البصيلي

بقلم: حسان عبدالباقي البصيلي
- ارشيف الكاتب


تهل علينا الذكرى ال 62لثورة السادس والعشرون من سبتمبر عام 1962وهي ثورة تحررية قامت في شمال اليمن انطلقت هذه الثورة في يوم الخميس الموافق السادس والعشرون من سبتمبر عام 1962 والتي قامت بها فصائل موالية للجمهوريين بقيادة عبد الله السلال ومعه مجموعة من الضباط الاحرار وكانت ضد المملكة المتوكلية بقيادة محمد البدر حميد الدين والتي استمرت ثمان سنوات وشهران وخمسة أيام وانتهت بسقوط النظام الملكي وقيام النظام الجمهور ي بما يسمى الجمهورية العربية اليمنية آنذاك في شمال اليمن في عام 1970م.
فالتاريخ سجل العديد من الثورات التحررية غيرت وجه العالم وانتفضت فيها الشعوب رافضة شعور الظلم وتفشي الفساد فأطاحت بأنظمة مستبدة وغيرت أوضاعاً طالما انتهكت حقوق الإنسان وسلبت الشعوب من خلال ضياع الكثير من حقوقها وفي اليمن تغير الحال بسبب هذه الثورة من حال كان يسوده الظلم والطغيان والبؤس والحرمان والجهل والتخلف إلى حال أفضل مما كانوا عليه قبل هذه الثورة فسقطت أحلام الإمامة في ذلك الوقت وظهرت أحلام وطموحات المجتمع اليمني الداعي إلى الحرية والعدالة والمساواة والدولة المدنية فبعد هذه الثورة سلكت اليمن طريقاً إلى التنمية والبناء بقدر الإمكانات المتاحة لها، مع حصول بعض الإشكاليات في بعض الأوقات إلا أنه تم معالجتها، فقد ساهمت هذه الثورة في الشمال وثورة الرابع عشر من اكتوبر في الجنوب في تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990بعدجولات من الحوار المستمر بين جميع الأطراف.
فكما عانت الثورة السبتمبرية من ثورة مضادة سابقاً ها هي تعاني من ثورة مضادة أخرى ولكن أكثر شراسة تمثلت بإعادة الإمامة وأختلف المسمى هذه المرة، فعن طريق مليشيات الحوثي التي تسللت كخفافيش الظلام وانقلبت على الجمهورية واعادت الظلم والولاية والخرافة والفقر والجهل من خلال انقلابها في سبتمبر عام 2014وهانحن قد رجعنا إلى ما قبل ثورة سبتمبر عام 1962لذالك نحن بحاجة إلى قادة يمثلون أهداف ومبادئ ثورة 26سبتمبر ويكونوا صادقين مع أنفسهم ومع مجتمعهم اليمني لكي يعيش بأبسط حقوقه، نحن بحاجة إلى أُناس يعرفون ماذا يعني الوطن وتنمية الوطن وحب الوطن وتقديم مصلحة الوطن قبل أي مصلحة شخصية أو حزبيه.
وما بين ثورة 26سبتمبر عام 1962ونكبة سبتمبر عام 2014معركة وطنية تحدد مصير الوطن ومستقبل الأمة اليمنية فإما مستقبل مشرق مع الجمهورية والوحدة والحرية والعدالة والمساواة والتقدم والازدهار، وإما مستقبل مظلم مع الإمامة الكهنوتية والتمزق والاستبداد والظلم والطبقية والتخلف والعبودية، فالشعب اليمني هو من سيحدد مصيرة المحتوم في هذه المعركة الوطنية والجمهورية والأخلاقية وعلى كل مواطن أن يقوم بدورة في قادم الأيام.
دمت يا سبتمبر التحرير يافجر النضالِ
ثورةٌ تمضي بإيمانٍ على درب المعاليِ
تسحق الباغي تدك الظلم تأتي بالمحالِ