آخر تحديث :السبت-28 ديسمبر 2024-12:21ص

الذكرى الأولى لطوفان الأقصى

الأحد - 06 أكتوبر 2024 - الساعة 07:59 م
حسان عبدالباقي البصيلي

بقلم: حسان عبدالباقي البصيلي
- ارشيف الكاتب


في مثل هذا التاريخ 7 أكتوبر 2023م ويوم السبت تحديداً والساعة حينها كانت25: 6: صباحاً، أفاق العالم على نصر لم نكن حتى نحلم به، حيث أنطلقت آلاف الصواريخ والمسيرات من قطاع غزة باتجاه المواقع والبلدات الإسرائيلية داخل الخط الأخضر دفعة واحدة،ودون مقدمات، ليتبين بعد نصف ساعة على بدء العملية، أن انطلاق تلك الصواريخ والقذائف لم يكن أكثر من تغطية على عملية إجتياح بري واسع لمجاهدي القسام داخل مستوطنات الإحتلال مما أدى لسقوط عدد من المواقع والمستوطنات في أيدي المقاتلين، بشكل درامي غير مسبوق في عمليةٍ أطلق عليها (طوفان الأقصى)،وبالمقابل تعلن إسرائيل حالة الحرب لأول مرة منذ إعلان حاله حرب صباح يوم السبت السادس من اكتوبر عام 1973م أي منذ نصف قرن من الزمن.


حيث شكلت المشاهد التي أنتشرت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل، صفعة صادمة ومفاجئة على كافة الصعد حيث ضهر أبطال المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتهم أشبال حركة حماس وهم يمرغون أنوف جنود العدو في التراب ويسحلونهم من على دباباتهم، ويكنسون بهم الأرض، ويقتلون فريقاً ويأسرون أخرّ،في مشهد شكل صدمة للأنظمة العربية المطبعة حيث ضهرت هشاشة العدو وظل يتخبط أكثر من خمس ساعات من هول الصدمة القسامية، هذه الحركة التي صارت بعد هذا العمل الكبير حديث الساعة، وبجميع لغات العالم على مدى عام كامل، وذلك لن ولم يحدث في التاريخ أن تشتهر حركة إسلامية كما أشتهرت به حركة حماس.


فأول مالفت الأنظار في هذا اليوم على جميع المستويات، هو حجم المفاجأة التي لم تتمكن إسرئيل من إخفائها، من خلال نجاح المقاومة في تعطيل جميع أجهزة الإتصال والمراقبة للعدو من خلال إستهدافها في الدقائق الأولى لعملية طوفان الأقصى حيث شهد هذا اليوم إنهيار منظومة الردع الاسرئيلي مما جعل إسرائيل تمارس إبادة جماعية لسكان غزة على مدى عام دون أي رادع غربي وفي ضل تواطئ حكام العرب، مماشكل صدمة كبيرة للشعوب الحرة، فخرجت مسيرات في جميع أنحاء العالم، مستنكرين هذه الحرب الإنتقامية، بسبب نجاح طوفان الأقصى في تحقيقه لكسر هيبة إسرئيل أمام العالم، كما كشفت حرب غزة كل المجتمع الدولي الغربي الذي يدعي حقوق الإنسان وأثبت هذا العالم المنافق أن الإنسانية وحقوق الإنسان ماهي إلا شعارات وقوانيين وهمية.


ورغم تلك التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني، وتلك المعاناة التي عاناها على مدى عام من الزمن، إلا أن تذكر السابع من اكتوبر يجعلنا نفخر بتلك الكوكبة التي خططت ونفذت هذا العمل الكبير، وفي مقدمتهم مهندس ومخطط طوفان الأقصى أبو ابراهيم المجاهد، يحيى السنوار الذي لازال صامداً يجاهد في الميدان بالنيابة عن الأمة الإسلامية التي لم يتبقى منها، إلا إسمها بعد هذا الخذلان لغزة وفلسطين.


وفي ختام الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، لا ننسى الترحم على شهداء غزة الميامين، الذين سقوا كل ذرة رمل في غزة بدمائهم الطاهرة الزكية، وفي مقدمتهم سيد الشهداء الشهيد إسماعيل هنية، والشهيد صالح العاروري، الذين طالتهم أيادي الغدر حتى وهم خارج غزة وفلسطين، كما نترحم على شهداء عملية طوفان الأقصى في جميع دول محور المقاومة، والخزي والذل والعار لدول التطبيع، التي قدمت المال والسلاح للعدو الإسرئيلي، لكي يوغل في قتل أبطال المقاومة في غزة،وينفذ أكبر إباده جماعية في التاريخ الحديث.