آخر تحديث :السبت-28 ديسمبر 2024-12:21ص

في اليوم العالمي لذوي الإعاقة .. واقع مؤلم وآمال لمستقبل أفضل في اليمن

الأحد - 01 ديسمبر 2024 - الساعة 12:37 م
محمـد العماري

بقلم: محمـد العماري
- ارشيف الكاتب


يحتفي العالم في الثالث من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لذوي الإعاقة، وهي مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على قضاياهم وتعزيز حقوقهم في مختلف المجالات. ومع ذلك، يبقى السؤال الذي يفرض نفسه في اليمن: كيف هو حال ذوي الإعاقة؟ وهل وجدوا الخدمات الأساسية التي يجب أن توفرها الدولة؟

في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد من أزمات اقتصادية وسياسية متواصلة، يعاني ذوو الإعاقة من تهميش واضح وغياب شبه تام للخدمات الأساسية التي تضمن لهم حياة كريمة. فبينما يفترض أن توفر الدولة الرعاية الصحية، والتعليم، وفرص العمل الملائمة لهذه الفئة، نجد أن معظم هذه الحقوق غائبة. حتى المنظمات الإنسانية، التي يُفترض أن تلعب دورًا بارزًا في سد الفجوات، لم تقدم الكثير مما يُذكر على أرض الواقع.

شهدت السنوات الأخيرة ظهور العديد من المنظمات والمؤسسات التي ترفع شعارات خدمة ذوي الإعاقة، لكن هذه الجهود غالبًا ما تظل حبرًا على ورق، دون تحقيق تأثير ملموس. ما يفاقم معاناة ذوي الإعاقة، ويتركهم وحيدين في مواجهة تحديات الحياة اليومية، من دون دعم حقيقي.

رغم هذا الواقع المرير، يبقى الأمل كبيرًا في أن يجد ذوو الإعاقة فرصًا تمكنهم من إثبات قدراتهم ومواهبهم. العمل حق أساسي لكل إنسان، وذوو الإعاقة ليسوا استثناء. إن توفير فرص عمل لهم في القطاع الخاص والمنظمات سيمنحهم الاستقلالية الاقتصادية ويعزز شعورهم بالانتماء والمشاركة في بناء المجتمع.

في هذا اليوم، نناشد الجهات المعنية، سواء في الحكومة أو القطاع الخاص أو المنظمات الإنسانية، بضرورة إشراك ذوي الإعاقة في سوق العمل ومنحهم الفرصة لإثبات قدراتهم. فهم قادرون على تحقيق النجاح وترك بصماتهم المميزة إذا ما أتيحت لهم الفرصة والدعم اللازم.

إن الاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة لا يجب أن يقتصر على الكلمات والشعارات، بل يجب أن يتحول إلى أفعال حقيقية تسهم في تحسين واقعهم. الأمل موجود، والطريق يبدأ من هنا: بتكاتف الجهود لإحداث تغيير حقيقي يعيد لذوي الإعاقة حقوقهم المسلوبة ويوفر لهم حياة كريمة ومستقبلًا واعدًا.