آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-07:58ص

فتح المجال السياسي- مظلومية الظالم

الثلاثاء - 03 ديسمبر 2024 - الساعة 11:27 م
د. عبدالله عوبل

بقلم: د. عبدالله عوبل
- ارشيف الكاتب



الديمقراطية والتعددية واحدة من أهم منجزات الحزب الاشتراكي، اتفقنا معه أو أختلفنا، هو الذي أصر أن تكون واحدة من أسس النظام الوطني لدولة الوحدة، ولاننسى لجنة الدستور قبل الوحدة ثبتت المبدأ، لكن كان لابد من أصرار أحد شريكي الوحدة على ذلك.

وكانت قد بدأت أطروحات في عدن قبل الوحدة، في وثيقة الإصلاح السياسي التي قدمها عضو المكتب السياسي جار الله عمر، وأحدثت جدلا واسعا بين قيادات الحزب قبل الوحدة. مما طرح مثلا؛ ان سبب دورات الصراع الدموية هو عدم إعطاء فرصة للناس ان يطرحوا آراءهم وأفكارهم بصراحة، وشطب الحريات العامة وإجبار الناس على الاستماع للصوت الواحد،. إن تحول الصراع إلى جدل فكري وبرامج سياسية مختلفة وانتخابات نظيفة هي ضمانات أن لا يلجأ الناس إلى القوة لسحق الآخر ، كما أن حفظ مصالح الفئات الاجتماعية يتحقق بالحوار والأساليب الديمقراطية التي تضمنها الدساتير

اليوم يجري الحديث حول فتح المجال السياسي هنا في مناطق الجنوب وكل مناطق الشرعية والحوثي ،فالعودة إلى قمع فعاليات القوى السياسية وفعاليات الشباب والمرأة، واحتكار المجال السياسي للمكون الذي يفعل فائض القوة يمنع تعدد الآراء والتعددية الحزبية والفعاليات المدنية ويتنكر لكل تاريخ الحركة الحوثية المطالبة بالعدالة والحقوق المدنية وكذا الحراك السلمي الذي قدم تضحيات من أجل أن يرفع صوته ضد الظلم والطغيان.


المظلومية


تعرض الجنوبيون لشتي أنواع السلب والنهب والتسريح القسري للمدنيين والعسكريين واستخدام العنف المفرط ضد اعتصاماتهم السلمية رفض نتائج حرب ١٩٩٤ م الظالمة.


تحول المظلوم إلى ظالم


اليوم تمارس هذه السادية من قبل من كانوا يحتاجون للحرية لكي يأخذوا حقوقهم، مع الأخذ بعين الاعتبار ان الانتقالي ليس هو الحراك الجنوبي ، وان معظم الحراك يعاني من ديكتاتورية فائض القوة.

طالب الحراك الجنوبي منذ ٢٠٠٧ بالحرية ورفض الاستبداد وإلغاء نتائج حرب ١٩٩٤، وماتلاها ، فاعتبر النظام تلك الدعوات مجرد سحابة عابرة ستتلاشى مع الزمن ، حتى طالب الناس بالعودة إلى ما قبل ٢٢ مايو ١٩٩٠م. عمى القيادة السياسية والمصالح والنفوذ والتعامي عن مطالب الناس واستخدام القوة وإقصاء شريك الوحدة عن الحكم، لم تكن لتوفر الاستقرار للنظام السياسي ، بالعكس ذهبت الأمور إلى تفجير غضب الشباب وانهيار المنظومة المدنية من النظام السياسي يوم ٢٣ مارس ثم تفجير الحرب الحالية التي على مدى عشر سنوات أرهقت المواطن ونشرت المجاعات والفوضى.

هذه نتائج الركون إلى القوة وإغلاق المجال السياسي والتعدي على الحريات وحرمان الناس من حقوقهم المدنية والدستورية.

هل سنتعلم من تجاربنا القاسية

أمس جرى أقتحام فعالية المرأة وفعالية الشباب في المكلا ، عدد من الشبيحة اقتحموا الفعاليات وعطلوها وهي الفعاليات التي يشرف عليها المعهد الوطني الديمقراطي، كم هو قبيح أن تتحول انت الذي تدعي بالمظلومية إلى ظالم. وكم هو مفزع هذا النوع السماح للبلاطجة والجهلة أن يعرضوا مستقبلك السياسي كله للانتكاسة. أستعداء الناس بهذه المجاميع الهمجية يقوي جبهة الخصوم، ولا يمنحك أي أمتياز عن غيرك من الطغاة الذين كان مصيرهم الفشلوالسقوط.

لا يمكن لأي مكون سياسي مهما استقوى بالعنف والقوة المفرطة والاضطهاد ان يطول بقاءه في السلطة حتى ويفقده أي مشروعية. السمعة مهمة في السياسة، والنظام الاخلاقي مهما جدا، واحترام كل المكونات أمر طبيعي.


التكتل الوطني للأحزاب والمكونات


ماذا عن التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية

في الحقيقة لم يكن التكتل موجها ضد أي طرف في الشرعية، وكان المؤمل أن يكون الانتقالي جزءا منه، ومازال الأمل معقودا على ان يكون ضمن مكونات التكتل. ولا تمي وثائق التكتل وأهدافه المجلس الانتقالي إطلاقا،،، هدف التكتل هو توحيد صوت الشرعية لتكون صوتا واحدا مقابل الصوت الواحد للحوثي. ولا شيء آخر غير ذلك. فلماذا ذهب البعض إلى تجريم التكتل والتحريض ضده.

من أجل ذلك نطالب بإعادة فتح المجال السياسي والسماح بحرية الرأي والفكر واحترام الآخر واحترام حقوق الإنسان والسماح للناس بممارسة حقوقهم القانونية والدستورية بحرية تامة. لابد من كسر احتكار المجال السياسي حتى لا تتكرر الحروب والصراعات مرة أخرى. من تراه اليوم ضعيفا وتمارس عليه العسف والاضطهاد غدا سيكون قويا وهكذا لن تتوقف دورات الانتقام والثارات مادام المجال السياسي محتكرا من قبل طرف ويريد ان يخضع الأطراف الأخرى لمشيته.