تزامناً مع توالي سقوط الأذرعة الإيرانية في المنطقة العربية، شهدت العديد من المناطق والمحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية توترات واحتجاجات شعبية نتيجة الممارسات والانتهاكات الإجرامية والدموية التى ترتكبها قيادات العصابة وعناصرها الطائفية.
فقد أدت الأعمال الإجرامية والتخريببة والتدميرية والغطرسة والاستبداد والتعصب والظلم والإقصاء والممارسات التعسفية والمأساوية والكارثية التي تمارسها المليشيا العنصرية في مختلف مناطق ومحافظات سيطرتها المغتصبة، إلى فقدانها للحاضنة الشعبية ، وإلى توفير الظروف والأجواء المناسبة لسقوطها فيما تبقى من محافظات الجمهورية.
اليوم، وبعد أن نفر الشعب من جرائم وظلم وانتهاكات مليشيا الشر الاستبدادية ، وتوحدت الصفوف الجمهورية وحظيت بالتأييد الشعبي المطلق لمواجهة مشروع العصابة الانقلابية ، وتوفرت كافة الإمكانيات والأسباب والمبررات الكفيلة بالقضاء على هذه المليشيا الظلامية ، أصبح قرار البدء بإشعال شرارة المعركة المصيرية وإعلان بداية الزحف لإسقاط المليشيا الانقلابية مرهون ومقيد بقرار القيادة السياسية المرتبط بقرار المجتمع الدولي وهيئتة الأممية المتعودة على خذلان الشعب اليمني وحكومتة الشرعية.
اليوم، تعيش العصابة الحوثية في ظروف مرعبة وتشاهد عملية سقوطها تقترب وتدنو منها كل يوم وليله، ومع هذا تحاول أن تتعلق بالأحلام والأوهام ونتائج مراوغتها وتوجهات الدول المتاجرة ببقائها والمهيمنة على المجتمع الدولي والقرارات الأممية ، بينما تمتلك قيادة الشرعية فرصة ذهبية لإسقاط هذه العصابة المنحرفة ، ولن تستغرق عملية إسقاطها إلا أيام معدودة ، فما تشهده المحافظات الواقعة تحت سيطرة هذه المليشيات المتخلفة من غليان شعبي وتحشيد ونفور قبلي ومجتمعي كفيل بإسقاطها من الداخل ان تم إسناده بتحريك الجبهات العسكرية.
فهل ستستغل قيادة الشرعية هذه الفرصة الذهبية وتنجح في إقناع المجتمع الدولي برفع الغطاء عن هذه العصابة التخريبية وإلغاء اتفاقية ستوكهولم التآمرية واستئناف العمليات العسكرية والبدء في بتر اذرعة المكر الإيرانية ودفن خرافة الولاية؟، أم ستفشل في مواجهة التحديات وتهدر هذه الفرصة وترمي حبال النجاة للعصابة الحوثية وتحقق أحلامها الكارثية وتبدد أحلام الشعب الجمهورية والوطنية والانسانية ؟!.
لقد بدأت فرصة القضاء على مليشيا الإجرام الحوثية بالمرور والسريان دون استثمار أو استغلال من قبل القيادة الشرعية ، وعدم تداركها قبل فوات الأوان والوصول الى نهايتها يعنى إهدارها وإضاعتها مع سبق الاصرار والترصد ، وتحطيم متعمد لمعنويات الحاضنة الشعبية التى رفضت مشروع العصابة الحوثية ، ومساندة صريحة للمليشيا الانقلابية في تحويل أحلامها الوهمية إلى نجاة حقيقية وواقعية ، وبصمة سوداء في تاريخ الشرعية وهزيمة نكراء لقيادتها السياسية ، وانتصار تاريخي لعصابة الإجرام الحوثية.