يرى العلمانيون العرب أن السياسة لا تليق بالدين ويجب تنزيه الدين من قذارة السياسة ونجاستها. ويرد عليهم الإسلاميون بالقول: إن السياسة قذرة ونجسة حين يمارسها العلمانيون. أما السياسة التي يدعو إليها الإسلام فهي التي مارسها الأنبياء.
مصطلح "الإسلام السياسي" ليس مصطلحًا مفروضًا علينا، بل هو مصطلح أصيل في الإسلام. وقد أُلِّفت في السياسة الشرعية كتب عديدة، منها كتاب عبد القادر عودة "الإسلام وأوضاعنا السياسية" وغيره الكثير.
حديث الرسول ﷺ حين قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، فستكون خلفاء فتكثر"، ينسب إلى السياسة الشرعية بل يوضحها.
إذن، الخلفاء يقومون بما قام به الأنبياء من قبل بسياسة شؤون الناس، فعمل الخلفاء وعمل الدولة الإسلامية هو ممارسة السياسة لادارة شؤون الناس وفق منهج الله.
في المفهوم الإسلامي، السياسة هي رعاية شؤون الناس وفق منهج الله خالق الإنسان. أما السياسة بالمفهوم العلماني فهي رعاية الناس وفق نظام وضعي. وفرق شاسع بين السياستين، وذلك هو جوهر الصراع بين الإسلام وما سواه من التشريعات الوضعية.
الإسلام يقول: إن الحكم لله وحده، ويعني (التشريع الإلهي)، بينما العلمانيون وما يسمى بالدولة المدنية ومن يقولون إن مرجعيتهم إسلامية، يقولون إن مرجعيتهم الشعب، وهذا مصادم لشريعة الله تعالى.
إذا اتبعنا العلمانيين، فذلك يعني أننا تخلينا عن هويتنا الإسلامية وذهبنا إلى عمق هوية المجتمعات الغربية التي غزت بلداننا ونشرت حضارتها وتشريعاتها ونظامها العلماني فيها.