آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-06:20ص

إلى اللقاء يا صديقي

الأحد - 02 فبراير 2025 - الساعة 07:45 م
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب


جاءني النذير من أختي صباح الخميس الموافق 30/1/2025 بإصابة صديقي وصهيري الأثير الغالي، الدكتور جلال علي سيف، بجلطة دماغية، وعلى إثرها أُدخل في غيبوبة كالصاعقة. أقسى كلمة سمعتها، أذني واصلت طريقي إليها. سألته ما القصة؟ قالت: "ارتفاع ضغطه وفجأة أصبح لا يستطيع الكلام." أخذته إلى المستشفى، وتكلمني بدهشة وهي تصرخ أنه لم يتناول الأدوية. لم أصدقها، ظننت أن الأمر ليس كذلك. كيف يموت هو الذي ينبت في صخرة، الموت رياحين الحياة؟


تذكرت حينما أتاني ليلاً مع صُحبة أختي، وهي تجهيش بالبكاء حينما سمعا خبر إسعافي إلى المستشفى الألماني حينما أصبت بذبحه صدرية. تذكرت تحذيراته لي بالانتظام في الأدوية التي أتناولها. هممت بالكلام وأنا أقطع المسافات للوصول إليه، وفور وصولي توجهنا سوياً نحو المستشفى الذي كان يرقد فيه. ألقيت عليه آخر النظرات الباسمة الواضحة، ثم اجتاحتني مشاعر الحزن، وابتلّت عيناي بالدموع بصمت صارخ حتى لا تشعر أختي بأن زوجها قد فارق الحياة.


وفي صباح الجمعة، اليوم الحزين البائس، دهمتنا الفاجعة بإعلان اطباء المستشفى وفاته، استفرد بنا الأسى كأننا فريسة يترصدها، ليغتالنا بوحشية. خبر وفاة الصديق جلال علي سيف كان صدمة كبيرة لأهله وأصدقائه ومحبيه. اليوم الثالث لوفاته، لم أفق من حزني ومن انفصالي عن الوعي، الذي لم أملك إلا أن أخاطبه وأتطلع إليه وأدعو له ، هو يسكن دار البقاء والنقاء والصفاء. أسحبها من أعماق قلبي المتألم الذي ما عاد ينبض إلا بالدعاء لترحم على روحه الطاهرة.


حقيقة، لقد شكلت رحلته المفاجئة حرقة في النفس، وغصة في الحلق، وحزن في القلب. حزن لا ولن ينتهي. حقيقة، الموت يشكل أقوى من فواجع الدنيا وأصلب من غوائل الدهر، لكنها مشيئة الله التي لا نملك أمامها سوى الامتثال لمقتضاها. نعم، رحيلك أوجع قلبي وأبكاني. لا حول ولا قوة إلا بالله. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم مغفرته، وأن يعظم أجرنا وأجر أولاده وجميع أهله وذويه ومحبيه. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.