هل تنامون ليلًا؟ هل تنظرون إلى المرآة صباحًا دون أن ترتعد ضمائركم؟ أم أن الضمير قد أصبح رفاهية لا تستطيعون تحملها؟
الشعب اليمني يموت جوعًا، يموت عطشًا، يموت بسبب أمراض يمكن علاجها لو وجدت الأدوية، يموت بسبب إهمالكم وفسادكم. وأنتم، بعيدون عن هذه المعاناة، تعيشون في رفاهية وتنعمون بأموال الشعب الذي تخذلونه يومًا بعد يوم.
أين العدل؟ أين الإنسانية؟ أين المسؤولية التي حملتموها على أكتافكم ثم ألقيتم بها في بحر الفساد واللامبالاة؟
هل تعلمون أن طفلًا يمنيًا يموت كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية؟ هل تعلمون أن أمهات يمنيات يقتلن أنفسهن من شدة اليأس؟ هل تعلمون أن المزارعين اليمنيين يبذلون جهودًا جبارة لإنتاج محاصيل مثل الطماطم والبصل، فقط ليجدوا أنفسهم أمام أكوام مكدسة من المنتجات التي تفسد بسبب سوء إدارتكم؟
لماذا لا يتم استقبال هذه المنتجات اليمنية في الأسواق السعودية؟ أين حسن النوايا؟ أين التعاون الإقليمي؟ أين الادعاءات بالرغبة في مساعدة الشعب اليمني؟
أنتم تعيشون في قصور، وتتنعمون بأموال الشعب، بينما الشعب يدفع ثمن فساد لا يستحقه.
أقول لكم: التاريخ لن يرحمكم. الأجيال القادمة ستلعنكم. الدماء التي تسيل كل يوم، والدموع التي تُذرف، والصرخات التي تعلو من كل بيت يمني، ستظل تطاردكم حتى آخر يوم في حياتكم.
كفى! كفى استهتارًا بحياة الناس. كفى تلاعبًا بمصير شعب مغلوب على أمره. كفى فسادًا وإهمالًا.
الشعب اليمني يستحق حياة كريمة، يستحق السلام، يستحق أن يعيش دون خوف من الموت جوعًا أو مرضًا.
إن كنتم لا تستطيعون أن تكونوا جزءًا من الحل، فاعلموا أنكم جزء من المشكلة، وأن الشعب اليمني لن ينسى، ولن يسامح.
