صديقي العزيز،قرأت مقالك الرائع والجميل المنشور في موقع مؤسسة عدن الغد بعنوان "عشنا الطفولة معًا ولقاء يتجدد"، ولم أستطع إلا أن أُبحر مع كلماتك التي سطّرتها أناملك المبدعة. لقد كنت محقًا يا صديقي حين قلت إن الظروف هي التي تحكمنا في الغالب وتفرض علينا الانقطاع، لكنني أؤكد لك أن المسافات لا تقرّب أحدًا ولا تبعد أحدًا، وحدها القلوب تواصل دائم مهما كان البعاد...
فصداقة الطفولة ليست مجرد عشرة عمر، بل هي مواقف لا تنتهي أبدًا، تبقى بداخلنا إلى الأبد، هي شمس لا تغيب وفرحة لا تنتهي. في لقاء الخميس الذي طوى صفحات الانقطاع، عشنا ذكريات طفولتنا من جديد، وغصنا في بحر الذكريات على شواطئ الماضي الجميل، حيث تبادلنا أجمل اللحظات والمغامرات التي عشناها سويًا.
وقفنا على مساحات الحياة الصعبة التي تمر بنا، وأدركنا كم نحن بحاجة إلى صديق الطفولة، خاصة عندما نشعر بالفراغ والوحدة، وعندما نجد أنفسنا بلا طاقة أو حتى وسيلة للهروب من هذا الإحساس القاسي، وكأننا مجبرون على مواجهته وحدنا. لكن ربما هذا ما نحتاجه فعلًا—صديق الطفولة الذي يفهمك بلا كلمات.
وقفنا على ضفاف المعاناة والألم التي نعيشها بسبب الظروف التي فرّقت بيننا لفترات طويلة، لكنك كنت دائمًا ذلك الصديق المتوازن، الحكيم، المؤمن بالله، الذي استطاع أن يقنعني بأن المعاناة ليست مجرد عوائق، بل هي مساحات تصقلنا، تكسرنا لتعيد تشكيلنا من جديد، وتخرجنا أقوى مما كنا عليه.
في مثل هذه اللحظات، لا مجال للاستسلام، بل علينا أن نتمسك، أن نتشدد، لأن هذه العاصفة ستمر، وعندها سندرك كم كنا بحاجة إليها لننضج، لنفهم، ولنصبح أكثر وعيًا بالحياة وبأنفسنا.
وفي الختام، لا أجد إلا السلام أهديك يا صديقي...
اطمأنت روحي عليك حين وجدت أنك اتخذت السماء طريقًا لروحك، يُؤلمني ما تمر به من صعوبات، لكن يُؤنسني أنك ترتل كلام الله وتدعوه بقلب نقي وصادق. تؤلمني معاناتك، لكن يُطمئنني أنك مع الله، تقوم الليل وتدعوه، ونرجو من الله أن يفرج همنا. الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين واليد: إذا تألّمت اليد دمعت العين.. وإذا دمعت العين مسحتها اليد. شهر مبارك كل عام وانت بالالف خير دمت صديقا واخا لايعوش