آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-07:58ص

عبد كامل إسماعيل .. مسيرة نضالية ووفاء لا يضاهى

الأربعاء - 05 مارس 2025 - الساعة 12:27 ص
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب



الوالد الرفيق عبده كامل إسماعيل هو من الرعيل الأول لأولئك الأوفياء، المخلصين، والنادرين. نجده دوماً يتحدى الصعاب ويصنع من المحال ممكناً. له العديد من المواقف المشرفة والمناقب النبيلة والبصمات المشرقة في رأب الصدع، وإصلاح ذات البين، وجمع الكلمة، وتسوية الخلافات، وحل القضايا والمشاكل والنزاعات التي يعاني منها أبناء تعز. فهو يمثل في وقتنا الحاضر أحد أكبر القلاع والأقيال في محافظة تعز.

بدأت مسيرته النضالية بانتسابه إلى الحزب الاشتراكي اليمني في مرحلة النضال السري، حيث حمل مع رفيق دربه الشيخ عبدالله مهيوب الأعباء والتحديات، وتقاسما ظروف المعيشة منذ التحاقهما بجبهات التحرير في سن مبكرة لم تتجاوز الخامسة عشرة. لقد أرضعهما الحزب القيم والمبادئ النبيلة.

عاش العاقل عبده كامل مع رفيق دربه صادقاً، وبعد توقف مسيرة النضال، شق طريق حياته الشخصية وبناء مستقبله، فاختار الغربة طريقاً لتحسين حياته المعيشية، واستطاع أن يمتلك منزلاً محترماً في مدينة تعز، الذي تحول إلى مقر للحزب الاشتراكي بعد إعلان الوحدة، ليصبح ملتقى للجميع من أبناء شرعب، ومائدة للصغير والكبير، وعُقدت فيه اجتماعات ولقاءات لقيادات الحزب الاشتراكي.

كان الوالد عبده كامل إسماعيل وفياً مخلصاً مع الشيخ عبدالله مهيوب. رحل الشيخ في 11/2/1989، ومنذ ذلك التاريخ، غادر الوالد عبده كامل ميادين السياسة. لقد شكل رحيل الشيخ صدمة كبيرة له، وكان يوم وفاته ألماً لا ينتهي. ومنذ ذلك التاريخ، لم يجد الوالد عبده كامل غير الوفاء دعوة لمن أحبوه، فقد كان الإخلاص جزءاً لا يتجزأ من شخصيته، وهو الإخلاص الذي لا يأتي إلا من قلب طاهر ونية صادقة. فالإخلاص والوفاء لغة لا يتقنها كل البشر، ولا يستشعر الجميع عظمتها أو يفهمونها أو يحسونها.

إن أعظم الوفاء هو وفاء الأحياء للأموات، من خلال البرّ بهم، وذكرهم، والإشادة بمواقفهم العظيمة. الوفاء سمة المبدعين المخلصين الأوفياء، أصحاب المشاعر الصادقة، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

عبده كامل إسماعيل المريري يجسد لغة الأحبة الحقيقيين، الذين لا تلدهم لك القرابة أو الصدفة أو الأيام، بل تلدهم لك المواقف. في هذه الحياة، عليك أن تلتفت للأفعال لا للأقوال، فالصادقون هم أصحاب المواقف الذين يتبنون القيم الإنسانية في أفعالهم بصدق وإخلاص.

إما أن تكون حقيقياً أو مزيفاً، ولا خيار آخر، وكما قال شكسبير:

"إما أن تكون أو لا تكون."

من هذا المنطلق، يرسم الوالد عبده كامل إسماعيل مواقفه في واقعنا العملي، لا في الأقوال التي تُقال شفهياً. فمهما كانت الكلمات جميلة، والادعاءات مثالية، تبقى بلا قيمة أمام المواقف المجيدة والتصرفات العملية، التي تختصر طريق ما يُقال، فالمواقف تريك الحقيقة كما هي بلا تنميق، وتكشف لك الأشياء بشكل أوضح.

موقف واحد للوالد عبده كامل إسماعيل يغنيك عن ألف كلم فهو من الشخصيات الذي لا يجدون الأقوال الرنانة والكلام المعسول والتعهد بالوفاء والحب، ولكن تجده من الشخصيات الصارمة والصداقة. تجده في الشدة، تجده في المواقف الصعبة . لك مني الف تحيه الف سلام. وشهر مبارك وكل عام وانت بخير