آخر تحديث :الإثنين-31 مارس 2025-05:12ص

تحرير بلا كرامة .. احتلال بوجوه جديدة !!

الخميس - 27 مارس 2025 - الساعة 11:25 م
محمد مهيم

بقلم: محمد مهيم
- ارشيف الكاتب


في لعبة السياسة هناك ما لا يظهر، وما يُقال ليس دائمًا ما يحدث في الكواليس ، وقبل كل شيء ، نحمد الله على نعمة التحرير وتنفس هواء الحرية، بفضل الله ثم التضحيات الجسام التي ارتوت بها أرضنا، هذه الأرض التي لم ترضخ يومًا لأي غزو أو نظام مستبد ودون الانتظار لنجدة أحد ، مع خالص احترامنا وشكرنا لكل من وقف مع شعبنا ، لكن حتى تكتمل صورة التحرير بشكلها الصحيح، وبما يلبي حجم الاحتفاء بهذا اليوم، علينا أن نواصل تحرير الشيء الأهم وهو كل مايتعلق بحياة الإنسان وكرامته.!!


لا تحرير حتى تعود كرامة الإنسان في مناطق يقال إنها محررة، حيث صار المواطن فيها غريبًا عن أرضه، مقيدًا في رزقه، مسحوقًا تحت رحمة أمراء الحرب وتجار المعاناة.!!

كيف نتحدث عن التحرير، وأبناء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لأجل الوطن يتجرعون أقسى صنوف المعاناة؟ فيما من تسلقوا على دمائهم ينعمون في القصور ويقتسمون الغنائم.؟!


لا تحرير حتى يعود للدكتور الجامعي اعتباره، ذلك الذي أفنى سنوات عمره في العلم والمعرفة، ليجد نفسه اليوم يبحث عن الفتات لإطعام أسرته، بينما تتصدر المشهد وجوه لم تقدم للوطن سوى الولاءات الضيقة والانتهازية المقيتة.


لا تحرير حتى تُعاد الحقوق لموظفي الدولة المنهكين، الذين صاروا يتسولون رواتبهم بينما تغدق الأموال على الفاسدين والمتنفذين.


لا تحرير حتى يتم تمكين الكفاءات النزيهة التي قد تنقذ ما تبقى من هذا الوطن المبتلى، وحتى يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدًا عن المحاصصة والمجاملات القاتلة.


لا تحرير حتى تستقر العملة المحلية ويتحسن الوضع الاقتصادي الذي يتهاوى بشكل متسارع وكارثي، وصلت مخاطره إلى كل بيت وينذر بمجاعة كبيرة ، لم تحدث قط في أي مرحلة من مراحل الصراع التي يعيشها هذا الوطن.!!

وكيف يمكن الحديث عن التحرير والناس تبحث عن لقمة العيش وسط انهيار اقتصادي لم يسلم منه أحد إلا طبقة الفاسدين وأصحاب النفوذ.؟!


لا تحرير حتى نتحرر من فكر العنصرية والمناطقية، تلك الآفة التي تسللت إلى المناصب ومكنت حواشيها، فأصبحت الوظيفة العامة حكرًا على فئة دون أخرى، والحقوق تُمنح ببطاقة الهوية والانتماء لا بالكفاءة والاستحقاق.


وقبل كل ذلك، لا تحرير حتى نصارح "الكفيل" ونقول له لا للمهانة التي وصل إليها الشعب، لا للوصاية التي سلبتنا القرار، لا للتحكم في مصيرنا كأنه بضاعة في سوق المصالح الإقليمية.


ما دون ذلك، فهو مجرد وهم، وكذبة تتكرر كل عام في احتفالات جوفاء لا تزيد إلا ثراءً لعصابة مرتزقة جاءت من بعيد، لتنفيذ أجنداتها على حساب وطن يئن، وشعب مغلوب على أمره، يطالعه مشهد التحرير المزعوم، فلا يرى فيه إلا سجناً آخر بوجوه مختلفة.!