محمد عبدربه
ماذا نُوجد لأطفالنا استعدادًا للعيد؟ هل نقدر أن نُعيد الفرحة والبسمة لهم في ظل هذه المعاناة والغلاء الفاحش، الذي ارتفعت بسببه أسعار كسوة العيد في المحلات والمولات التجارية؟ نار والله نار! والله إنه لأمر صعب على كثير من الأسر، لقد رأيناهم والعيون تبكي، والقلوب تحزن.
في الأعوام السابقة، كان بإمكان الرجل أن يشتري كسوة أبنائه الثلاثة أو الأربعة، أما اليوم، ومع الغلاء الفاحش وانهيار العملة، أصبح الأمر صعبًا جدًا. الأطفال يذهبون مع آبائهم إلى المحلات التجارية، فتُشاهد معاناة أسرٍ كثيرة لا تستطيع أن تشتري لكل أبنائها، وتسمع صياحهم وبكاءهم، وهم يتنقّلون من محل إلى آخر، يبحثون عن الأرخص. وإذا كان الطفل واحدًا، فقد يكون بالإمكان تدبير الأمر، أما إذا كانوا أكثر، فالأمر فوق الطاقة.
ولا نقول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل على من أوصل أهل اليمن إلى هذا المستوى.
الكثير من الأسر اليوم تُفضّل الاكتفاء بملابس قديمة نتيجة للظروف المعيشية الصعبة. نعرف أن فرحة الأطفال تكون بكسوة جديدة، وعيدية، وزيارة للحدائق والملاهي، ليلعبوا ويمرحوا خلال أيام العيد، ويتبادلوا التهاني والبهجة مع الكبار والصغار. وهناك أيضًا متطلبات العيد الأخرى التي يجب شراؤها. ولكن الأسر الفقيرة والكادحة لا تقدر، وستعيش عيدًا بطعم الحسرة.
نتمنى من كل الخيرين أن يهتموا بهذه الأسر، ويعطفوا عليهم، فذلك من أعظم أبواب الخير.
لكن عيد الأمة اليمنية هذا العام، أصبح عيد المعاناة والحسرة. كثير من الأسر تشعر بالندم لأنها لا تستطيع الشراء في ظل هذا الغلاء الفاحش. رأيت بنفسي من يتجوّل في الأسواق الشعبية، والتخفيضات، والبسطات المنتشرة في الشوارع، فقط ليقتني قطعة بسيطة تُفرح طفلته. ومع ذلك، تبقى الأمور صعبة جدًا على البعض.
المسؤولية تقع على عاتق الحكومة. أين الغرفة التجارية؟ لماذا لا تقوم بدورها؟
ونسأل: لماذا تُسمّى حكومة؟ فقط للظهور في الإعلام والصحف والجلوس على الكراسي؟ هذه حكومة فساد! يجب أن تكون لها مسؤولية تجاه ما يحدث في الأسواق من تلاعب في الأسعار. ومن واجبها فرض نظام تسعير للسلع يراعي ظروف الناس والمجتمع. لا نريد حكومة نوم، بل حكومة مسؤولة، وإلا فالخزي والعار عليها.
الأطفال هم فرحة العيد. والعيدية، والكسوة، واللعبة هي أبسط حقوقهم. لا ينامون حتى تشرق الشمس، شوقًا ليوم العيد، ليرتدوا ملابسهم الجديدة، ويذهبوا لصلاة العيد، ثم يزوروا الأهل والأقارب. ونحن في اليمن لنا عادات جميلة ومراسم احتفالية دينية خاصة بعيد الفطر، من أبرزها تبادل التهاني، وزيارة كبار السن والمرضى، والدعاء لهم بطول العمر.
وكل عام وأنتم بخير.