صالح مبارك الغرابي
حضرموت، التي عُرف أبناؤها بالتقيد بالنظام والقانون،
حضرموت، التي كانت – وإلى وقت قريب – محل إعجاب وتقدير كل الناس، بما أبداه أبناؤها من حضارية، وحب للنظام والقانون.
حضرموت، وإن كانت كذلك، بل وأكثر بكثير، إلا أنها اليوم، وكما نرى، مُقبلة على شيء غريب وعجيب، خصوصًا في الجانب الأمني، ففي الفترة الحالية، وما سبقها من فترات، حصلت العديد من الأخطاء الفادحة بحق أبناء حضرموت، ممن يتم مداهمة منازلهم دون سابق إنذار، ويتم بعدها اقتيادهم إلى جهات مجهولة. والشواهد على هذه الانتهاكات كثيرة، ولنا في ما تعرض له الإعلامي عماد الديني، وغيره، أدلة واضحة.
بالأمس، سمعنا عن الحملة الأمنية الكبيرة التي استهدفت شخصًا عسكريًا يحمل منصبًا مهمًا في قيادة المنطقة العسكرية الثانية، وهو أركان المنطقة، أحمد عمر اليميني.
وما جرى من طريقة في اعتقاله، كانت غريبة ولا تمتّ بأي صلة إلى النظام والقانون الذي يتحدثون عنه ليل نهار.
حتى عصابات المافيا ومُدمّري الأوطان، لم يُعتقلوا بالطريقة التي اعتُقل بها اليميني!
والله إنّ من يرى هذه التصرفات سيُدرك أنها غريبة ودخيلة على حضرموت وأهلها الطيبين.
إنّ ما يحدث في هذا البلد من أخطاء، لم نعتد عليه من قبل، ويشير بوضوح إلى أننا مقبلون على ما لا يُحمد عقباه، إن لم نعد إلى النظام والقانون، الذي يجب أن يكون هو الفاصل بين الناس، لا أن تُمارَس أعمال لا تلقى أي قبول شعبي، لبُعدها عن المنطق وعن روح القانون.
نعود ونؤكد أن طريقة اعتقال أحمد اليميني كانت همجية وغير أخلاقية، بل إنها توحي وكأن الرجل ارتكب جريمة كبرى، وهذا غير مقبول!
كثير من الأحاديث تُتداول في الشارع عن أسباب الاعتقال، لكنها تبقى مجرد أحاديث لا تستند إلى مصادر موثوقة، ولا تستحق الاعتماد عليها.
علينا أن نُحكّم عقولنا، ونتعامل مع الأمور بمسمياتها.
اليميني لا يستحق أن يُعتقل بهذه الطريقة المهينة، فالرجل يحمل صفات اعتبارية، فهو مقدم قبيلة، وأركان قيادة المنطقة العسكرية الثانية، وله سجل مشهود له في خدمة الوطن.
فبدلًا من تكريمه، يتم اعتقاله بطريقة غامضة ومهينة!
وهنا، من حقنا، كما هو حق كل أبناء حضرموت، أن نعرف:
ما الدوافع الحقيقية لهذا الاعتقال؟ ومن يقف وراءه؟
الحرية لأحمد اليميني،
وليدع القانون يأخذ مجراه،
وليُكشف الغموض حول هذا الاعتقال الذي أثار غضب كل الحضارم على اختلاف انتماءاتهم.
#صالح_مبارك_الغرابي