الذكرى العاشرة لتحرير عدن 2015م
بقلم: د. مختار الرباش الهيثمي – أحد قيادات مقاومة تحرير عدن
في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان لعام 1436 هـ، الموافق 14 يوليو 2015م، سطّر أبطال عدن ملحمة من نور، انتصروا فيها على المشروع الفارسي الإيراني الذي سعى لإعادة فرض سيطرته على الأمة العربية والإسلامية، بعد أن دُحر منذ قرون على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ورفاقه من القبائل العدنانية والقحطانية. وها هم أبطال عدن يعيدون كتابة التاريخ، ويسيرون على خطى الصحابة الكرام، لوأد ذلك المشروع مرة أخرى، فلله الحمد والمنّة على هذا النصر العظيم.
ولا يمكن في هذه الذكرى المجيدة أن نغفل الدور الكبير الذي لعبه الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين امتزجت دماء شهدائهم بدماء شهدائنا، ليصنعوا معًا لحظة فارقة في التاريخ العربي الحديث، ويثبتوا أن وحدة الصف العربي قادرة على كسر مخالب الفتن الطائفية ومشاريع الهيمنة الإقليمية.
إن الفضل، بعد الله تعالى، يعود لهؤلاء الشهداء الأبطال الذين جادوا بأرواحهم في سبيل الله، دفاعًا عن الدين والعرض والأرض، سائلين الله أن يتقبلهم في الفردوس الأعلى، وأن يربط على قلوب ذويهم ويجزيهم عنّا خير الجزاء.
في هذه الذكرى العاشرة، نوجّه تحية حب وتقدير لكل من شارك في هذا النصر العظيم من أبناء عدن، وأبين، ولحج، ويافع، والضالع، وشبوة، وحضرموت، والصبيحة، وردفان، ولكل الشرفاء من أبناء اليمن والأمة العربية والإسلامية الذين ساندوا ووقفوا إلى جانبنا في أصعب لحظات التاريخ.
هذا النصر لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل هو عنوان لصمود شعبٍ لا ينكسر، ودليل على أن إرادة الشعوب أقوى من ترسانة الطغيان.
والله من وراء القصد.