آخر تحديث :الإثنين-31 مارس 2025-08:55م

ماذا تبقى من انتصار عدن ..؟

السبت - 29 مارس 2025 - الساعة 04:23 ص
علي الأحمدي

بقلم: علي الأحمدي
- ارشيف الكاتب



كانت فرحة تحرير عدن بالنسبة لي علامة فارقة في حياتي ربما تشابه في مكانتها فرحة اليمنيين بجلاء الاستعمار وفرحتهم بسقوط نظام الإمامة، وفي نفس الوقت الذي استذكر فيه تلك الأيام الخالدة أحزن للحال التي وصلت إليه البلاد.


لا أتفق مع فكرة الوقوف عند مشاعر الفرح واستجرارها من دون تحقيق مايفترض أن التضحيات قد قدمت لأجله وهو وجود مؤسسات دولة تحقق العدالة والمساواة للجميع وتكبح الظلم والفساد ..


عشية غزو الانقلاب بمليشيات (الحوثي) وجيش (الحرس) غابت عن عدن المشاريع السياسية وحضرت عدن ببساطتها وبسالتها وتنوعها كما ينبغي لها أن تحضر ..!


حمل شباب عدن السلاح حمية لمدينتهم لكي لاتعاقب مرة أخرى من جحافل غزاة يحدوهم الانتقام، وقاتل كثيرون على أساس ديني ضد من يرونهم خطرا على العقيدة وهؤلاء هم أنفسهم من ذهب لكتاف في ٢٠١٣، وقاتل آخرون دون أن يسأل الأخ أخاه عن مشروعه السياسي ..


ظهر الرئيس كعنوان للشرعية، وتدخل التحالف وأعاد تعريف المعركة للجميع أنها معركة لاستعادة سلطة الشرعية للبلاد ..


مرت عشر سنوات من ذلك اليوم ماذا يمكننا أن نقول؟!


بعد ١٠ سنوات يمكن القول أن المقاومة وانتصار عدن قد تفرق جمعه ووحدته التي صنعتها الحرب والمعاناة والخطر إلى مشاريع بعضها لم يكن حاضراً ذلك اليوم، وغاب عن عدن وعن اليمن بناء مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأجهزة الرقابية والعدلية والضبطية ..

ولذلك نجد في عدن بعد ١٠ سنوات من التحرير التالي:

بيوت مواطنين لاتزال مدمرة من الحرب، وأسر شهداء وجرحى لايجدون مايقيم أودهم، واقتصاد منهار جعل الناس تعيش في جحيم الغلاء والفقر، وتردي في الخدمات والمنشئات الصحية، وتعطل للعملية الدراسية للتعليم الأساسي، والأهم من ذلك كله حالة التيه الذي تعيشها الأطراف المؤثرة في المشهد اليمني وعجزها عن تقديم الحلول والإجابات لجماهيرها وللشعب ..


هذا كله لايمكن معالجته الا بوحدة صف من جديد، تشابه تلك الحالة التي شكلتها المقاومة الشعبية في عدن، على أن تكون هذه المرة باتجاه إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة ومؤسساتها الضامنة لحقوق الجميع ..

.

.

علي سعيد الأحمدي

الناطق الرسمي باسم مجلس مقاومة عدن

29 رمضان 1446