لم يعد هناك شيءٌ في بلادنا يوحّدنا سوى الشوق إلى دولة محترمة. لا مؤسسات سياسية أو عسكرية تلملم شتاتنا في أوقات الحروب والانقسامات، ولا هرم سلطة يضم شخصيات وطنية قادرة على انتشالنا،وحدهم الفاسدون يعتلون المشهد، بوجوه قديمة وجديدة، تشترك جميعها في نهج اللادولة والفساد.
في هوه الضياع شعب مُنهك، غارق في صراع لتأمين لقمة يومه، بينما تواصل الجماعات المتناحرة والمتاجرة بمعاناته نهش البلاد بلا رادع. تزايد جميعها في القضايا الشريفة والوطنية ومحاربة العمالة.
جماعه تاره تشن حربًا لأجل جرعة وقود جاءوا لإنزالها، فجرّعوا الشعب عشر سنوات من الجوع والدمار، وأخرى تشن حربًا نصرةً لفلسطين ضد ظلم وإجرام إسرائيل، بينما هم أشبه بها – بل أشد إجرامًا وفسادًا.
وهرم سلطة ينخره الفساد، يحارب جماعة عميلة لإيران، فيما هم مرميّون في أحضان دول أخرى،ومحيط إقليمي لا يكترث بغير مصالحه، تاركًا اليمن في حرب بلا نهاية، وفساد متجذّر، وصراع على البقاء.
كل شيء مؤهلاً لالف عام من الحرب والدمار في ظل تغيب الوعي اليمني ونخر الجهل فيه واطراف لاتكترث الا كيف تزدهر على معاناتنا.
كما لو أنهم في القرون الغابرة يعيش اليمنيين بلا دوله،حياة بدائية تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، في وطن تحوّل إلى ساحة مستباحة لكل الطامعين.
وحدها الدولة المحترمة، بمؤسساتها القوية ورجالها المخلصين، هي القادرة على انتشال اليمن من هذا المستنقع، ووضعه على طريق الاستقرار والكرامة.
د شادي البخيتي