تعد مديرية سيحوت إحدى مديريات محافظة المهرة والتي تبلغ مساحتها بحوالي (1500) كيلو متر مربع ويبلغ سكانها بأكثر من (70.000) نسمة، وتطل على ساحل البحر العربي، وتتميز مديرية سيحوت بشواطئها الخلابة التي تمتد على طول الساحل وتشكل مقصداً سياحياً مهماً، إضافة إلى مياهها الفيروزية، والعديد من الجزر والشعاب المرجانية والتي تتميز بجمالها وتنوعها البيولوجي، وتتمتع بتاريخ عريق وطبيعة خلابة وثروات طبيعية هائلة، وبها العديد من الحصون التاريخية والمواقع الأثرية، ويعتمد اقتصادها بشكل رئيس على صيد الأسماك والتي تتميز بثرواتها السمكية الهائلة.
من خلال هذه المقدمة عن طبيعة المديرية اتجهنا هذا الأسبوع صوب مديرية سيحوت والتقينا برجلها الأول الشيخ محمد أحمد سعيد الزويدي القائم بأعمال المدير العام للمديرية، وهو بالمناسبة عضو مجلس النواب، فحاورناه وخرجنا بهذه الحصيلة:
حاوره / عبدالعزيز بامحسون
- ممكن تحدثونا عن أبرز المشاريع المنفذة منذ توليكم قيادة السلطة المحلية في المديرية
حقيقة تولي السلطة المحلية اهتماماً غير عادي بالجانب الخدمي وبالبنية التحتية للمديرية التي تعد ثاني مديرية بمحافظة المهرة من حيث الكثافة السكانية والعمرانية والخدمية والتي تتمتع بالهدوء والسكينة وثقافة أهلها، ولكي تخدم شريحة من المواطنين والوافدين على السواء.
-أما عن أهم وأبرز المشاريع المنفذة في المديرية منذ تولينا قيادة السلطة المحلية في مايو 2018م فهي متعددة منها:
صيانة وتجهيز مبنى الأشغال العامة بكلفة إجمالية بلغت (20.000.000) ريال، وإضافة (18) فصلاً دراسياً لعدد من مدارس المديرية بكلفة إجمالية بلغت (116.100.000) ريال، وبناء (3) فصول دراسية مع ملحقاتها بمنطقة عبر ثوت بادية بيت زياد بكلفة إجمالية بلغت (122.322.000) ريال، وبناء سور للأمن العام بكلفة إجمالية بلغت (58.283.000) ريال، وتوصيل شبكة الكهرباء إلى قرى وادي عتاب بكلفة إجمالية بلغت ( 419.923.000) ريال، وتأهيل شبكة خط الضخ لكهرباء حقل مياه سيحوت بكلفة إجمالية بلغت (33.915.000) ريال، وتنفيذ وتحسين الشبكة الداخلية للسقط العالي بالمديرية بكلفة إجمالية بلغت (529.323.000) ريال، واستكمال مدرسة حي الصيادين بسيحوت (3) فصول بكلفة إجمالية بلغت (51.172.000) ريال، وربط شبكة الضغط المنخفض لكهرباء رخوت وموقض بكلفة إجمالية بلغت (44.277.000) ريال، وبناء (3) فصول بمنطقة حبقيت بكلفة إجمالية بلغت (52.123.000) ريال، وسفلتة طريق درفات الغيضة الصغيرة بكلفة إجمالية بلغت (849.979.000) ريال، جميع هذه المشاريع تم تمويلها من قبل السلطة المحلية، كما أن السلطات المحلية تقوم بتعزيز عدد من المشاريع من خلال تنفيذها لعدد من المشاريع منها التأثيث ومشاريع الطاقة الشمسية ناهيك عن تنفيذ عدد كبير من الدورات التأهيلية في شتى المجالات الخدمية على مدار أكثر من عامين.
ولا ننسى المشاريع التي تم تنفيذها من قبل عدة جهات فيها كالصندوق الاجتماعي للتنمية (حضرموت ــ المهرة ــ شبوة) الذي نفذ ترميم وتحسين مدرسة أروى وعدد من الدورات المفيدة للقطاع الإنساني في مختلف المجالات منها الخياطة والمعجنات وغيرها، كما نفذت الوكالة الألمانية الدولية (Giz) عدد من المشاريع في القطاع الصحي والتربوي منها استبدال الشبكة الداخلية لكهرباء مستشفى سيحوت وتوريد أثاث مدرسي لمدارس المديرية وتركيب منظومة للطاقة الشمسية بالإدارة المحلية ومكتب التربية ناهيك عن تنفيذ عدد من الدورات لتعزيز الحكم المحلي، وكذلك إسهامات صندوق الأشغال العامة (حضرموت ــ المهرة ــ سقطرى) في قطاع المياه.
وخلال هذا العام ٢٠٢٤م يجري العمل حالياً على قدم وساق في تنفيذ مشروع مجمع تنموي يشمل خمس منشآت حيوية (مدرسة، ومركز صحي للتوليد، ومركز للأيتام، ومركز لتنمية المرأة، ومسجد) على حساب فاعل خير بدولة الكويت (غنيمة) والذي يموله الهلال الأحمر الكويتي وتنفذه مؤسسة استجابة فرع حضرموت، وكذلك بناء مدرسة للتعليم الأساسي بتمويل من فاعلة خير بدولة الكويت الشقيقة والتي سيتم تسميتها باسم (مدرسة فاطمة المشعال).
كما أن هناك عدد من المشاريع قيد التنفيذ التي تمولها السلطة المحلية بالمحافظة في المجال التربوي والمياه، منها تأهيل الشبكة الداخلية لمياه سيحوت والتي بلغت نسبة الإنجاز فيها حوالي (65)% تقريباً.
- ما هي الخارطة المرسومة للمشاريع المتعثرة في المديرية؟
هناك عدد من المشاريع المتعثرة في المديرية وقطاع الخدمات منها: بناء مدرسة الشهداء بسيحوت، وبناء مدرسة (۹) فصول بمنطقة درفات، وبنـــاء مدرسة (۹) فصول بمنطقة عتاب، وإنشاء عدد (٤) ظلات لمدارس سيحوت، هذه المشاريع متعثر العمل فيها، نتيجة لعدم تسديد مستحقات المقاولين وكذلك نتيجة لارتفاع الأسعار المستمرة مما أربك المقاولين في التنفيذ ورغم متابعتنا المستمرة مع السلطة بالمحافظة والدائرة الفنية وكذا المقاولين إلا أنه العمل فيها بقي متعثراً وهناك إجراءات تتم لدفع المستحقات من قبل السلطة بالمحافظة وفق جدولة معينة للدفع بعجلة تنفيذ المشاريع المتعثرة.
- إلى أين وصلت جهودكم في استكمال تعويضات الصيادين المتضررين من جراء الإعصارات التي ضربت المديرية مؤخراً؟
بالنسبة لآخر إعصار الذي ضرب المحافظة وهو إعصار(تيج) كانت أشد تأثيراته على مديريتي الغيضة وحصوين، ألا أن مديرية سيحوت تأثرت نوعا ما جراء تداعيات هذا الإعصار وكذلك الأعاصير السابقة التي تأثرت بها المديرية وقد تدخلت المنظمات الدولية بشكل رئيس في المحافظة والمديريات المتضررة تحت عدة مسميات منها مشروع تحسين سبل العيش (MPLP) خاصة بعد تغير المناخ بسبب الاعصارات وتدخلت تلك المنظمات في تنفيذ عدة مشاريع للصيادين المستحقين من خلال عدد من المنح التي قدمت لهم منها توزيع محركات بحرية ومعدات السلامة لعدد (۸۳) صياداً مستفيداً من قبل وكالة المنشآت الصغيرة والأصغر، وكذلك توزيع عدد (۲۰) قارباً مع معدات الصيد لعدد (۱۰۰) صياد مستفيد من قبل الهلال الأحمر اليمني فرع المهرة، كون شريحة الصيادين تمثل أكبر شريحة بالمديرية، ولا يزال هناك الاهتمام جاري ببقية المتضررين من الشرائح الأخرى لتعويضهم.
- حدثونا عن تدخلات المنظمات الإقليمية والدولية في دعم البنية التحتية بالمديرية؟
لاشك أن عدد من المنظمات الدولية تدخلت في البنية التحتية منها ما يتعلق بالصيادين حيث تم تنفيذ مشروع تحسين وتأهيل عدد (۳) صالات للحراج للجمعيات السمكية وكذلك إنشاء خزانات مياه للمشاريع الأهلية وللمؤسسة العامة للمياه، وطموحنا أكبر من ذلك حيث أن المديرية بحاجة إلى مشاريع بنية تحتية في جانب الخدمات الصحية وذلك لحاجتنا إلى بناء مستشفى متكامل يخدم أبناء المديرية والمديريات المجاورة وكذلك الحاجة إلى سفلتة شوارع المديرية الداخلية هذا المشروع العام الذي لم يتحقق إلى الآن رغم الوعود المستمرة ولكننا لم نيأس وسنعمل جاهدين على تسويق المشروع لكل الجهات والمنظمات الداعمة لتحقيقه، وكذلك المديرية بحاجة إلى لسان بحري أو كاسر للأمواج ليستفيد منه الصيادين والمواطنين والتجار على السواء، كما تدخلت منظمة GIZ)) بشكل رئيس في عدد من مشاريع المديرية.
- حدثونا عن الخطة الاستثمارية للمديرية لهذا العام؟
لدينا خطة استثمارية ومصفوفة من المشاريع التي قدمناها والذي نقدمها للسلطة المحلية بالمحافظة سنويا بحسب خطط العمل ألا أنه وخلال هذين العامين تم اعتماد خطة عام في 2022م بسبب تعثر عدد من المشاريع ولم يستكمل تنفيذها والمتابعات جارية في هذا الجانب.
- حدثونا عن الخدمات الصحية والعلاجية في المديرية وخصوصاً في مستشفى سيحوت العام؟
نود الإفادة بأن الخدمات العلاجية في المديرية تسير بوتيرة عالية في مستشفى سيحوت العام التي تقدم خدمات علاجية جيدة وتجري فيها العمليات الجراحية المختلفة (القيصرية وغيرها) وتقدم المستشفى خدمات للمواطنين باستمرار وليست سيئة كما قيل لكم بل العكس هناك تحرك مستمر للأخوة في مكتب الصحة والسكان بالمديرية ودائماً المستشفى يستضيف الاخصائيين وكذلك الحملات المختلفة في إجراء عمليات جراحية وإزالة المياه البيضاء للعيون وغيرها، الشي الذي يعاني منه المستشفى هو السعة المكانية والذي بحاجة إلى زيادة في الأقسام الطبية والفنية وخاصة مشروع بناء قسم للطوارئ العامة.
-- هل هناك اختلالات أمنية وكيف تعالجون تلك الاختلالات؟
الحالة الأمنية في مديرية سيحوت مستقرة وآمنة لما يتمتع به مجتمعنا من حب للسلام والألفة والحفاظ على النسيج الاجتماعي في شتى مناحي الحياة ولله الحمد، ولا توجد لدينا اختلالات، ألا أنه هناك بعض القضايا البسيطة يتم معالجتها بطرق ودية بين الأطراف المتنازعة سواء من قبل المصلحين أو من قبلنا نحن عدا الحالات التي يتم تحويلها للنيابة العامة وهي قليلة نوعاً ما مقارنة بمديريات ومحافظات أخرى.
- ماهي أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهكم؟
تتركز أبرز الصعوبات وأهم التحديات لدينا في عدة مجالات منها تعثر المشاريع التي هي قيد التنفيذ رغم مطالبنا بسرعة التنفيذ كذلك موضوع الأراضي واستحواذ البعض عليها دون توثيقها وتجري هناك شق العديد من المخططات والشوارع وترتيب الأراضي من خلالها والتي بدورها تحد من هذا الإشكالية كذلك في الجانب الخدمي مديرية سيحوت بحاجة إلى سفلتة شوارعها بحدها الأدنى وهناك وعود سنوية كما ذكرنا ألا إنها لم تنفذ رغم حاجة المدينة إليها لتسهيل حركة المواطنين وانتعاش البنية التحتية للمديرية، كذلك موضوع الثروة السمكية والعمل بالوسائل الممنوعة للاصطياد والمتمثلة بشرطوانات الحوي تؤثر كثيرا على مخزون الثروة السمكية رغم الحملات المتكررة، واخيراً صدر قرار من وزير الثروة السمكية يمنع استخدامها وكذلك توقيف مصانع طحن الأسماك وتكثيف الحملات بشأن الشرطوانات من المحافظة كل هذا عملت بشكل واضح على استقرار وزيادة الإنتاج السمكي خاصة من شهر سبتمبر ٢٠٢٤م.
- كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء؟
في الأخير لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والامتنان لسعادة محافظ المحافظة الأستاذ محمد علي ياسر الذي لا يألوا جهدا في مساعدتنا وتذليل كافة الصعاب، كما نود أن نشكركم على إتاحة الفرصة لتسليط الضوء على عملنا ونشاطنا في مديرية سيحوت وهذا أن دل فإنما يدل على اهتمامكم وحرصكم لاطلاع القارئ على مختلف الأعمال والأنشطة التي من شأنها تعزيز وتطوير البنية التحتية ورفع مستوى نوعية العمل الإداري.