تقرير/ لؤي العزعزي
تعتبر الحدائق والمنتزهات العامة اخر متنفس للمواطنين اليمنيين الغارقين في الأوضاع المتردية والحروب الأهلية التي كادت الا تنتهي، غير ان هذه الحدائق والمنتزهات خاليةً من أي التزامات أو إجراءات وقوانين احترازية لحماية الزائرين. وقد تحولت البعض منها في أوقات كثيرة الى حدائقًا للموت.
حوادث الموت
في 20 يونيو من عام 2018 توفي شابان وطفل في لعبة النافورة -احدى ألعاب حديقة السبعين العامة- تأثرًا بماس كهربائي سرى على المياه التي كادت أن تُغرق -الطفل- فتوفي الثلاثة صعقًا بالكهرباء التجارية في ظل غياب تام لإجراءات الصيانة، والحماية الدورية المفترضة. المصادر المطلعة اكدت كون الضحايا من أسرة واحدة الأبن الذي كاد أن يغرق ووالده وشقيق والده -الطبيب عبدالرحمن الأنسي- اللذان حاولا دون ذلك فغرقا مع الطفل. يقول مبارك عباس حميدي معلقًا على الحادث وقت حدوثها: الطفل غرق في النافورة وحاول والده انقاذه ومن ثم عمه إلا أن سلك مولد الكهرباء كان عارٍ ووصل إلى الماء ما احدث تماس/شرت كهربائي اودى بحياة الثلاثة خلال خمس دقائق أمام عجز جميع الحاضرين في فعل أي شيء.
بعد فتح حديقة السبعين - ثاني أكبر حديقة في اليمن-بعد غلقها بسبب تفشي فيروس كورونا منتصف شهر يوليو 2020 اغلقت السلطات المحلية لأمانة العاصمة صنعاء حديقة السبعين بعد حادثة خروج لعبة القطار عن مساره واصابة العديد من الزائرين منهم نساء واطفال. وفي تاريخ 28 اغسطس من ذات العام وذلك للمرة الثانية بعد أن خرج عن المسار قبلها بأيام ونتج عنه الكثير من الضحايا وماهي إلا عدة أيام قليلة واعيد فتح الحديقة دون اتخاذ إجراءات كافية للحماية والاحتراز.
وفي الثاني عشر من ديسمبر لعام 2021 تداول ناشطون صورًا مؤلمة لإلتهام أسد لـ يد الطفلة "دنيا إدريس" في حديقة الحيوانات في محافظة إب بعد إن استغلت الطفلة البريئة انشغال والدها في التقاط صور تذكارية وادخلت يدها الى القفص الغير محمي بشكل كامل؛ مما عرضها لعضة كادت أن ترديها قتيلة لولا تدخل الزائرين.
وفي أول أيام عيد الفطر 2مايو لعام 2022 سقطت الطفلة "آية الذبحاني" من لعبة الساعة -احدى ألعاب حديقة جاردن سيتي- في مدينة تعز وتوفت أثر السقوط فورًا. وبعد تلك الحادثة المفجعة بأسبوع فقط وفي ذات المدينة في حديقة هاي لاند علقت لعبة "العوامة" قرابة النصف ساعة حسب شهود أعيان واهالي الضحايا اللائي ظللن طوال النصف ساعة معلقات في السماء رأسًا على عقب.
يقول أحد الآباء " محمد المخلافي" الذين شهدوا الموقف" لولا تدخل أحد الجنود وضرب على اعمدة اللعبة-بشكل ما قد يكون عشوائي- لكانت الفتيات في عداد الموتى" وحسب قول المخلافي فتلك الوضعية التي ظللن فيها -فضلًا عن الخوف والفزع- ينتج عنه تجمع الدماء في الرأس، ولو كانت اللعبة استمرت في تلك الوضعية لنفجرت الدماء من رؤوس الفتيات"
وفي نهاية شهر يوليو من عام 2023 وفي حديقة جاردن سيتي توفى "سام محمد" طفل لا يتجاوز عمره الثالثة.. غرقًا في مسبح لعبة القوارب.
ومؤخرًا وفي الثالث عشرة من يناير من هذا العام 2024 ابتلعت غرفة تصريف السيول لحديقة الثورة في أمانة العاصمة صنعاء امرأة دون أن يحرك من أحد ساكنًا وذلك عصر أول أيام عيد الفطر. وفي منتصف شهر أبريل للعام ذاته سقطت فتاة في نفس الحديقة لبركة كبيرة تبدوا من بعيد للرائي وكأنها مليئة بالعشب غير أنها بركه راكده اهملتها ادارة الحديقة وتركتها دون علامات انذار أو شبك حماية. وفي نهاية شهر مايو من نفس العام سجلت كاميرا احدى الأمهات سقوط ولدها الطفل من احدى العاب حديقة جاردن سيتي.
الفيديو الذي وصل لكاتب التقرير اظهر ارتطام الطفل بالأرض بعد السقوط. ولولا أن المسافة صغيرة لكان الطفل في عداد الموتى.
اهمال متعمد
في السياق يقول المدير السابق لحديقة جاردن سيتي المدير نبيل الجعفري: " يفترض ان تقوم اللجنة الفنية المشكلة من قبل محافظ المحافظة -نبيل شمسان محافظ تعز- قرب المناسبات والأعياد وتتأكد من سلامة الألعاب من جاهزيتها لإستقبال الزوار التي يكون اغلبهم من النساء والأطفال وتقوم برفع التقارير للسلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة والجهات المسؤولية" وتساءل الجعفري بعد تأكيده وجود اخطاء وتجاوزات حدثت في السنوات السابقة" هل شكلت الجهات الرسمية لجنة للنزول الميداني للحدائق والمنتزهات ورفع تقارير عن مدى جاهزيتها؟ وهل الجهات الرسمية قامت بعملها؟ وعملت على تلافي الأخطاء السابقة؟" واضاف بأن اغلب الألعاب في الحدائق اليمنية منتهية الصلاحية حيث لكل لعبة -حد قوله- عمر افتراضي. ومن الخطير أن تضل الألعاب دون تفقد وصيانة دائمة، بل والتجديد فور انتهاء العمر الإفتراضي.
التحرك الموسمي
يؤكد الكثير من النشطاء المحليين بأن الجهات المختصة والأجهزة المعنية لا تقوم بعملها المفترض الا عندما تحدث اخطاء وحوادث وضحايا. ومن ثم تغفو مرة اخرى.
نتمنى من الجهات المعنية والأجهزة المختصة القيام بواجبها ومنع تكرار مثل هكذا حوادث دامية راح ضحيتاها العشرات.