آخر تحديث :الجمعة-27 ديسمبر 2024-08:38ص
ملفات وتحقيقات

أهم المحطات التاريخية في مشروع طريق (باتيس-رصد-معربان) وعود تذهب أدراج الرياح

الأحد - 22 ديسمبر 2024 - 08:03 م بتوقيت عدن
أهم المحطات التاريخية في مشروع طريق (باتيس-رصد-معربان) وعود تذهب أدراج الرياح
(عدن الغد)خاص:

تقرير/قائد زيد ثابت


البداية الأولى كانت في ظل حكومة سالم ربيع على عام 1973م م، عندما وجه بنقل المعدات الموجودة في نقيل الخلاء (لبعوس) التابعة للتعاونية الزراعية لشق طريق ترابية لمديريات يافع القارة (رصد - سباح-سرار) التي كانت تمثل في ذلك الزمان مراكز سكانية.


وفي عام 1975م تم وضع حجر الأساس لمشروع الطريق (باتيس- سرار - رصد) في عهد حكومة على ناصر محمد، ووضع حجر الأساس صالح مصلح وزير الداخلية آنذاك.


وفي آواخر السبعينيات زار عبدالفتاح إسماعيل رئيس الجمهورية آنذاك بمعية محمد صالح مطيع مديرية رصد ، ووعد بتنفيذ الطريق ولكن دون جدوى.

وخلال تلك الزيارة هتفت الجماهير الحاضرة

فكوا نسم لتوسيع... عبدالفتاح ومطيع.

وفي عام 1988م كانت زيارة على سالم البيض رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بمثابة أخر زيارة لرئيس جمهورية لمديرية يافع رصد حتى يومنا هذا ونخشى أن تبقى آخر زيارة لرئيس جمهورية، حيث وعد البيض في تلك الزيارة بتنفيذ الطريق ( باتيس - سرار - رصد).


وفي عام 1989م بدأ تخطيط ودراسة الطريق من قبل شركة صينية، لا تزال العلامات الأسمنتية بقاياها حتى يومنا هذا شاهد لعيان في أحضان الشعاب والوديان، ولكن جاءت ما يسمى بالوحدة اليمنية ( المشؤمة) لتربك مراحل تنفيذ الطريق.


وفي بداية عام 1993م قامت ما يسمى بالحكومة اليمنية الموقرة بتجديد حجر الأساس من جديد في عهد حكومة عبدالعزيز عبدالغني، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفنُ، فحرب 94 م أجهضت المشروع وظل ملف الطريق (باتيس-رصد) معلقا ومتعثرا خلال الفترة الممتدة منذ اجتياح الجنوب صيف 94 حتى 2004م.


وفي عام 2004م جاءت البشرى السارة بعد فقدان الأمل ـ إنها الهبة القطرية، حيث تم إعادة تحديث دراسة جدواه واعتماده من ضمن المشاريع الداعمة لها وزارة الخارجية القطرية التي تعهدت بها في مؤتمر المانحين بباريس والبالغة 90 مليون دولار لتمويل بعض مشاريع الطرق في الجمهورية اليمنية وعددها أربعة مشاريع .

حيث تم البدء بمشروع طريق (العبر - الوديعة) وتم تنفيذه بقيمة 9 مليون دولار أما المشروع الثاني هو طريق (المخا- الحديدة) وتبلغ قيمته 36 مليون دولار.

والمشروع الثالث هو طريق (العدين- الجراحي).

والمشروع الرابع الداخل في المنحة والهبة القطرية هو الأسطورة مشروع طريق (باتيس - رصد-معربان) والمشكلة أن المبلغ المتبقي غير كافٍ لتنفيذ الطريق فالمبلغ المرصود لتنفيذ هو 24 مليون دولار و750000 والشركة التي ستنفذ المشروع وعرضها كان انقص العروض المقدمة هو 43 مليون دولار ولهذا السبب حاولت أطراف في حكومة صنعاء تحويل المبلغ المتبقي لبناء قاعة للبرلمان .

ولكن ارتفعت الأصوات الرافضة وخرجت المسيرات والمظاهرات الحادة بمديريتي رُصد وسرار المطالبة بتنفيذ طريق باتيس رصد معربان، وتبعتها مقاطعة الانتخابات 2006م بوثيقة شرف ..


وبتاريخ 5 ديسمبر من العام 2005م وزارة الأشقال اليمنية ممثلة بمعالي الوزيز عبدالله حسين الدفاعي ترفع رسالة إلى وزارة الخارجية اليمنية موجهة إلى سفارتها في الدوحة تطالب فيها مخاطبة وزارة الخارجية القطرية بإعطاء مشروع باتيس رصد أولوية في التنفيذ بعد مشروعي طريق (المخاء- الحديدة) وطريق (العدين- الجراحي) .


وبتاريخ 27 ديسمبر من العام نفسه 2005م تم استلام الرد من وزارة الخارجية القطرية وطالبت فيه إفادتها بالقيمة التقديرية للطريق الرابع باتيس رصد معربان لرفع الأمر للجهة القطرية المعنية لاتخاذ القرار.


وفي تاريخ 11 يونيو 2006 م مديرية يافع رصد تشهد أول مظاهرة تطالب بتنفيذ المشروع وتصدر الخبر صحيفة الأيام بصفحتها الأولى.، وتبعتها مديرية يافع سرار بمظاهرة مماثلة بتاريخ 11 يوليو 2006 م تصدر الخبر والصورة الصفحة الأولى بصحيفة الأيام وتجاوبا مع الاحتجاجات وزارة الاشقال اليمنية تنشر توضيح بنفس الصحيفة و بتاريخ 14 يوليو 2006 م تؤكد فيه حرصها على متابعة المشروع مع الأشقاء في دولة قطر.


وبتاريخ 19 يونيو من العام 2006م وزارة الأشقال اليمنية ترفع التكلفة التقديرية للمشروع الرابع باتيس رصد معربان.


وبتاريخ 12 يوليو من العام نفسه 2006م وزارة الخارجية القطرية تبلغ وزير الأشقال اليمني عمر الكرشمي بموافقة سعادة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرية بإضافة طريق (باتيس- رصد - معربان) ضمن مشاريع الطرق المنفذة بموجب الهبة الممنوحة وتطالب بتزويدها بقائمة حديثة بالمكاتب الاستشارية المعتمدة لتقديم عروض أسعار نظير قيامهم بخدمات الإشراف أثناء مرحلة تنفيذ الطريق بالإضافة إلى نسخة كاملة من مستندات المناقصة.


وبتاريخ 25 يونيو 2006م وبخصوص الهبة الممنوحة من دولة قطر لتمويل مشروع طريق باتيس رصد معربان وزارة الأشقال العامة والطرق اليمنية ترد بمذكرة إلى سفير دولة قطر بصنعاء جاسم بن عبدالعزيز وترفع قائمة حديثة بالشركات الاستشارية المقترحة من الوزارة وقائمة حديثة بالمكاتب المعتمدة لدى الوزارة بالإضافة إلى نسخة كاملة من مستندات المناقصة.


وفي 17 اغسطس من العام 2006م زيارة خاطفة لوزيرين مسؤولين إلى مديريتي رصد وسرار لإثناء الأحزاب والأهالي عن مقاطعة الانتخابات.

.

و بتاريخ 11 أكتوبر 2008 م تم التوقيع على اتفاقية عقد المقاولة لتنفيذ المشروع(باتيس- رصد - معربان) بمنحة قطرية قيمتها ٤٣ مليون بين كل من الجمهورية اليمنية ممثلة بوزارة الأشغال العامة ودولة قطر الشقيقة ممثلة بسفيرها في صنعاء السيد جاسم بن عبدالعزيز ووقع من الجانب اليمني وزير الأشغال والطرق الأخ عمر الكرشمي و كانت فترة التنفيد ٣٦ شهرا ولكن تأخر تدشين العمل من قبل الشركة المنفذة المؤسسة العامة للمماطلة والتسويف وليس للطرق والجسور.

حيث تم تدشين العمل رسميا بتاريخ 25 - 01 - 2009 م وظلت الشركة لسنوات تختلق الاسباب والاعذار حتى جاءت حرب القاعدة في أبين ٢٠١١م وتتابعت الأحداث والأحزان والطريق في ملف الإهمال و النسيان.


وفي مارس 2016م استبشر الأهالي خيرا بتضافر جهود الجميع أهالي ومغتربين ورجال الخير والعطاء من أبناء يافع بشق الطريق ولكن هذه المرة من نقطة النهاية لمسار الطريق (معربان - السعدي - رصد).

وتم تدشين العمل في المرحلة الثانية وبالتحديد مقطع هلام السعدي في 18 نوفمبر من العام 2018م.

وأصبح واقع يلامس حياة السكان المستفيدين من تنفيذه، ولهذا السبب تفاعل الجميع مع حملة دعم المشروع التي حققت نجاحا فاق التوقعات بسبب المماطلة والتسويف في تنفيذ مشروع طريق (باتيس _رُصُد _معربان) .

فشق طريق (معربان- السعدي- رصد) بمثابة طوق النجاة للخروج من المعاناة المزمنة والوعود العرقوبية التي ظل ينتظرها سكان مدىريات يافع الثلاث (رُصد _سباح_سرار) لعقودٍ من الزمن.


وبعد تعثر المشروع بسبب توقف تمويله المعتمد من دولة قطر حاول الخيرون من أبناء يافع طرق العديد من الأبواب على أمل أن يجدوا بابًا يدخلون منه لتحقيق حُلم كبير طال انتظاره، ولكن كانت توصد تلك الأبواب في نهاية كل محاولة.

بعدها أُطلقت دعوات مباركة موجهة لأبناء يافع للمساهمة في استكمال هذا المشروع الكبير، وكانت هذه الدعوات والنداءات من كثير من أهل الخير من سلاطين ومشايخ وأعيان ووجهاء وقادة يافع، على رأسهم القائدان الفاضلان أبي شيخ عبد الرحمن شيخ الناخبي والقائد أبي زُرعة المحرمي.


وتم استجابة أبناء يافع قاطبة لهذه الدعوات، وتلبية هذه النداءات مستبشرين فرحين في تحقيق هذا الحلم، حيث لم تمر إلا ساعات من انطلاق تلك الدعوات حتى بدأ المبادرون من أهل القرى في تحفيز الناس على المساهمة وفتح حملات التبرعات متوكلين على الله في إنجاز مشروع يافع الكبير.

وفي 14 أغسطس للعام 2021 م هبت رياح الخير الصافية و اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي عن أكبر وأوسع حملة أهلية تشهدها مديريات يافع الثمان ضمن ثورة الطرقات الأهلية لشق هذه الطريق (باتيس- رصد) التي ظلت لعقود من الزمن في ملف الإهمال والنسيان، ولكن هذه المرة (باتيس - رصد - لبعوس) طريق يربط مكاتب يافع العشرة قاسد ومالك، ..


وفي تاريخ 21 ديسمبر لعامنا هذا 2024م عقد لقاء موسع جمع السلطات المحلية ومشايخ ووجهاء وأعيان مديريات( خنفر - سرار- رصد - سباح) رفض المجتمعون رفضا قاطعا اي سلوكيات تهدف إلى تعطيل العمل في المشروع الذي يعد خط أحمر

والسؤال الذي يطرح نفسه هُنا هل يافع قادرة على تحقيق الحلم الذي طال انتظاره؟