قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عقب محادثات في دمشق يوم الأحد مع رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع إنه لا مكان للمسلحين الأكراد في مستقبل سوريا، مطالبا وحدات حماية الشعب الكردية بتفكيك قواتها.
وتعد تركيا وحدات حماية الشعب امتدادا لمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يرفعون راية التمرد في وجه الدولة التركية منذ 40 عاما، وتصنفهم أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وفيدان أول وزير خارجية يزور دمشق منذ الإطاحة ببشار الأسد قبل أسبوعين، وجاءت زيارته يوم الأحد وسط أعمال قتالية في شمال شرق سوريا بين مقاتلين سوريين تدعمهم تركيا ووحدات حماية الشعب، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا.
وقال فيدان متحدثا في مؤتمر صحفي مع الشرع إنه بحث مع الإدارة الجديدة وجود وحدات حماية الشعب، معبرا عن اعتقاده بأن دمشق ستتخذ خطوات لضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وأضاف الوزير التركي “يجب أن تصل وحدات حماية الشعب في الفترة المقبلة إلى مرحلة لا تشكل فيها تهديدا للوحدة الوطنية السورية”، مضيفا أنه يجب تفكيك القوة الكردية.
ولعبت قوات سوريا الديمقراطية دورا رئيسيا في هزيمة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة من 2014 إلى 2017 بدعم جوي أمريكي، ولا تزال تحرس مقاتلين من التنظيم في معسكرات الاعتقال. وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن التنظيم سيحاول إعادة بناء قدراته في هذه الفترة.
وقال فيدان إن المجتمع الدولي “يغض الطرف” عن “عدم شرعية” تصرفات قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب في سوريا، لكنه أضاف أنه يعتقد بأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيتخذ نهجا مختلفا.
وأضاف أن الإدارة السورية الجديدة أبلغته خلال محادثاتهما بأنها قادرة على إدارة المعسكرات التي يُحتجز فيها سجناء من تنظيم الدولة الإسلامية إذا لزم الأمر.
وفي مقابلة مع رويترز يوم الخميس، أقر قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بوجود مقاتلين من حزب العمال الكردستاني في سوريا لأول مرة، قائلا إنهم ساعدوا في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وسيغادرون إذا تسنى الاتفاق على وقف إطلاق نار كامل مع تركيا. ونفى أي روابط تنظيمية مع حزب العمال الكردستاني.
وتراجع وضع قوات سوريا الديمقراطية منذ سقوط الأسد، في ظل التقدم الذي حققته أنقرة والجماعات المدعومة منها وما يشكله ذلك من تهديد لمساعيها في الحفاظ على المكاسب السياسية التي حققتها خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية فضلا عن العلاقات الودية بين حكام سوريا الجدد وأنقرة.
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع التركي إن أنقرة تعتقد بأن القيادة السورية الجديدة، بما في ذلك فصيل الجيش الوطني السوري الذي تدعمه أنقرة، ستطرد وحدات حماية الشعب من جميع الأراضي التي تحتلها في الشمال الشرقي.
وشنّت أنقرة، إلى جانب حلفائها السوريين، هجمات عدة عبر الحدود على القوات الكردية في شمال سوريا وتسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي السورية على امتداد الحدود، بينما طالبت مرارا واشنطن، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، بوقف دعم المقاتلين الأكراد.
ودعمت أنقرة المعارضة السورية على مدار سنوات، ورحبت بنهاية حكم عائلة الأسد الوحشي الذي دام خمسة عقود بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما.
كما تستضيف تركيا ملايين المهاجرين السوريين الذين تأمل أن يبدأوا في العودة إلى ديارهم بعد سقوط الأسد، وتعهدت بالمساعدة في إعادة بناء سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي إن جميع العقوبات الدولية المفروضة على الأسد يجب رفعها في أقرب وقت ممكن لمساعدة سوريا على البدء في إعادة البناء، وعرض مساعدة أنقرة في أمور مثل تطوير البنية التحتية.
وقال الشرع في المؤتمر الصحفي يوم الأحد إن إدارته ستعلن عن الهيكل الجديد لوزارة الدفاع والجيش في غضون أيام.