تتأهب شركات الطيران في جميع أنحاء العالم لموسم عيد الميلاد الأكثر ازدحاماً، إذ ينطلق عشرات الملايين من الركاب للسفر، استعداداً لتحقيق مستويات قياسية في الطلب على السفر الجوي تتجاوز تلك المسجلة قبل جائحة كورونا في عام 2019.
يعد عيد الميلاد القياسي هو الفصل الأخير في عام حافل لشركات الطيران، ويعكس الطلب القوي المستمر على السفر منذ انتهاء الجائحة، إذ يعتقد رؤساء شركات الطيران أن المستهلكين يمنحون الأولوية للعطلات والسفر على الإنفاق التقديري الآخر، حتى بعد عدة سنوات من التضخم المرتفع.
على سبيل المثال، من المقرر أن تغادر أكثر من 800 رحلة جوية مطارات المملكة المتحدة في يوم عيد الميلاد هذا العام، بزيادة الخمس على عام 2019، و47 في المئة أكثر مما كانت عليه قبل عقد من الزمن، وفقاً لأحدث تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز.
وفي الولايات المتحدة، تتوقع شركة يونايتد إيرلاينز أن يرتفع عدد الركاب بنسبة 12 في المئة مقارنة بالعام الماضي إلى 9.9 مليون، وستكون أيامها الأكثر ازدحاماً هي الجمعة 27 ديسمبر والسبت 28 ديسمبر.
وقال خبير الطيران، الكابتن ليث الرشيد ، إن توقعات السفر في موسم الأعياد ستكون من أعلى النسب حالياً بعد الخروج من جائحة كورونا، مشيراً إلى أن أغلبية الركاب يعتمدون على الأسعار المنافسة والرحلات المباشرة من شركات الطيران.
* توقعات متفائلة لشركات الطيران
تأتي النهاية القوية لهذا العام في الوقت الذي تستعد فيه شركات الطيران العالمية لعام قياسي في عام 2025، من حيث الأرباح والإيرادات، فضلاً عن عدد المسافرين.
وقال الكابتن ليث الرشيد، «الأرباح طبعاً تقريبية، أتوقعها بحدود 36 مليار دولار بشكل عام لقطاع الطيران الكامل، مع تجاوز عدد المسافرين عتبة 5 مليارات مسافر لأول مرة على الإطلاق».
وتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي في أحدث تقاريره الصادرة ديسمبر الجاري، أن يصل عدد الركاب إلى 5.2 مليار في عام 2025، ما يمثل نمواً في عدد الركاب بنحو 6.2 في المئة خلال 2025، وهو نمو متباطئ مقارنة بنسبة 10.7 في المئة المتوقع تسجيلها هذا العام.
فيما أشار ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، إلى أن الأرقام تمثل «عودة إلى مستويات نمو أكثر طبيعية بعد التعافي الاستثنائي من الجائحة».
وحول إشغال المقاعد، وهو نسبة الركاب إلى إجمالي عدد المقاعد في الطائرة، أشار الرشيد، الخبير في قطاع الطيران، إلى أن متوسط الإشغال في شركات الطيران يبلغ 83 في المئة، ما يشير إلى كفاءة القطاع العام المقبل.
أما في ما يخص الشحن الجوي، فتوقع الرشيد أن تتجاوز قيمة الشحن الجوي 115 مليار دولار، مدفوعة بالتوسع المشهود في صناعة الطيران والتوقعات الإيجابية للشركات.
وفي هذا الصدد، لفت الرشيد إلى أن القفزة المنتظرة في صناعة السفر الجوي دفعت شركات الطيران الكبرى والناشئة إلى تجديد أسطولها من الطائرات، على سبيل المثال، طلبت شركة «الرياض إير» 150 طائرة جديدة من إيرباص فضلاً عن 120 طائرة من بوينغ.
كما أكدت خطوط بيغاسوس من يومين طلب شراء 100 طائرة من من بوينغ، مع احتمالية التوسع وشراء 100 طائرة أخرى، ما يدل على أن الشركات متفائلة ومتوقعة نمواً ضخماً في أعداد المسافرين.
* الطائرات المفضلة للمسافرين والشركات
أوضح ليث الرشيد أنه بعض الركاب يفضلون فئات الطائرات الأكبر التي توفر مساحة أكبر بين المقاعد لراحة الأرجل، لافتاً إلى أن جميع الطائرات هي من نوعين؛ بوينغ وإيرباص، ومع ذلك، قد تقل الخيارات المتاحة للمسافرين والشركات في مواسم الأعياد بسبب الطلب المرتفع على السفر.
كما أشار الرشيد إلى أن شركات الطيران تركز في مواسم الأعياد والاكتظاظ أيضاً على الطائرات الأكبر حجماً لأنها تتسع لعدد أكبر من الركاب بكفاءة تشغيلية أعلى، فبدلاً من إطلاق رحلتين بطائرة ضيقة البدن تسع لـ160 راكباً لكل رحلة، تختار إطلاق رحلة بطائرة تسع ما بين 460 و600 راكباً في الرحلة الواحدة.
وأضاف في تصريحاته عن تأثير هذه الطفرة على أسعار التذاكر، أنه بشكل عام ترتفع أسعار التذاكر خلال مواسم الأعياد وتكون المنافسة فيها قليلة، بسبب الضغط وارتفاع عدد المسافرين، لافتاً إلى أنه عادة تكون أسعار التذاكر أرخص في الأيام العادية خارج مواسم الأعياد.
يأتي ذلك بعدما انخفضت أسعار التذاكر في العديد من الأسواق الرائدة في عام 2024، وأعلنت بعض شركات الطيران، بما في ذلك شركة رايان إير، أكبر شركة في أوروبا، عن انخفاض في أرباحها خلال الصيف.