آخر تحديث :السبت-04 يناير 2025-11:04ص
ملفات وتحقيقات

تصدير الخردة: تهديد للاقتصاد وفرصة للنهوض المحلي

الأربعاء - 01 يناير 2025 - 05:09 م بتوقيت عدن
تصدير الخردة: تهديد للاقتصاد وفرصة للنهوض المحلي
إعداد/ جلال المارمي:

في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي يواجهها اليمن، تبرز قضية تصدير الخردة كأحد أبرز العوامل التي تستنزف الموارد الوطنية وتعيق تحقيق التنمية المستدامة. هذا النشاط الذي يدر أرباحًا ضئيلة للمصدرين، يتحول إلى نزيف مستمر للاقتصاد الوطني، في وقت باتت فيه البلاد بأمسّ الحاجة إلى الحفاظ على مواردها الطبيعية وإعادة توظيفها في دعم الصناعات المحلية.


نزيف اقتصادي

يرى مراقبون اقتصاديون أن تصدير خردة المعادن مثل الحديد، النحاس، والألمنيوم يؤدي إلى خسائر كبيرة للاقتصاد اليمني. وتشير التقارير إلى أن تصدير هذه الخردة يسهم في نزيف العملة الصعبة، حيث يتم تحويل الأموال الناتجة عن هذا النشاط إلى الخارج، مما يؤدي إلى استنزاف الاحتياطيات النقدية وتفاقم أزمة العملة المحلية.

ورغم أن العديد من الدول تتخذ إجراءات صارمة للحد من تصدير الخردة لحماية اقتصادها المحلي، إلا أن اليمن يعاني من ضعف التشريعات وغياب الرقابة الفعالة، مما فتح الباب أمام تجارة غير مشروعة أدت إلى تفاقم المشكلة.


تأثير مباشر

وبحسب مراقبين، فإن تصدير الخردة لا يقتصر أثره على النزيف المالي فقط، بل يشكل أيضًا تهديدًا مباشرًا للصناعات المحلية، خاصة مصانع الحديد التي تعتمد بشكل كبير على خردة المعادن كمادة خام أساسية.

يؤكد الخبراء أن استمرار تصدير هذه الموارد يحد من قدرة المصانع المحلية على الإنتاج بأسعار تنافسية، ما يدفعها إلى الاعتماد على استيراد المواد الخام بأسعار أعلى، وبالتالي يؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي.


سياسات مطلوبة

للحد من الأضرار الناتجة عن تصدير الخردة، يدعو الخبراء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تتمثل في تعزيز الرقابة الجمركية لمنع تهريب المعادن عبر الحدود، إلى جانب وضع تشريعات واضحة تحظر تصدير المواد الخام القابلة للاستخدام الصناعي محليًا.

كما يشددون على ضرورة إنشاء مصانع حديثة لإعادة تدوير الخردة داخل البلاد، مما يتيح تحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام الصناعي، وبالتالي تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب دعم المستثمرين المحليين تقديم حوافز اقتصادية وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم الصناعات.


تحديات وفرص

مع إنتاج اليمن كميات كبيرة من خردة المعادن سنويًا، يرى المراقبون أن هذه الموارد إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح، يمكن أن تتحول إلى رافد اقتصادي قوي يدعم الصناعات المحلية ويوفر آلاف الوظائف.

لكن هذا يتطلب إرادة سياسية واضحة وسياسات اقتصادية متكاملة تهدف إلى الحفاظ على الموارد الوطنية واستثمارها بطرق تعزز من الاكتفاء الذاتي وتقوي الاقتصاد المحلي.


تعزيز التنمية

يمكن لليمن تحويل التحديات الحالية المتعلقة بتصدير الخردة إلى فرصة لتعزيز التنمية المستدامة. من خلال تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص، يمكن تحسين استغلال هذه الموارد، تطوير الصناعات الوطنية، وخلق بيئة اقتصادية مستقرة قادرة على تحقيق النمو وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.

بإجراءات مدروسة وإرادة حقيقية، يمكن الحد من نزيف الخردة واستثمارها لصالح الوطن، بما يخدم أهداف التنمية ويدعم الاستقرار الاقتصادي.