يقف اليوم محافظ تعز نبيل شمسان، الذي اختار أن يكون في طليعة المسيرة التنموية والتعزيز الأمني، لمحافظة تعز ، متصدرا المشهد بجرأة وهمة عالية في مختلف المجالات. ورغم كل ما قدمه، يبقى هناك سؤال مشروع: هل نجح في محاربة الفساد أم أن هناك ثغرات تقف في طريقه؟
والحال أن تعز ستظل هي عاصمة الثقافة والروح الوطنية في اليمن، المدينة الحالمة التي تأبى الذل..ولطالما كانت على مر التاريخ مرآة للمقاومة والتضحية.
بل لا شيء يعكس هذا التاريخ المجيد أكثر من محافظ تعز اليوم، فيما يتحدى الظروف الصعبة ويسعى إلى بناء مستقبل أفضل رغم التحديات الأمنية والاقتصادية. والاجتماعية.
من هنا فإن نبيل شمسان يبدو كواحد من القادة الذين تحملوا مسؤولية القيادة في فترة حرجة من تاريخ تعز. ومع ذلك حاول ونجح في استيعاب الجميع.
بل منذ توليه قيادة المحافظة، أصبح يشكل محورا حيويا في عملية إعادة بناء البنية التحتية وتحقيق الأمن والاستقرار في ظل الحرب المستمرة.
وهذا الأسبوع كان له دور بارز في العديد من المبادرات الإنسانية، بدءا من تدشين المشاريع التنموية إلى المشاركة الفعالة في الاجتماعات الأمنية والعسكرية والسياسية مع مختلف الأطراف المحلية والدولية.
فالاعداد لاستقبال 1000 طبيب وخبير من مختلف البلدان في الملتقى الطبي التشخيصي الرابع في تعز هو مثال حي على اهتمامه بتحسين الخدمات الصحية في المحافظة.
كان نبيل شمسان قد افتتح مطلع الأسبوع العديد من المشاريع التنموية التي جلبت الخير للأهالي مثل قرية الكويت السكنية التي أنشأتها دولة الكويت الشقيقة..
علاوة على ذلك، شهدت تعز خلال قبل ايام العديد من الإنجازات الميدانية بفضل المبادرات التي يقودها شمسان، مثل تدشين 23 مشروعا تنمويا في مديرية المسراخ بتكلفة تزيد عن 3 ملايين دولار. ورغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها المحافظة، لا تزال قيادة شمسان تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات للمواطنين في جميع القطاعات.
واضح كما شاهدت إن لمحافظة تعز مكانة خاصة في معركة الدفاع عن اليمن ضد المليشيات الحوثية. واليوم يعد نبيل شمسان، أحد أبرز الوجوه السياسية في تعز، فهو لا يدخر جهداً في دعم القوات المسلحة والمشاركة في الأنشطة التدريبية التي تساعد على تعزيز جاهزية الجيش الوطني.
كانت محافظة تعز شهدت فعاليات المؤتمر السنوي التحليلي للتدريب القتالي والمعنوي،خلال العام 2024، الذي انعكس إيجابا على تحسين قدرات الأفراد في الجيش، وكان له دور كبير في صقل مهاراتهم القتالية في مواجهة مليشيا الحوثي.
وفي الجانب العسكري أيضا، بدى نبيل شمسان حريصا على في تعزيز التعاون بين محور تعز ومحور طور الباحة،هذا الإسبوع، مؤكداً أن التنسيق بين المحورين هو الأساس لتحقيق النصر وتحرير الأرض.
كما في اللقاءات المتعددة التي جمعته مع قيادات عسكرية وأمنية، بين المحورين، شدد على أهمية تحقيق التكامل بين جميع القوى العسكرية لإلحاق الهزيمة بالعدو المشترك، وهو ما يعكس بوضوح حرصه على أمن وسلامة تعز.
لكن، كما هو الحال مع أي قيادة سياسية، يبقى الجانب الأكثر حساسية هو مكافحة الفساد، وهو الملف الذي يواجه فيه نبيل شمسان تحديات كبيرة. فبالرغم من الإنجازات التنموية والإنسانية التي تحققت في تعز في عهد شمسان، إلا أن ملف الفساد ظل يلاحق مختلف إدارات الدولة في المحافظة، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي أدت إلى ضعف الرقابة وتفشي الفساد في بعض القطاعات الهامة. وهذه قضية يجب على المحافظ أن يواجهها بكل حزم، فإصلاح منظومة القضاء والإدارة المحلية وقطاع التعليم والصحة بحاجة إلى تدابير أكثر فاعلية.
فيما النقص في الشفافية والإجراءات الرقابية قد ساعد على نمو بعض الممارسات الفاسدة، وهو أمر يتطلب تدخلا حازما من قيادة المحافظة.
ولكن من المؤكد أن إدارة المحافظ شمسان هي التي وضعت الحجر الأساس في محاربة بعض مظاهر الفساد لتشديد الرقابة وتعزيز آليات الشفافية في تنفيذ المشاريع الحكومية بحزم.
غير أن التصدي للفساد يجب أن يكون ضمن أولويات القيادة،خصوصا اذا كان ذلك النوع من الفساد الذي يعطل عجلة التنمية ويقوض جهود التقدم والازدهار تماما.
... وهكذا : رغم ما يعترض طريقها من صعوبات، تبقى تعز في قلب المعركة السياسية والعسكرية والإنسانية في اليمن. المدينة التي تزخر بالتاريخ والثقافة والتي تتطلع إلى غد مشرق مليء بالفرص.
بالتأكيد هناك ضرورة ملحة لتغيير الواقع الإداري والاقتصادي للمحافظة. فخلال الأشهر القادمة، سيعقد مؤتمر المانحين الدولي لتسليط الضوء على احتياجات المحافظة، بما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتطوير المشاريع التنموية بشكل أكبر.
كما أن ترسيخ الأمن والسلام في تعز يتطلب دعما مستمرا من المجتمع الدولي، إلى جانب تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين المحليين والدوليين.
بمعنى آخر لا يمكن أن يكون هذا إلا من خلال بيئة خالية من الفساد، بحيث يتم توجيه الأموال والمساعدات نحو المشاريع التي تخدم المواطن وتحقق التنمية المستدامة بحق.
ولقد رأينا نبيل شمسان في نظر العديد من أهالي تعز يبدو كرمز من رموز الكفاح، والتضحية، والعمل المستمر في خدمة المحافظة. وهو رغم التحديات التي يواجهها، فإن جهوده لا تزال محل تقدير واحترام.
ولكن، كما هي الحال مع أي قائد سياسي، فإن المستقبل يتطلب تكاتف الجميع في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية لضمان أن تظل تعز نبراسا للحرية والتنمية في اليمن.
صحيح إن التحديات الكبيرة التي تواجه تعز تستوجب جهودا استثنائية للمضي قدما. ولكن إذا ما تم تصحيح بعض السلبيات المتعلقة بإدارة الموارد ومكافحة الفساد، فستكون تعز في المقدمة، ليس فقط على الصعيد العسكري، ولكن أيضا على الصعيد التنموي والسياسي، لتظل نموذجا يحتذى به في اليمن.
وبالمقابل كان نبيل شمسان ناقش هذا الأسبوع تقارير أداء المكاتب التنفيذية وأهمية إعداد تقرير موحد يشمل أداء المحافظة بكل مكاتبها ومؤسساتها ومديرياتها خلال العام 2024 م.
وأمام مدراء المكاتب التنفيذية شدد على إعداد تقارير الاداء بكل شفافية بحيث تتضمن أهم المعلومات والاحصائيات التي تعطي صورة واضحة عن القطاعات ونسبة الاداء والعوائق والاحتياجات بحيث يتضمن التقرير العام التقييمي كل المكاتب والمؤسسات والمديريات وبموجب التقييم سيتم اتخاذ قرارات بحق المقصرين والمتقاعسين عن أداء واجبهم.
على أن نبيل شمسان هو المحافظ الذي كان قد أقام اجتماعات محورية مع الحكومة للاعداد لمؤتمر المانحين خلال الاسابيع القادمة، مطالبا بتقديم صورة واضحة وشاملة عن واقع المحافظة واحتياجات التنمية المستدامة وبموجب خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية 2024-2026م.
وإذ شارك محور تعز بفعاليات المؤتمر السنوي التدريبي والقتالي للعام 2024 ، معبرا عن تحياته للابطال المرابطين في مواقع الشرف والبطولة..ومهنئا قيادة محور تعز العسكري على الفعاليات التدريبية والقتالية التي شهدها العام 2024م التلوكانت حافلة بكل أنواع التدريب والانجاز وتوجت بتأسيس معهد الشهيد الحمادي للتأهيل والتدريب..ومؤكدا ان الاعداد والتدريب اهم عوامل تحقيق النصر والتحرير ولابد من الاستمرار في هذا النهج رغم الحرب والحصار .
براي المحافظ شمسان فإن " انتظام المؤتمر وفعالياته يؤكد نجاح المحور في التدريب والتأهيل، وان قيادة تعز ومجتمعها وكل أبناءها تقف إلى جانب الجيش، واسناده في معركة التحرير ضد مليشيات الحوثي الإرهابية".
قال امام جيش تعز "ان مهمتنا الأساسية في السلطة المحلية دعم وإسناد الجيش، ونحن نؤمن بهذه المهمة العظيمة تمام الإيمان"..
شمسان أشاد بالتضحيات الباسلة للجرحى في مواجهة المليشيات .
كما تطرق الى الاجراءات تجري بوتيرة عالية لتسفير عدد من الجرحي للعلاج والترقيات والاثر المالي والاحتياجات الطبية منوها الى إنشاء الهيئة العليا لشئون الجرحى والتي سيكون لها دور كبير في الاهتمام بملف الجرحى بشكل متكامل باعتباره مسئولية وطنية وواجب وطني وأخلاقي وفاء وتقديرا لتضحياتهم التي ستظل فخرا لكل أبناء المحافظة.
مطلع الأسبوع رأس نبيل شمسان أيضا اجتماعاً ضم قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل وقائد محور طور الباحة اللواء أبوبكر الجبولي لمناقشة التعاون والتكامل بين المحورين.
وخلال الاجتماع أشاد بالبطولات التي يسطرها أبطال الجيش في محور تعز ومحور طور الباحة ضد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران مؤكدا أهمية التعاون والتكامل العسكري بين المحورين لامتدادهم على ميدان متجاور ومواجهة عدو واحد يتربص بالجميع مؤكدا انه لابد أن يكون العمل العسكري والامني مشترك ويخدم المواطنين على امتداد مديريات تعز ولحج والتصدي لكل الاشكالات والتصرفات الخارجة على القانون وتفعيل كل قنوات التواصل و تحقيق قدر من التنسيق وتوحيد الجهود بما يخدم الاهداف المشتركة للمحورين.
سياسيا التقى المحافظ بقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية لمناقشة المستجدات في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والخطط التنموية للمحافظة .
وخلال اللقاء الذي حضرته قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية بالمحافظة أكد على أهمية تعزيز التلاحم الوطني والاصطفاف مع السلطة المحلية والجيش الوطني، وتركيز الجهود على مواجهة المليشيات الحوثية التي صعدت من هجماتها ومحاولاتها اختراق الجبهات ، كما لفت الى أهمية دعم صمود الجيش الوطني الذي يسطر أفراده ملاحم بطولية في مواجهة التصعيد المستمر من قبل المليشيات الحوثية التي تحاول التسلل باتجاه المواقع واستهداف الاحياء السكنية والمنشآت العامة والخاصة واستمرار سقوط الضحايا المدنيين .
منتصف الأسبوع استعرض شمسان المستجدات الميدانية في الجبهات التي شهدت مواجهات عنيفة مع المليشيات بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها السلطة المحلية في تنفيذ مشاريع حيوية تشمل ترميم وتأهيل الشوارع، وتحسين شبكات المياه والصرف الصحي، وتنفيذ خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية منوها إلى التنسيق المستمر مع الحكومة و المنظمات الدولية وشركاء العمل الإنساني لانجاح التجربة الأممية لاختيار تعز نموذجا للتنمية المستدامة وصولا لعقد مؤتمر مانحين خاص بمحافظة تعز خلال الاشهر القليلة القادمة .
من هنا نرى أنه في ظل قيادة نبيل شمسان، ستمضي تعز نحو تحديات كبيرة ولكن أيضا نحو فرص واعدة. فقد أثبتت الأيام الماضية أن تعز، تحت قيادته، استطاعت كسر شوكة المليشيات الحوثية، رغم محاولاتها المستمرة لتحقيق انتصارات وهمية عبر الدفع بحشود كبيرة وأسلحة.
كانت خسائر المليشيات الأخيرة تؤكد نجاح الجيش الوطني في التصدي لهم، وهو مؤشر قوي على أن تعز تسير في طريق استعادة استقرارها وأمنها تدريجيا.
فإلى جانب المواجهات العسكرية، هناك جهود كبيرة لتحسين الوضع التنموي والخدمي في المحافظة، من خلال افتتاح مشاريع حيوية .
لكن، في الوقت ذاته، يبقى ملف الفساد أحد أكبر العقبات أمام تحقيق التنمية الشاملة، حيث يحتاج إلى معالجة جذرية لضمان أن الموارد توجه إلى الأغراض الصحيحة، وبالتالي تحقيق تقدم ملموس في حياة المواطنين.بمعنى إن نجاح تعز في المضي قدما مرهون بقدرتها على التعامل مع هذا التحدي.
كثيرون يعرفون موقفي من نبيل شمسان حين وصف انتفاضة الثاني من ديسمبر بانها ثورة وهذا تعبير خاطىء مسيء لتعز وتضحياتها لكن لانه مؤتمري أفرط في انحيازاته..
بل إذا استمرت قيادة شمسان في تعزيز الأمن، وتوسيع رقعة المشاريع التنموية، وتفعيل الشفافية في إدارة الموارد، فمن الممكن أن تحقق تعز تطورا ملحوظا في السنوات القادمة، وتثبت أنها قادرة على أن تكون مركزا للنمو والاستقرار في اليمن، بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها.