تنويعات سريعة على إيقاع فنان مسرحي من جعار.. خطفها وطار

زارنا إلى مقيل الشجرة بجعار،م/أبين قبل فترة الزميل الفنان المسرحي علي أحمد يحيى " الحلواني " اللقب الذي ندعوه به، وهو ابن جعار لكنه انتقل من مدة طويلة إلى عدن، واستقر هناك، واندمج في الحركة الفنية والمسرحية.. مسلسلات، مسرحيات.. وفرض حضوره بما يمتلكه من حضور فني ومواهب مسرحية.

علي الحلواني فنان سريع البديهة، يجيد تمثيل الأدوار التي تطلبها منه المسرحية، و التعليقات السريعة، الضاحكة بتقليده كلام بعض الزملاء.. لعدة سنوات كان يجمعنا مقيل بو محفوظ في جعار بجانب البريد الذي كان يمتاز بمستويات علمية وثقافية.. أعلى مستوى ماجستير، وأقل مستوى ثانوية عامة.. كان عندما يحضر يحضر الابتهاج والابتسامات، وكان يشكل مع الزميل قادري علي جابر ثنائيًّا رائعًا في التنافس، وتقديم التعليق الطريف، والحركة المعبرة..وزوجته الأستاذة والشاعرة جميلة المطري التي هي جميلة أيضًا في مختلف مناشطها، وبهاء حضورها في الملتقيات الثقافية، وكما علمت هي بعافية شفاها الله من مرضها.. وقد شكل علي وجميلة ثنائيًّا رائعًا في مواجهة أغوال الحياة وصعوباتها، وأنجبا ذريَّةً صالحةً.. من بناته متزوجات من أردنيين في عمَّان، وحاصلات على الجنسية.

يحسب للحلواني انه الوحيد الباقي الذي ينشئ ويتحرك من فرقة مسرح أبين الذي تألقت أيام التشطير ثم بعد الوحدة خمد النشاط بغياب الدعم الرسمي.. وبقي الحلواني مع الممثلة القديرة رجاء حازم ينشطان في عدن، يقدمان أعمالًا فنيةً ثم توقفت رجاء تقريبًا، وبقي الحلواني الوحيد.. اللي عنده أمل أكيد أنه سيحقق طموحه، ويصل إلى مبتغاه.. ومؤخرًا بدا الانطلاق الخليجي في مسلسلين اثنين:الأول بعنوان هروب، والثاني ديرتنا،وكلاهما بلهجةالبادية.

أول تعارف لا عن قرب قبل أكثر من ثلاثين سنة عندما كان المخرج الشاب سعيد عاطف الكلدي يعمل بروفات على مسرحيته "جثة على الرصيف" للكاتب السوري ممدوح عدوان، وكانت البروفات تُجرى عصرًا على مسرح مكتب ثقافة أبين بزنجبار، وتابعت، وأعطيته ملاحظاتي اللغوية، وأنا مشدوه، منسجم مع دور المواطن المكسور، المرعوب الذي كان يقوم به أداءً على أحمد الحلواني.. وبعد إكمال البروفات تعارف.. مناقشة.. كلمات ودية ثم روحت معه في سيارته الماسدا لون أبيض 1981 ،وتلاحظ عزيزي القارئ أن ذاكرتي المتعبة لا تزال تحفظ اسم الماسدا لأن أول سيارة اقتنيتها في حياتي كانت سيارة ماسدا موديل 1982،شنطة، لون بني.. هذا في مطلع التسعينات.. ولعل أن هناك رابطًا يربطني بالحلواني على غير اتفاق ولا تنسيق.. أن لما يكون في عدن وقتها حدث فني كبير.. كلانا يأخذ أسرته بسيارته وينطلق ويحضر.. أتذكر لما عملوا السيرك الروسي العالمي مرتين ثم ثالثة السيرك الأوروبي نروح.. وكنت أشاهده على الجانب الآخر مع أسرته.. مشوا أسركم يا بخلاء.. الحياة قصيرة، الحلواني كثير التطلع إلى ما هو جديد.. مدني.. هذا قبل أن ينتقل، وبالطبع ربما تكون هناك أسر من أبين ولم أشاهدها في مساحة الرؤية وكراسي السيرك كثيرة.. أقول ذلك على شأن ما يطلع لي واحد مزايد ويقول: يعني ما حد كان يروح لحفلات السيرك في خورمكسر غيرك أنت والحلواني.