آخر تحديث :الثلاثاء-01 أبريل 2025-11:13م

أطعمهم مما طعمت

الجمعة - 13 يناير 2023 - الساعة 12:00 ص
أ.د.الخضر حنشل

بقلم: أ.د.الخضر حنشل
- ارشيف الكاتب


يروى أن سيدنا عمر رضي الله عنه،، أرسل رسالة الى أحد الولاة في الأمصار بستفسره عن حال الرعية (الشعب)  ويسأل عما يأكله الناس من طعام وشراب، وغير ذلك، ويسأل كذلك  عما يأكله الوالي راعيهم من طعام وشراب، وعما يلبسه من ملبوس وغير ذلك،، وبعد أن حصل الخليفة على تقرير مفصل بذلك،  قال مقولة في غاية العدل، والروووعة، موجها كلامه للوالي: أطعمهم مما طعمت فلله درك أيها القائد العادل العارف بالله عمر.. 
واليوم لسان حال الشعب اليمني من أقصاه الى أقصاه يقول لحكامنا المبجلين من مجلس قيادة،، ووزاء،، ومالف لفهم.. هل بامكانكم ان تطعمونا مما تطعمون في موائدكم من أصناف الطعام وفيها مالذ وطاب،، وهل بامكانكم أن تقولوا لنا ماذا تأكلون في بيوتكم من صنوف الطعام،، وماذا تلبسون.. وماذا تركبون.. وماذا تنفقون.. أنكم تعلمون اليوم علم اليقين أن معظم الشعب اليمني تحت خط الفقر،، وأنهم يطعمون طعاما زهيدا لايسمن ولايغني من جوع،  ويلبسون مما لاتلبسون،، ويركبون مما لاتركبون.. فكيف تكونون رعاة  غانمين غير غارمين،، وماذا تقولون للواحد الجبار حين يسألكم عن الأمانة،، وقد ضيعتموها،، وانتم تعلمون ان الله قد أوكلها اليكم، فجعل الرعاية لكم والمسئولية عليكم.. قال صلى الله عليه وسلم.. كلم راع وكلكم مسئول عن رعيته.. اما آن لكم أن تنظروا الى معاناة هذا الشعب الصابر المكلوم الذي تجرع مرارة الحرب،، ومرارة الغلاء الفاحش في آن واحد.. والعجب العجاب انه بدلا من رفع هذه المعاناة المزدوجة نجد السلطة الحاكمة تزيده معاناة الى معاناة، وتحمله ثقلا على ثقل،، ونصب على نصب،، فلله المشتكى.. 
ا. د. الخضر حنشل.