آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-06:13م
أخبار المحافظات

في العيد.. معلم: لم أستطع حتى شراء حبة دجاج لأولادي!

الثلاثاء - 01 أبريل 2025 - 10:50 ص بتوقيت عدن
في العيد.. معلم: لم أستطع حتى شراء حبة دجاج لأولادي!
لحج((عدن الغد))صدام اللحجي

صدام اللحجي :


في زحمة الحياة التي تزداد قسوة، تقف شريحة المعلمين على حافة اليأس، متأرجحين بين رسالتهم السامية ولقمة العيش التي باتت عصية المنال. لطالما كانوا رموزًا للعلم والنور، لكنهم اليوم أضحوا من أكثر الفئات تضررًا من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، حتى صار البحث عن بدائل للبقاء أمرًا لا مفر منه.


لم يعد غريبًا أن تجد معلمًا يعمل سائق دراجة نارية، أو آخر يبيع الخضار والفواكه في الأسواق، أو حتى يتنقل بين المحلات التجارية بحثًا عن عمل يومي يسد رمق أسرته. التعليم، الذي كان يومًا مصدر فخرٍ لهم، صار رفاهية لا يستطيعون تحمّل تكاليفها.


يقول أحد المعلمين بحرقة وألم: "جاء العيد ولم أستطع حتى شراء حبة دجاج لأولادي، أوضاعنا صعبة يا صدام!" كلمات تعكس حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء المربّون الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الأجيال، ليجدوا أنفسهم اليوم عاجزين عن توفير أبسط مقومات الحياة.


في ظل هذه الأوضاع، يواجه المعلمون خيارًا صعبًا إما الاستمرار في أداء رسالتهم وسط ظروف قاسية لا توفر لهم قوت يومهم، أو البحث عن أعمال أخرى تضمن لهم حياة كريمة، ولو كان الثمن ترك الفصول الدراسية التي لطالما احتضنت أحلامهم.


هذه الأزمة لا تؤثر فقط على المعلمين، بل تمتد آثارها إلى المجتمع بأسره، حيث يهدد غياب الاستقرار المعيشي للمعلم جودة التعليم ومستقبل الأجيال القادمة. فكيف يمكن لمعلم ينام على جوعٍ ويصحو على همّ الديون أن يكون قادرًا على إلهام طلابه؟ وإلى متى سيظل المعلمون أسرى الحاجة والفاقة؟