آخر تحديث :الخميس-23 يناير 2025-09:49ص

حتى لا تتكرر ١٣ يناير .

الأحد - 14 يناير 2024 - الساعة 09:32 ص
عبدالعزيز الحمزة

بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب



في الذكرى الثامنة والثلاثين لاحداث الثالث عشر من يناير الدامية ، نستخلص العبر ، لنتجاوز تكرار الأخطاء الكارثية التي أنتجت هذه الأحداث الدامية ، التي راح ضحيتها أكثر من اثني عشر ألف قتيل وضعفهم من الجرحى والمفقودين ، وتشريد أكثر من أربعمائة ألف من أبناء الجنوب اليمني .
لقد شكلت احداث الثالث عشر من يناير ٨٦م كارثة حقيقية ، فقدت الدولة فيها تماسكها ووحدة قرارها وتحولت إلى دولة فاشلة ، ضاع فيها عنصر العدل ، و المواطنة المتساوية ، و ضرب العمق البنيوي للنسيج الاجتماعي لأبناء الجنوب اليمني ، ولم تستطع هذه الدولة الاستمرار في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية  فسرعان ما انهرت خلال ثلاث سنوات ، ثم هربت  إلى خيار الوحدة  مع الشطر الشمالي من اليمن ، لتفادي العجز الاقتصادي ، والتفكك السياسي 
وكان المبرر الأساسي للهروب نحو الوحدة اليمنية ، أن هذه الوحدة كانت تمثل الإرادة الشعبية ، والمزاج العام الشعبي .
و للاسف الشديد فقد حمل نظام الحكم في عدن مخلفات ورواسب احداث الثالث عشر من يناير ٨٦م ، و جعلها اساسا للوحدة اليمنية في ٢٢ مايو ٩٠م ، واشترط خروج قيادات ما كان يسمى بالزمرة من اليمن كشرط أساسي للتوقيع على اتفاق الوحدة اليمنية
لقد كانت الأسباب الحقيقية لاحداث الثالث عشر من يناير ٨٦م تتمثل في الآتي: 
# الصراع على السلطة والاحتكام إلى لغة السلاح لحسم هذا الصراع بدلا عن الحوار.
# انحراف الصراع السياسي إلى نفق المناطقية المظلم
# غياب المصلحة الوطنية ، و عدم استشعار المسؤولية من قبل الأطراف المتصارعة.
# سياسة الحزب والواحد ، والصوت الواحد .
# عدم القبول بمبدأ الانتقال السلمي للسلطة ، والقبول بالآخر المخالف .
# غياب مبدأ التعايش السلمي ، ولغة الحوار الوطني لحل الخلافات السياسية.
#تسيد مبدأ ( أما أن احكمك أو اقتلك ) .
كل هذه الأسباب وغيرها كان لها الأثر في إشعال احداث الثالث عشر من يناير ٨٦م الدامية .
وحتى لا تتكرر هذا الأحداث المؤلمة في واقعنا المعاصر ، ومستقبلنا القريب والبعيد ، فإننا نحتاج أن نتجاوز كل الأسباب التي أفضت إلى هذه الأحداث ، و نحن اليوم نقف محللين لهذه الأحداث في ذكراها الثامنة والثلاثين ،لنستخلص العبر ، وحتى لا يعيد التاريخ نفسه في مشاهد الألم من هذه الأحداث الكارثية .
وما أحوجنا إلى حوار جنوبي على قاعدة صلبة من التوافق السياسي والتعايش السلمي. و  توحيد جهود كافة القوى السياسية الجنوبية ، من خلال حوار شامل قائم على الأسس التالية :
#التعايش السلمي وان الجنوب يتسع لجميع أبنائه 
#التعدد والتنوع السياسي والقبول بالآخر 
#رفض العنف والتخوين  والاقصاء والتهميش.
#حرية الانتماء السياسي والتعبير عن الراي 
#التصالح والتسامح القائم على جبر الضرر ، وتجاوز كل الأسباب التي من شأنها العودة إلى مربع الصراعات المسلحة .
آن الأوان لأبناء وأحفاد أكتوبر أن يجتمعوا حول رؤية جامعة  ويتحقق فيه الامن والاستقرار ، وتحسين الخدمات ، ورفع مستوى المعيشة .
  وفي هذه المرحلة الهامة والمفصلية من تاريخ شعبنا ووطننا ونظرا لما تشهده الساحة الوطنية من تعقيدات كبيرة ومهددات تلقي بآثارها على حاضرنا ومستقبلنا واستشعارا بحجم المخاطر التي تستهدف قضايانا الوطنية التي لا تعفينا جميعاً أفرادا وقوى من الوقوف بمسؤولية أمام هذا الواقع ننظر فيه بعمق وبصيرة مستلهمين من تجارب الماضي العبر رغبة في الأخذ بما هو إيجابي ونافع وتطويره وتجنب سلبيات الماضي واخطائه وعدم تكرارها ومستشرفين آفاق المستقبل بحثا عن الوصول بشعبنا الى رحاب الاستقرار والتقدم بعد أن أنهكته الأزمات والصراعات.
عبدالعزيز الحمزة
السبت ١٣ يناير ٢٠٢٤م