آخر تحديث :الخميس-16 يناير 2025-04:39م
حوارات

رئيس جامعة عدن أ. د. الخضر لصور في حوار خاص مع (عدن الغد): بالإصرار تجاوزنا كل التحديات وأعدنا الحياة الأكاديمية إلى الجامعة

الخميس - 16 يناير 2025 - 02:22 م بتوقيت عدن
رئيس جامعة عدن أ. د. الخضر لصور في حوار خاص مع (عدن الغد): بالإصرار تجاوزنا كل التحديات وأعدنا الحياة الأكاديمية إلى الجامعة
حاوره/ ناصر عوض لزرق:

لا تترك الحروب الآثار الجميلة والحسنة، بل إنها تُخلف كوارث وصوراً مؤلمة، تظل تلازمها ما لم تجد التحدي والعزيمة للخروج من هذه الكارثة التي صنعتها هذه الحروب اللعينة وتركت أثراً، حتى وإن مُحيت آثاره، فإنها لا تُمحي الصورة القبيحة التي تركتها مخلفاتها النفسية والجسدية، على الكبير والصغير، وتحديداً "الأطفال".

وفي اليمن مرت فداحة الحرب، وما زالت مجرياتها وأحداثها تدور إلى اليوم، ولو خفت وتيرتها مؤخراً، ووصلت نيرانها إلى كل شيء، مخلفة الخراب والدمار، إلا أن هناك من امتلك العزيمة والإصرار، واستطاع أن يترك بصمة كبيرة في رسم لوحة عودة الحياة إلى المحافظات التي استطاعت أن تتحرر من حرب المليشيات الانقلابية الحوثية.

فتأثير الحروب لا يقتصر على ما خلفته من تدمير وخسائر بشرية ومالية، فهناك أيضاً مصيبة خسارة "الأجيال القادمة" التي هي أساس الدولة الناجحة، والمتطورة، والحالمة إلى المجد والعُلى، فبدون الجيل المتعلم والمثقف، فأنت في عداد الدول الخاسرة والفقيرة، وقد تبقى في مربع الحروب والصراعات.

فالعودة إلى سُلم النجاح وإعادة تطبيع الحياة إلى كل المدن المحررة، يبدأ من عودة التعليم، كركيزة أولى، ومن ثم عودة المؤسسات والمستشفيات والمقرات والمؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية، وبهذه كلها ستعود عجلة التنمية من جديد.

(جامعة عدن) إحدى هذه المؤسسات التعليمية التي استطاعت أن تُعطي درساً في القوة والنجاح والعزيمة، وهي المؤسسة التي تعرضت مبانيها للدمار جراء القذائف، والضربات الجوية، والمواجهات المسلحة، ناهيك عن تعرض ما تبقى منها للسرقة والنهب.

مرت جامعة عدن بمنعطفات، وعوائق كثيرة، كادت أن تُعيق عودة سير العملية التعليمية في الجامعة، إلا أن العزيمة والإصرار، كانتا هما المنتصرتين في هذه المنعطفات، بعد أن كان المراقب للمشهد في عدن، يظنُ أن مصير الجامعة للمجهول، وسيمتنع الكثيرُ من الدارسين والملتحقين من العودة إلى التعليم فيها، إلا أن هذا الظن خاب واندثر وأصبح في خبر كان.

استطاعت قيادة وكوادر جامعة عدن مواكبة الدراسات الجامعية، واستحداث تخصصات جديدة تتواكب مع الاحتياجات الأكاديمية، وعززت علاقات التعاون والتحالفات (محلياً وإقليمياً ودولياً)، وكثفت من الورش والندوات العلمية، كما حرصت الجامعة على تحديث خططها الدراسية، مواكبة كل جديد، وربط التعليم بالجامعة بسوق العمل.

وحتى نضع النقاط على الحروف، وحتى لا نضيع دور من كان لهم الفضل الكبير في النهوض بالعملية التعليمية، وفتح أفق كبيرة، وإنجازات ملموسة في نهوض وتطوير الجامعة، وجعلها في مصاف الجامعات الخارجية.. أجرينا في صحيفة (عدن الغد)، حواراً صحفياً مع أ. د. الخضر ناصر لصور- رئيس جامعة عدن، الذي فتح لنا نوافذ الردود على كل ما عرض عليه من أسئلة واستفسارات، وكان صريحاً وواضحاً في طرحه للإجابات.


والآن ننقلكم إلى نص الحوار، الذي جاء فيه:


حاوره/ ناصر عوض لزرق:


* كيف استقبلت جامعة عدن العام الجامعي الحالي 2024/ 2025؟

- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

في البدء نشكر صحيفة (عدن الغد) الغراء على هذا الحوار، ونرجو لهم كل التوفيق والنجاح في رسالتهم المهنية الإعلامية المتميزة.

إن جامعة عدن تسير برؤية واضحة وطموحة نحو آفاق واسعة من النجاح والتطوير؛ إذ استقبلت عامها الأكاديمي الجديد بكل حيوية ونشاط وانضباط في جميع الكليات والمراكز العلمية، واستُكملت جميع الترتيبات والاستعدادات الفنية اللازمة لبدء هذا العام على وفق التقويم الجامعي، ولوائح التعليم العالي وأنظمته، وتجاوزت الجامعة كل التحديات والعراقيل في سبيل انطلاق العام الجامعي الجديد وسير العملية التعليمية في وقتها المحدد وبصورة طبيعية ومنظمة تليق بسمعة هذه المؤسسة الأكاديمية وتاريخها العريق، واستشراف المستقبل في تحقيق المزيد من التطور في المجالات المختلفة، واستشعارها بالمسؤولية تجاه أبنائها الطلاب الملتحقين بكلياتها ومراكزها العلمية المتعددة، والعمل على تذليل الصعاب كافة أمامهم، إسهامًا منها في تحقيق تطلعاتهم المستقبلية في خدمة الوطن، وحرصًا منها في تحقيق المزيد من التطور في مجالات العلم والتطبيق العملي والإسهام في تخريج كادر يلبي احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.

استقبلت جامعة عدن عامها الأكاديمي الحالي باستحداث تخصصات جديدة تتواكب مع هذه الاحتياجات (كتخصص الفنون والتصميم، وتخصص نظم المعلومات الجغرافية بكلية الآداب)، (وتخصص التجارة الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية)، و(تخصص رياض الأطفال، وتخصص التربية الخاصة، وتخصص علوم القرآن بكلية التربية عدن).


- جامعة عدن وسّعت أفق النجاح وعززت مكانتها الأكاديمية


* ما أبرز النجاحات التي حققتها الجامعة في العام المنصرم؟

- في العام المنصرم والأعوام الماضية حققت جامعة عدن عديدًا من النجاحات على المستوى الأكاديمي والإداري والطلابي، وحرصت على تعزيز علاقات التعاون مع عديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني على المستويات المحلية والإقليمية والدولية كافة، وكذا مشاركاتها الخارجية، وتوقيع عديد من بروتوكولات التعاون المشترك، وانضمامها إلى تحالفات إقليمية ودولية لمشاركة أعضاء هيئة التدريس وصقل خبرات الطلاب وتنمية مهاراتهم.

وسعت الجامعة بكلياتها المختلفة في العام المنصرم على إقامة عدد كبير من الورشة والندوات والمؤتمرات العلمية وتنظيمها، وأسهمت هذه المشاركات في تقديم رؤى علمية أكاديمية تعزز من أهمية البحث العلمي في بناء المستقبل وحل كثير من التحديات التي يواجهها الوطن حاليًا، وتحقيق التطلعات التنموية الطموحة المنشودة وتكاملها مع القطاعات الأخرى بما يسهم في تحسين مخرجات الجامعة.

وبالتعاون مع مجلس الأمناء بالجامعة حققت الجامعة عديدًا من النجاحات التي ستكون انطلاقة حقيقية لها نحو أفق واسعة تعزز من مكانتها الأكاديمية؛ إذ اعتمدت الشهادات الجامعية المؤمنة وربط إصدارها عبر الإنترنت وبرنامج السجل الأكاديمي، وكذا الموافقة على مشروع إنشاء المكتبة الإلكترونية بالجامعة وتطويرها، واعتماد مشروع النشر العلمي لأعضاء هيئة التدريس؛ ما سيسهم في تعزيز البحث العلمي والابتكار، وانطلاق البث التجريبي لإذاعة صوت الجامعة بمنزلة منصة إذاعية لنشر أنشطة الجامعة وفعالياتها المتنوعة.

أما على المستوى الطلابي فقد أحرزت جامعة عدن في العام المنصرم المركز الأول في المسابقة الطلابية التي نظمتها الجامعة المالية الروسية، والمركز الثالث في جائزة الأكاديمية العربية للبحث العلمي في العلوم الاقتصادية والمالية والمصرفية في نسختها الأولى لعام 2024م، فضلًا عن عديد النجاحات، والمشاركات العلمية التي أثبتت قدرة أعضاء الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة في الجامعة والطلاب على التنافس على المستوى المحلي والدولي.


- جامعة عدن المؤسسة الأولى التي نفضت غبار الحرب وطبعّت الحياة


* ما مدى الانعكاسات السلبية للحرب وتأثيرها في الجامعة والعملية التعليمية فيها؟ وكيف استطاعت الجامعة الصمود في ظل التحديات التي واجهتها؟

- جامعة عدن كغيرها من المؤسسات في المحافظة تضررت كثيرًا في أثناء الحرب في العام 2015م، فقد طالتها تداعيات هذا الحرب، فإلى جانب إيقاف العملية التعليمية فيها، استهدفت مبانيها بالقصف والتحصن في بعضها، فلحق ببنيتها التحتية أضرارًا وتدميرًا جسيمًا، وبإصرار كبير من قيادة الجامعة ومنتسبيها وكل الشرفاء في هذا الوطن ومساعيهم الحثيثة في عودة الحياة إلى كليات الجامعة؛ إذ كانت الجامعة أول مؤسسة تنفض غبار الحرب وتعمل على تطبيع الحياة العامة في عدن، ومعها عاد طلاب العلم إلى قاعات الدراسة، وعادت عجلة العملية التعليمية التنويرية للدوران من جديد متجاوزة كل التحديات التي كانت عائقًا أمامها، فالإصرار على عودة الحياة الأكاديمية حينها كانت مسألة وطنية ونضالية بامتياز.

وكانت الجامعة بعد انتهاء الحرب في المحافظة وعودة الحياة العامة إلى طبيعتها، بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل كثير من مرافقها التي تأثرت بفعل الحرب، ومن هنا نقدم جزيل الشكر والعرفان لكل من أسهم معنا في أعمال إعادة التأهيل للبنى التحتية في الكليات والمراكز العلمية الوحدات الإدارية المختلفة التابعة للجامعة بما أسهم في استئناف نشاطها الأكاديمي والإداري، وعودة العملية التعليمية بصورة طبيعية في جميع كلياتها، وكانت جامعة عدن شعلة للعلم والمعرفة والتنوير والمحبة وستظل كذلك إلى أمد غير محدود.


- نجحت الجامعة في ربط التعليم بسوق العمل وإعداد خريج قادر على المنافسة (محلياً وإقليمياً ودولياً)


* إلى أي مدى ترون مواكبة جامعة عدن للتعليم الجامعي في دول الإقليم؟

- مع كل إنجاز تحقق في الجامعة طيلة السنوات الماضية كانت الرؤية تتضح أكثر فأكثر والسعي إلى وضع خطوات مدروسة والتطلع إلى الأفضل، من هذا المنطلق حرصت جامعة عدن على تحديث البرامج والمساقات والخطط الدراسية وتطويرها في عموم كلياتها يعدّ ذلك أحد المسارات التعليمية المهمة؛ لتأهيل الخريجين ليكونوا قادرين على تلبية مُتطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي ومواكبة كل جديد، ورغم كل الظروف والتحديات التي تواجهها بلادنا وانعكاس ذلك على العملية التعليمية بشكل عام، فإن جامعة عدن حريصة- بحسب إمكانياتها- على دمج التعليم وربطه بسوق العمل وإعداد خريج قادر على المنافسة محليًا وإقليميًا ودولياً.


* ما أبرز الأعمال المنفذة في تطوير البنى التحتية للجامعة؟

- وضعت جامعة عدن في الأعوام الماضية خططًا تطويرية لمشاريع إعادة تأهيل البنى التحتية على حسب إمكانياتها المتاحة، وسعت أيضًا إلى إيجاد شراكات تعاون مع منظمات محلية وإقليمية وأخرى دولية؛ لتقديم الدعم وبعض التدخلات للتأهيل في بعض المجالات، والاستفادة من هذه الفرص وتسخيرها لتطوير عديد من المشاريع في البنية التحتية التعليمية في مختلف الكليات إيمانًا منها بأهميتها في إطار تلبية متطلبات الاعتماد الأكاديمي في الجامعة واستراتيجية التطوير والتميز وتعزيز عملية التعلم، وتوفير بيئة تعليمية متكاملة بكل تجهيزاتها، وبما يكفل تخريج كوادر مؤهلة تسهم في خدمة الوطن، وتحقق رؤية الجامعة بتوفير خدمات تعليمية متطورة تمهد الطريق لمزيد من المشاريع المستقبلية التي تخدم العملية التعليمية فيها، والحرص على متابعة الجهات المعنية لتنفيذ عديد من هذه المشاريع في أقرب وقت ممكن.


* هناك فجوة بين المخرجات التعليمية وسوق العمل ومتطلباته، فكيف تنظرون إلى ردم هذه الفجوة؟

- تحرص جامعة عدن في هذا المجال بإمكانياتها المتاحة على تهيئة ظروف ملائمة أمام الطلاب والطالبات والباحثين في الكليات المتنوعة؛ رغم الأوضاع الصعبة التي يعانيها الوطن وانعكاسها على الوضع العام للتعليم، نظمت الجامعة ورش عمل ومؤتمرات ومعارض علمية بالاشتراك مع القطاعين العام والخاص، بهدف ردم الفجوة بين هذه القطاعات ومخرجات الجامعة وإيجاد وسيلة مناسبة للمواءمة بين هذه المخرجات أو متطلبات سوق العمل، وتوجيه البحث العلمي الجامعي بأسلوب يحقق الأهداف والمصالح المشتركة لكلا الطرفين، وندعو إلى تضافر جهود الجميع في الدولة ومؤسساتها المختلفة إلى جانب المؤسسات التعليمية بتبني سياسة حكومية شاملة لتطوير المناهج التعليمية للمراحل كافة بدءًا بالتعليم الأساسي مرورًا بالتعليم الثانوي ووصولًا إلى التعليم الجامعي، ومحاولة ردم الفجوة بين المخرجات واحتياجات سوق العمل من الأيدي الماهرة المدربة والمؤهلة.


- وزارة التربية تتحمل أسباب عزوف الطلاب عن الالتحاق بكلية التربية


* ما الأسباب الحقيقية التي أدت إلى عزوف الطلاب للالتحاق في بعض التخصصات، منها كلية التربية؟

- يعدّ التعليم حقًا أساسيًا لكل إنسان، وهو حجر الزاوية في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية المستديمة، ويُسهم في تمكين الأفراد من تطوير قدراتهم ومهاراتهم، ويعزز من فرصهم في الحياة ويُمكنهم من المشاركة الفعّالة في المجتمع.

والعملية التعليمية هي منظومة متكاملة بدءًا من التعليم الأساسي مرورًا بالتعليم الثانوي وانتهاءً بالتعليم العالي، وأن الحلول لكل المشاكل التي تعانيها البلاد تبدأ من التعليم، وبإصلاح هذه المنظومة ستحل معظم المشاكل والتحديات التي تواجه المجتمع اليمني، وأن الحرب قد ألقت بظلالها على كل المستويات الاقتصادية، الاجتماعية وانعكاس ذلك على المستوى التعليمي.

ففي سبتمبر الماضي وتزامنًا مع تدشين امتحانات المفاضلة في الكليات وجهنا رسالة للرأي العام عبر وسائل الإعلام المختلفة أكدنا فيها أن التعليم في جامعة عدن ما زال في قوته رغم كل الظروف؛ إذ تقدم إلى كلية الطب والعلوم الصحية وحدها قرابة (1952) طالبا وطالبة، وفي كلية الهندسة تقدم قرابة (1300) طالب وطالبة، وفي كلية الحقوق تقدم (340) طالبا وطالبة، وفي كلية العلوم الإدارية تقدم (2100) طالب وطالبة، وتقدم (823) طالبا وطالبة في كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، و(1245) طالبا وطالبة تقدموا إلى كلية طب الأسنان، و(581) طالبا وطالبة تقدموا إلى كلية الصيدلة، وتقدم (116) طالبا وطالبة إلى كلية التمريض، و(312) طالبا وطالبة تقدموا لتخصص المختبرات، وتقدم (300) طالب وطالبة إلى كلية اللغات والترجمة، أما في كلية التربية فقد كان عدد المتقدمين لهذا العام يفوق عدد المتقدمين للعام الفائت؛ إذ بلغ عددهم لهذا العام قرابة (151) طالبا وطالبة، غير أن هناك كثيرًا من الأسباب التي كانت عائقًا أمام الطلاب للالتحاق ببعض الأقسام العلمية في الكلية أبرزها احتياجات سوق العمل، لا سيما أن بعض المدارس الخاصة والحكومية سمحت لغير المختصين كالمهندسين بأن يدرسوا مواد تربوية في مدارسهم وتركوا المختصين خريجي كلية التربية؛ لهذا لا بد أن تضع وزارة التربية حدًا لهذا الأمر ومنع التدريس إلا لمن كان معه شهادة من كلية التربية، وكذا إمكانية توظيف خريجي كليات التربية حتى تعطي دافعًا مغريًا للطلاب بأن يسجلوا في كلية التربية، ولدراسة أسباب هذا العزوف للتسجيل في بعض الأقسام بكلية التربية شكلت جامعة عدن لجنة للنظر في هذه الحالة للوقوف تجاه تلك الأسباب وإيجاد المعالجات اللازمة.


* ما المعالجات الملموسة لوضع المتعاقدين في الجامعة؟

- أصدرت الجامعة في سنوات ماضية قرارات تعيين إداري وأكاديمي لعدد كبير من المتعاقدين والمنتدبين من أعضاء الهيئة التدريسية والمساعدة في مختلف الكليات والمراكز العلمية، ودأبت على التواصل المستمر مع وزير الخدمة المدنية والتأمينات، على إصدار الفتاوى لمن استوفى الشروط اللازمة، ومتابعة إجراءات استخراج الفتاوى للجزء الآخر منهم، والجامعة حريصة كل الحرص على أن ينال جميع منتسبيها حقوقهم كاملة على وفق لوائح الخدمة المدنية والتأمينات وأنظمتها، ولضمان تقديم الجامعة لخدماتها التعليمية بصورة دائمة بمنتهى الكفاءة والفاعلية، وبما يرسخ من رسالتها ووظيفتها الرائدة في المجتمع، وقد شكلت لجنة للنظر في هذا الأمر ومتابعة الجهات المعنية في وزارتي الخدمة المدنية والتأمينات، والمالية.


* تعرضت أرض الحرم الجامعي للاعتداءات، إلى أين وصلتم في حمايتها؟

- نعم، وللأسف الشديد لقد تعرضت أرض الحرم الجامعي بمدينة الشعب لانتهاكات متكررة والبسط على المخطط، وشكلنا لجنة للمتابعة القانونية لهذه الاعتداءات مع الجهات القضائية المعنية بالأمر، وأصدرنا عديدًا من بيانات الإدانة والاستنكار، ونفذ مجلس الجامعة وقفة احتجاجية في الأرض المعتدى عليها في الحرم الجامعي بمدينة الشعب، داعين كل الجهات المعنية وشرفاء الوطن إلى الوقوف إلى جانب الجامعة لوضع حلول دائمة لحماية أراضيها من التشويه للمخطط العمراني للحرم والإضرار بمشاريعها المستقبلية وأهمها المستشفى التعليمي الجامعي ومشروع كلية الطب، وغيرها من المشاريع بعد أن جهزت الجامعة البنى التحتية لكثير من المواقع، ومن هنا نؤكد أن هذه الأرض ملك للدولة، وصرفت لجامعة عدن على هذا الأساس في عام 1997م بموجب عقد تمليك لوحدة جوار (575) بملكية مساحة تقدر بـ400 هكتار مربع من مصلحة وعقارات الدولة، وهو ما أكدته لجنة معالجة ملكية الأراضي في قرارها الصادر في 2009، ونثمن هنا عاليًا العمل الكبير لمدير مديرية البريقة الدكتور/ صلاح يحيى الشوبجي لشعوره بالمسؤولية تجاه هذا الصرح العلمي، ولكل من وقف إلى جانب الجامعة في الحفاظ على حقها من أراضي الحرم الجامعي بمدينة الشعب.


* تكرموا بإعطائنا إحصائية بعدد المراكز العلمية، والبرامج قبل توليكم رئاسة الجامعة واليوم.

- شهدت الجامعة بمختلف كلياتها ومراكزها العلمية توسعًا ملحوظًا في استحداثها عددًا من البرامج والتخصصات العلمية وكذا إنشاء عدد من الكليات الجديدة التي أصبحت واقعًا ملموسًا تسهم في توسيع نطاق التعليم الأكاديمي والبحث العلمي في الوطن، كما زادت عدد البرامج في جامعة عدن إلى 217 برنامج، منها 86 برنامج بكالوريوس، و 92 برنامج ماجستير أكاديمي، و8 برامج ماجستير تنفيذي، و31 برنامج دكتوراه، وزاد عدد المراكز العلمية إلى 13 مركزًا، بعد أن كان عددها 10 مراكز علمية، أما الكليات بجامعة عدن فزاد عددها إلى 17 كلية، بعد أن كانت 15 كلية.


* إلى أين وصل مشروع إنجاز كلية الإعلام بمدينة الشعب؟

- دأبت جامعة عدن عبر لجنة متخصصة للعمل بالأطر القانونية وتحقيقًا للمصلحة العامة للجامعة لتحويل سكن الطالبات إلى مبنى لكلية الإعلام للإسهام في تحسين البنية التعليمية بتوفير مرافق حديثة ومتطورة، ويدعم تطوير برامج جديدة وتحسين البرامج الحالية؛ إذ ناقش مجلس الجامعة في دورته لشهري أغسطس وسبتمبر 2024م تقرير هذه اللجنة ووافق على تحويل مبنى سكن الطالبات إلى كلية للإعلام، ومراعاة لمصلحة الطالبات في ذلك أجّل نقل الكلية إلى أن توضع حلول ومعالجات لنقل الطالبات إلى سكن آخر لائق بهن.


* في إطار الحصول على الاعتماد الدولي، ماذا عملتم في هذا السياق؟

- على المستوى الأكاديمي حصلت جامعة عدن في العام 2024م على الترتيب الثاني في تصنيف (EduRank) العالمي لتقييم الجامعات والكليات في العالم من بين (43) جامعة يمنية، وجاء ترتيبها كذلك الأول من بين ثلاث جامعات في عدن، وحصولها على الترتيب (96) من بين 180 جامعة عربية في أول مشاركة لها في التصنيف العربي للجامعات العربية في نسخته الثانية، بعد استيفائها لجميع المتطلبات، وكذا حصول ثلاث مجلات علمية لجامعة عدن على مراكز متقدمة في معامل التأثير العربي؛ ما عزز من سمعة الجامعة في الأوساط الأكاديمية المحلية والدولية.

وتحرص الجامعة للحصول على المشاركة في التصنيف الدولي وجعلت شعارها بأن يكون عام 2025م عام الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة، والاستفادة من هذه التجارب نحو الانطلاق مستقبلًا بكل قوة لتحقيق نتائج متقدمة.


* يشكو كثير من أولياء الأمور والطلاب من تحملهم أعباء السنة التحضيرية وتكلفتها الكبيرة، فلماذا لا تكون هذه السنة في بعض المقررات الدراسية التي يريدها الطلاب لتقوية قدراتهم فيها أو تلغى؟

- اعتمدت جامعة عدن برنامج السنة التحضيرية بوصفها أول جامعة على مستوى اليمن تعتمد هذا النظام برؤية علمية طموحة بعيدة المدى، لتهيئة الطلبة والارتقاء بالمستوى المعرفي والمهاري واللغوي وإكسابهم القيم اللازمة عبر أنماط تعليم متطورة منتمية للمستقبل، وتهيئتهم للتكيف مع الحياة الجامعية وتشجيعهم على الإبداع والابتكار، فنظام السنة التحضيرية لا تتجاوز رسومه السنوية الـ50 ألف ريال مقارنة بالمعاهد الخاصة التي تتطلب رسوما باهظة، وهي في الأول والأخير لمصلحة الطالب؛ إذ سعت الجامعة إلى تجويد مدخلاتها من الطلاب والطالبات، وغيرها من الكليات غير الخاضعة لهذا النظام باعتماد برامج أكاديمية نوعية.