آخر تحديث :الثلاثاء-01 أبريل 2025-11:13م

اللجنة الأولمبية اليمنية.. غائبة عن الساحة الرياضية والمُحاسبة الإعلامية..

الأربعاء - 07 أغسطس 2024 - الساعة 07:41 م
محمد مهيم

بقلم: محمد مهيم
- ارشيف الكاتب



▪️اتحاد الكرة اليمني.. تحت نيران النقد في ظل إغفال تقصير اللجنة الأولمبية..
▪️الرياضة اليمنية.. بين اتحاد كرة يعمل في الظل ولجنة أولمبية تحصد الأموال وتطمس اسم اليمن..

مقال | لـ محمد مُهيّم

تشهد الساحة الرياضية اليمنية والإعلامية حالة من الجدل والتناقض، حيث يتعرض اتحاد كرة القدم لحملة انتقادات واسعة، في حين تمر اللجنة الأولمبية اليمنية مرور الكرام رغم تلقيها ميزانيات ضخمة وتقديمها أداءً متواضعاً في كل مشاركاتها الأولمبية ..!!
تعالوا نستعرض في هذا المقال بعض الحقائق بشكل موضوعي وسنسلط الضوء على كلا الطرفين مع التركيز على أهمية النقد البناء والمحاسبة الشفافة..!!

لطالما اعتبرت اللجنة الأولمبية اليمنية هيئةً رياضية رفيعة المستوى، تمثل رياضة الجمهورية اليمنية في المحافل الدولية ، إلا أن أداءها خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في مشاركتها الأخيرة في أولمبياد باريس، أثار تساؤلات حول جديتها وكفاءتها فبدلاً من أن تكون رمزاً للوحدة الوطنية، بدت وكأنها تمثل كيانات منفصلة، وهو ما أضعف من صورتها أمام العالم.
على النقيض من ذلك، برز اتحاد كرة القدم كأحد أهم رموز الصمود اليمني في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد ، فـ بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهها، جراء الانعكاسات التي يعيشها الوطن من حرب وانهيار اقتصادي ، استطاع الاتحاد أن يحافظ على نشاطه الداخلي و الخارجي، وأن يمثل اليمن في مختلف المحافل الدولية ورفع رآيته عاليا بكل فخر واعتزاز ، كما أنه تعرض لحملة انتقادات واسعة، إلا أنه ظل متماسكاً، ولم يستسلم للضغوطات والتجاذبات السياسية هنا وهناك.
بمعنى إن المقارنة بين أداء الاتحاد واللجنة الأولمبية تكشف عن فجوة كبيرة، حيث يظهر اتحاد الكرة بمظهر الكيان الرياضي الفاعل والمتحمل للمسؤولية، في حين اللجنة الأولمبية التي تعتبر (أم الرياضات) والجهة المسؤولة عن تنسيق وتطوير الحركة الأولمبية والرياضية في اليمن تبدو ككيان بعيد عن هموم الرياضة اليمنية، ومهتمة فقط بالجانب الإداري والمالي وتبادل المصالح بين قياداتها وتقاسم السفريات بطريقة مناطقية مقززة شمال جنوب.

كما يُلاحظ وبشكل جلي أن معظم الانتقادات تتركز من (البعض) فقط على اتحاد الكرة، بينما يتم تجاهل تقصير اللجنة الأولمبية ، حيث لم نشاهد أي نقد من أقلام من نعتبرهم ( أساتذة) تجاه اللجنة الأولمبية وفشلها الذريع والمتواصل ، ولن نقول الرياضي خلال المشاركة الأخيرة ، بل والتخلي أيضا عن هويتها اليمنية الوطنية حيث ظهرت في باريس كأنها قادمة من جزيرة (واق - واق) إعلاميًا وفنيًا وإداريًا..!!
لا أحد فوق النقد ، لكننا شهدنا في الفترة الأخيرة تصاعداً ممنهجًا في الهجوم على الاتحاد العام لكرة القدم وشخص رئيسه الشيخ أحمد العيسي ، على الرغم من الجهود التي يبذلها الاتحاد من أجل الحفاظ على نشاط كرة القدم اليمنية ومشاركة المنتخبات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والعراقيل التي واجهها ويواجهها الاتحاد.
على الجانب الآخر، نجد أن اللجنة الأولمبية اليمنية، وهي الجهة المسؤولة عن تنسيق وتطوير الحركة الأولمبية في اليمن، قد غابت عن الساحة الرياضية، ولم تقدم أي إنجازات تذكر ، ورغم أنها تتلقى ميزانيات ضخمة، إلا أننا لا نراها إلا في المناسبات الرسمية الدولية وقت السفريات ، ولا نلمس أي دور فعال لها في تطوير الرياضة اليمنية.
بالتالي فإن التركيز على انتقاد اتحاد كرة القدم، وتجاهل أداء اللجنة الأولمبية، يعد أمراً غير عادل، ويؤكد وجود ازدواجية في المعايير والتناولات الإعلامية ، فكلا الجهتين مسؤولتان عن تطوير الرياضة اليمنية، وكلاهما يجب أن يخضع للمساءلة والمحاسبة من الإعلام.


أخيرًا ،، إن النقد البناء هو حق مشروع لكل رياضي وإعلامي يمني ، ولكن يجب أن يكون هذا النقد مبني على الحقائق والموضوعية بعيدا عن أي مصالح شخصية ، في الوقت الذي فيه أيضا نثمن دور بعض الصحفيين وأخص بالذكر الزميل ( يزيد الفقيه) الذي نختلف معه في بعض الطرح ، لكنه الذي يكاد الصحفي الشجاع والوحيد الذي واكب وكشف حقائق اللجنة الأولمبية مسلطًا الضوء على معظم القضايا المهمة دون تحيّز ، بكل موضوعية ومهنية.

ختاماً ،، يمكن القول إن الساحة الرياضية اليمنية والإعلامية بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل الخروج من الأزمة التي تعيشها ، ويجب على جميع الأطراف المعنية، سواء كانت حكومية أو أهلية، أن تتحمل مسؤوليتها وأن تعمل معاً من أجل تطوير الرياضة اليمنية وخدمة الشباب اليمني.