لستَ كخروف أو ماعز مربوط بحبل أوله عندك وآخره عند مالكك، ويتم اقتيادك إلى سوق الماشية للبيع..
الفارق أن الحبل لا تراه العين حبل أوله يلف على رقاب الشعوب ومصالحهم وتطلعاتهم وشرفهم وعرضهم وعزتهم وقرارهم، وعلى كل شيء جميل، وقبل آخر الحبل عقدة تلف على أيادي قيادة البلد الموكلين بشد الحبل، ونهاية الحبل عند الدول الراعية أو المستفيدة من زعزعة الأمن والاستقرار والاقتصاد والحريات في تلك الدول..
الغريب في الأمر عندما تناقش شخصاََ مرتبطاً بالسلطة
قابضة الحبل، تجده مدافعا بكل ما يملك عن أولياء نعمته.. كونه فاقد إحساسه بالحبل الملتف حول رقبته..
وعندما تقنعه بأن أصحابنا قادة الوطن باعوا الوطن أرضا وإنسانا، تراه يشمر عن ساعديه مدافعا ومتعصبا.. تقول له تريد أن تعرف أنك مبيوع وبأرخص الأثمان ركز معي، كلما يحكم الوطن أناس همهم أنفسهم يقال الشعب يدفع الثمن؛ لأن الحاكم يعرضك للبيع، وعندما يسقط نظام من أنظمة الأمة العربية ماذا يردد الناس والإعلام والكون كله يقال الآن الشعب سوف يدفع الثمن.. يعني أنت تباع وأنت تدفع ثمن بيعك..
الحمد لله أحد المرافقين فهم الإشكالية وقال فعلا، ونضل ندفع أثمان ما عاثت به السلطات، ونستمر وتأتي بعدها سلطة تسلك سلوك سابقتها، ونستمر نحن بدفع الثمن من الثروات، ومن أبنائنا فلذات أكبادنا دفاعا عن مقدرات السلطة..
والله اليمني الوحيد في هذه الدنيا لو اغترب في أي مكان في العالم تسقطه السلطة من قواميسها،
يموتون ويسجنون ويعذبون الخارج، رغم انتشار سفاراتنا في كل مكان في العالم، إلا أن المواطن اليمني الوحيد الذي لا أحد يسأل عنه، وفي بعض الدول السفارات اليمنية هي من تتآمر على رعاياها، وترسلهم إلى السجون..
أكرر والله إننا شعب وجدنا لننفع المسؤول، ونهتم فيه ونكبره ونصرف عليه، شعب يعتمد على نفسه أكثر مما يعتمد على حكومته.. وقد يصل الحال أن الشعب في اليمن يرتاح لراحة دولته وأغلب الأحيان يتمنى من السلطة أن تتركه في حاله، ولا تشغله لأن السلطة تشغل المواطن أكثر مما يشغلها.. نحن شعب كما يقال شعب [عرطه]..
اليوم تنهب ثروات اليمن وهناك مناجم كبيرة تستخرج الذهب ومواد مجهولة لم يكشف عنها باسم بعض دول التحالف.. وهناك أغلى المواد التي تدخل في تصنيع الأدوات الإلكترونية من مادة السلكون الموجود في السواحل اليمنية وأيضا الرخام والأحجار بأنواعها حتى مواد ردم الطرقات ذات المواصفات العالية ناهيك عن النفط، وما خفي عن مادة اليورانيوم وأشياء إن تبد لكم تقهركم..
أما المخجل جدا أن تشتري أسماك ومختلف الأطعمة البحرية اليمنية من خارج اليمن، وقد كتب عليها من بحار إحدى دول التحالف التي دخلت اليمن مع أن بحرها يقاس بعدد الكيلو مترات مقارنة بالبحار التي تقع ضمن مساحة اليمن الممتدة لأكثر من ثلاثة آلاف كيلو متر..
نحن شعب غني بثرواته وتاريخه، ولكنه فقير برجاله الأوفياء والمخلصين..
هل تصدقون أن دول الخليج مجتمعة بكل ثرواتها لا تساوي 45% مما تملكه اليمن.. ومع الأسف نحن بحاجة لعزيمة تقهر المتحكم في مصيرنا، والذي يريدنا أن نظل بحاجة لهذه الدول.. ولن نصل إلى تحقيق أحلامنا إلا بجيل بعيد عن العمالة والذل وصاحب قرار يمني..
يكفي تعبنا، كثيرا وأصبح من يذكرنا بهمومنا وبقيمتنا وما يلزم علينا فعله يصبح كائناً. أما مذموم أو مهدد من قبل هؤلاء المتنفذون بمصيرنا أكانوا الكبار عالميا أو الصغار محليا..
المسألة مسألة عزيمة وقهر الخوف.. ومسألة فك الحبل