أحمد الفضلي ثائرٌ مبتسم

رجل بنكي ورجل اقتصاد من أفضل من عرفتهم القيادة المالية في اليمن.. متواضع ونبيل وأخلاق عالية إذا لم تفتح معه حوار ممكن أن يظل صامتا حتى نهاية اللقاء، وإذا تحدث وعرج على عالمه الساخر والسياسي من خلال بعض النكتة وخفة الدم تجد كل من يستمع إليه منصتا ومتفاعلا معه؛ لأنه عزف على أوتار الروح وسهام النقد وبشكل حميمي وجميل..

هذا هو الأستاذ القاضي أحمد الفضلي.. من عالمه المتسع تذكرت نكتته عن موظفي المكلا حضرموت بعد الوحدة مباشرة.. قال مدير عام الأشغال تعود في صنعاء وعدن، وتعز أن المواطنين يعتدون على الشوارع منهم من يستقطع متراً وآخر أكثر من ذلك، ثم يأتي دور الأشغال، ويغرم المعتدي وتكون هناك مصالحة؛ ولهذا تراه دائما منعماً بالهدايا والرشاوى. أما في حضرموت أكثر المواطنين يحضرون إلى مكتب الأشغال مطالبين توسيع الشوارع، ويطالبون أخذ التوسعة من أراضيهم، ويقعد المكتب بالأشهر دون أدنى مخالفة..

قال نزلت ضيفا على أحد الأصدقاء في حضرموت، ودخل شخص مقطع القميص أو الشميز، وينتعل شبشب أوشنبل مقطع أيضا، وسألهم من هذا قالوا له هذا قائد معسكر ظروفه صعبة كان قائداً في ذمار وصعدة، وكان مرتاحاً يبيع مونه ورصاص، وتغذيه ومدافع اليوم في حضرموت لا يوجد من يشتري منه طلقة واحدة بالعكس بعض التجار يهدون للمعسكر ببعض ما لديهم..

المهم، وبعد استضافته لأكثر من أسبوع مر على كل المسؤولين وآخرهم رئيس محكمة الاستئناف، قال عليه دخل ديوان المقيل ومعه قليل جدا من القات، واتخذ زاوية في الديوان، وبعد ما قرح عرق القات تساقطت الدموع من عينيه وهو صامت، وسأل صديقه ماله القاضي، قال يا عزيزي هذا آخر عمل له كان في محافظة إب، ويقعد كل مرة يشرح لهم كم كانت تأتي له من هدايا، العسل والسمن والكباش والمال والقات كان في قمة النعمة.. ومنذ تعيينه في حضرموت ولا ريال واحد، المواطنين كلهم متصالحون، ولا توجد خصومات أو مشاكل ولا قضايا..

ذكرني أخي الأستاذ أحمد الفضلي بأحد كبار الكتاب في لبنان قال النكتة الهادفة أعظم من عشرات الكتب والمقالات..

وهذا هو الأخ أحمد خلال فترة زمنية وصلت نكاته الهادفة إلى أعلى مستويات الدولة وكثير من هذه النكات كان لها دور كبير في تصحيح الكثير من الفساد والعبث الإداري..

أتمنى لك كل الخير والسداد والصحة والعمر المديد ومزيدا من الإبداع أيها الصامد والناقد والثائر المؤمن بأنه ملك اليمن، ولم يتح لأي جهة أن تتملكه.