السياسة ليست دائماً ضجيجا وخطابات نارية، بل هي أحياناً لغةٌ تُنقل بالهمس، تُبنى بحركاتٍ مدروسة، وكلماتٍ مُقتَصَدة، وتنافسية صامتة .
لكن كيف تُصمَّم استراتيجية أداء سياسي ناجحة تعتمد على "لغة الهمس" دون أن تفقد قوتها؟
الهمس ليس ضعفاً.. إنه فن التوقيت ، فالسياسي الذكي يعرف متى يتحدث، ومتى يصمت، ومتى يَستخدم إيماءةً بسيطةً أو نظرةً مُتعمدةً لنقل رسالةٍ أكبر من ألف خطاب.
الاستراتيجية هنا تبدأ بفهم "اللحظة": متى تُعلن موقفك؟ ومتى تترك الفراغ ليُفسره الآخرون لصالحك؟ الصمت قد يكون سلاحاً حينما يتحول إلى لغزٍ يدفع الجمهور لتأويله كقوة، لا كتردد.
الاستماع قبل الكلام: قراءة المشهد الخفي ، وقبل أن تهمس، تعلَّم أن تسمع جيداً، فالسياسة الناعمة تعتمد على قراءة تحركات المنافس، وتَقلبات الرأي العام، وحتى همسات الشارع التي لا تصل إلى الإعلام، فاستراتيجية الأداء السياسي الفعّال تَصنعها "أذنٌ واعية" أكثر من لسانٍ طويل.
وختاما: الهمس قوةٌ لا تُرى
في عالمٍ تَغمره الضوضاء، قد يكون الصوت الهادئ هو الأكثر صموداً، و استراتيجية الأداء السياسي القائمة على "لغة الهمس" لا تهدف إلى الفوز بلحظة، بل إلى حفر وجودها في العقل والقلب ببطء. هي لعبةُ المثقفين بالسياسة، حيث الكلمة تُهمس، لكن صدّاها يبقى.
—
عبدالعزيز الحمزة
الاربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥م