آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-12:16م

ذهب من كل شيء أحسنه حتى السرق

السبت - 15 فبراير 2025 - الساعة 05:06 م
عبدالقادر حاتم

بقلم: عبدالقادر حاتم
- ارشيف الكاتب


يقال إن قاضيا في صنعاء القديمة أيام الإمام كان يذهب للجامع، وينزل إلى بركة الجامع للاغتسال، ثم يطلع من بركة الماء، وقد سرقت ملابسه وخلال دقائق يحضر ابنه حاملا ملابس لأبيه؛ لأن السارق بعد سرقته يذهب إلى بيت القاضي يعلمهم بأن القاضي سرقت ملابسه..


بعد الثورة المباركة دخل القاضي إلى البركة للاستحمام، وسرقت ملابسه ولم يذهب السارق لإبلاغ أسرة القاضي..

وقعد القاضي ينتظر من ينجده طويلا دون فائدة، فأطلق العبارة المشهورة ذهب من كل شيء أحسنه حتى السرق..


اليوم طالعتنا الأخبار بأن الأخ عبد الحافظ السما رئيس شركة كمران أكل الجمل بما حمل فساداً لم يخطر على بال في شركة كمران مع أنني كنت أعرف الأخ عبد الحافظ أنه محترم فما جار عليه، حتى يصبح بهذا الجبروت في الفساد الذي فاحت رائحته من الأردن والعراق حتى وصلت اليمن..


كنا في الماضي نتحدث عن جبروت توفيق صالح وسيطرته على شركة كمران التي كان يعتبرها إحدى شريكاته، وقد عاث فسادا وتكبرا وعنجهية، وكان يطرد أعضاء مجلس الإدارة من باب الشركة، ووصل به الحال أنه كان يعتبر نفسه المالك الرئيسي للشركة وفوق هذا وذاك لم يصل لما وصل له الأخ السما من نهب وتبذير لممتلكات شركة كمران..

اتقوا الله في أموال الدولة ومقدراتها..

وحقا وصل بنا الحال لأن نستذكر مقولة قاضي صنعاء القديمة!!!

[ذهب من كل شيء أحسنه حتى السرق]


[الأهم]

هناك لجنة من مجلس النواب تحركت إلى الأردن للتحقيق في هذا الشأن ترى هل سيكون لهذه اللجنة صلاحية الكشف عن هذا الفساد، وإحالته إلى الجهات المعنية

أم سيكون ضمن عشرات لجان المجلس التي غابت مع تقاريرها لمواضيع شتى، وأصبحت جزءا من الكارثة..

ليس لكون هذه اللجان فاسدة، لكن لأن المجلس في واد والسلطات الأخرى في واد آخر

وما أعرفه من هذه اللجان، لجان تحترم نفسها كثيرا، ويهمها مصلحة الوطن، لجان ترفع تقاريرها القوية،

ولا يخلو الوضع من لجان تعيش العوزة والتقشف والحاجة، وقد تضطر إلى ما لا يكون في البال والحسبان.