آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-12:16م

نحنُ شعبٌ ظالم ومزعج

السبت - 22 فبراير 2025 - الساعة 05:24 م
عبدالقادر حاتم

بقلم: عبدالقادر حاتم
- ارشيف الكاتب


يا الله كم نحن شعب مزعج!! قاداتنا أحبابنا

يفرضون علينا طوقا من الجوع والحاجة للقمة العيش فقط من باب التربية والحب، وليس من باب العذاب ونحن عصاة لا نصبر..

مع أننا نحاول الصبر، ونحاول السكوت ونحاول كل شيء حتى حاولنا الموت، ومات الكثير مننا، وبلغنا ذروة القهر..


نحن شعب مزعج وعنيد نعاني كل الآلام وصنوف

الأمراض، ولا نستحمل مع أن كل قياداتنا تتعالج خارج الوطن، ولم نطلب مساواتنا بهم ومع ذلك نشعر أننا أرهقناهم؛ مما نبوح به ببعض آلامنا وأحزاننا علينا، وعلى من رحل منا بعد أن اعتذرنا لضميرنا المجمد في ثلاجات الموتى وعنابر المفقودين، ومن ناحية أخرى وشاذة لا ينفع الشعب كلهم يتعالجون في الخارج بما يعني إذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر، وإذا اغتنى القادة أيضا سقط الغنى عن الشعب..


نحن شعب بلا مردود، ولا دخل يومي كشعوب العالم وقاداتنا ينعمون بمختلف أنواع العملات من الريال السعودي إلى القطري إلى العماني إلى الدينار إلى الدولار، وكلنا حبا واحتراما وتفان مع كل رصيد يزيد ويرتفع لقادتنا الذين يبذلون جهودهم معهم وذويهم، وهذا لا يعني فسادا بقدر ما يسجل لصالحهم بأنهم أذكياء استطاعوا حلب هذه الدول، واستطاعوا أن ينوعوا مصادر دخلهم..


نحن شعب حاسد، وحاقد، نحسد أبناء المسؤولين الذين يعيشون حالة البذخ والصرفيات المبالغ فيها داخل وخارج الوطن نحسد تشكيلة وأنواع سياراتهم وشققهم وفللهم وفسحهم في كل دول العالم لهذا نعتذر ولن نمارس هذه العادة السيئة مجددا حتى ولو أن آباءهم باعوا الوطن بشعبه وناسه وتراثه وثرواته من باب المحافظة على بيعنا موحدين خيرا من بيعنا، وقد تمزق الوطن..


نحن شعب خرجنا بثورة من أجل تحسين الحال للكل، واكتشفنا أننا حسَّناواصلحنا حال عدد من الأشخاص لا يزيد عددهم عن عدد أصابع اليد

وأصبحوا تجارا وسياسيين وأصحاب قنوات ومؤسسات وصولات وجولات

ونحن دمرت أحوالنا وأوضاعنا، وها نحن نتوسل رب العباد أن يزيد ثرائهم وجبروتهم حتى نؤكد للجميع بأننا شعب يعلون على كل الصغائر، نحن شعب تحول من شعب عرطة إلى شعب في ورطة، نحن شعب كان يعيش قشور الغلطة، وأصبح اليوم يعيش لب وجوهر الغلطة..

نحن شعب يجلد نفسه، ويضحي بكل شيء من أجل راحة بال حكامه، نحن شعب نادر ومختلف عن كل الشعوب،

باختصار نحن شعبٌ هبة الحاكم..