رغم تعارضي السياسي مع فكر زيلينسكي في تعاطيه مع المحيط الخارجي به ، إلا أنه أوجد لنفسه مكاناً في عالم الفضاء السياسي بما يحمله من حب وولاء لوطنه. قل من أمثاله في هذا الزمان، حيث لم ينحني لأكبر دولة في العالم رغم دعمها اللامحدود الذي بلغ اكثر من مائة مليار دولار .
لم يرفع علمها، ولم يشكرها في خطاباته، لإدراكه ووعيه بالقضايا المصيرية المتعلقة بشعبه.
في اليمن لم نعي ذلك ولم ندرك موقعنا الجغرافي على الخارطة السياسية. لذلك، ومن أول هبة لرياح الربيع العبري سلمنا دفة الحكم لدول الخليج ورضينا بأن نكون تابعين لهم مقابل بخس من المال.
بعنا السيادة والشعب والجزر لكي نبقى على هرم السلطة.
لم نحمل في وجداننا وضميرنا ما يحمله زيلينيسكي لشعبه ووطنه.
تخلينا عن القيم والمبادئ وارتضينا بالهيمنة الخارجية.
اليوم أظهرت لنا وطنية زيلينيسكي دروساً قيمة في الحب والولاء للوطن.
لقد اثبت للعالم حبه لسيادة وطنه وكرامته
ذلك الحب الغير مشروط امام ترامب .
في حين أظهر لنا العليمي خضوعه التام للهيمنة الخارجية في القرار السيادي لوطننا مما أدى الى فقدان السيادة والكرامة للوطن والشعب.
لقد اصبح زيلينيسكي مثالاً يحتذى به في التعامل مع القضايا الوطنية ليس لشيء بل لانه وضع مصالح شعبه ووطنه في المقام الأول في تعامله مع الشركاء
في حين ظل العليمي ومن معه مثالاً للخيانة والعمالة في بيع السيادة والكرامة.
لست أعلم هل هذا عن غباء وعدم فهم أم عن قصور في الوعي الجغرافي والسياسي،
مما ادى الى فقدان السيطرة على القرار الوطني.
اليوم زيلينيسكي يعلمنا درسا كيف يمكن للقائد أن يظل مستقلاً في تعامله مع القضايا الوطنية الخاصة بمصالح الشعب والسيادة وان يبقى صلباً وسداً منيعا لهذا الشعب مهما بلغت الضغوطات الخارجية.
لهذا علينا وعلى قادتنا التعلم والإستفادة من تجربته وتطبيقها على الواقع لكي نتمكن من استعادة السيادة والكرامة فلا زال معنا في الحبل عطفة كما يقول المثل.
فهل سيفعلها العليمي ويخرج نفسه وشعبه من جلباب التبعية الذي ارتداه أم أنه ارتمى بكل جوارحه هو ومن معه في بحر العمالة ؟
*✍🏻حسين البهام*