آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-03:52م

بين أنوار القرآن.. مشاعر تعجز عن الوصف

السبت - 29 مارس 2025 - الساعة 01:35 ص
عبدالعزيز الحمزة

بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب


لا أدري من أين أبدأ، فالكلمات مهما زُخرفت تبقى عاجزة عن وصف سعادتي وأنا أعيش هذه اللحظات المباركة بين أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته. شعورٌ يملأ القلب طمأنينة، وأجواء روحانية تحيط بكل من حضر، وكأننا في رحاب السماء، نستنشق عبير النور الرباني، ونرتوي من معين الحكمة الإلهية.

لقد كان هذا الحفل أكثر من مجرد تكريم، بل كان مشهدًا مُبهجًا يعكس عظمة هذا الكتاب العظيم الذي لا تنقضي عجائبه، ويُبرز جهد القائمين على تعليمه ونشره. رأيت فيه وجوهًا أشرقت بأنوار الإيمان، وعيونًا تلألأت بفرحة الإنجاز، وقلوبًا عامرة بحب القرآن. كيف لا، وهو كلام الله الذي به ترتفع الدرجات، وبه تنال البشائر، وبه تسعد القلوب وتنشرح الصدور؟

ما أروع أن تجد نفسك بين أناس جعلوا القرآن رفيقهم، يحفظونه في صدورهم، ويجعلونه منهجًا لحياتهم! لقد أذهلني الإتقان الذي ظهر في تلاواتهم، والتألق الذي شعَّ من كلماتهم، والأدب الجم الذي تجلى في تعاملهم. إنهم بحق أهل الله وخاصته، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يستحق التكريم غيرهم؟

كان الحفل تحفة متكاملة، نُظم بإبداع، ونُفذ بإحكام، فكان أشبه بلوحة فنية رسمها الإيمان، وصاغها الإخلاص، وتزينت بأنوار القرآن. لقد أحسست أنني في واحة من الجمال الروحي، حيث تجتمع الأصوات الندية مع المشاعر الصادقة، ويتلاقى النور بالقلوب الخاشعة.

خرجت من هذا الحفل بشعور لا يوصف، بروح متجددة، وعزيمة متقدة لأكون أقرب إلى القرآن، وأكثر دعمًا لمراكزه وحلقاته. لقد أيقنت أن أعظم استثمار هو الاستثمار في تعليم القرآن، وأدركت أن الأمة التي تحمل القرآن في قلوب أبنائها، لن تعرف الذل أبدًا، ولن تُهزم ما دام نور الوحي يضيء طريقها.

فيا أيها المحبون للخير، يا من تبحثون عن أبواب الأجر التي لا تغلق، ادعموا مراكز تحفيظ القرآن، انفقوا في سبيل نشره، احتضنوا الحَفَظَةَ، شجعوا أبناءكم على حفظه والعمل به، فهذه هي التجارة الرابحة، وهذا هو الطريق إلى النور والهداية.

شكر وتقدير لمن يستحق

ولا يفوتني في هذا المقام أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لراعي هذا الحفل الكريم، الشيخ عوض محمد المجعلي، على دعمه السخي ورعايته الكريمة لهذه الفعالية المباركة، فجزاه الله خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته.

كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة أبين، ممثلة في أمينها العام الشيخ الدكتور عبدالمجيد الخضر، ومديرها الشاب الرائع بلال عثمان القاضي، على جهودهم العظيمة في خدمة كتاب الله وتعليمه، وعلى عطائهم المتواصل الذي يسهم في صناعة جيل قرآني مبارك، فجزاهم الله عن القرآن وأهله خير الجزاء.

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء همومنا، وارفعنا به في الدنيا والآخرة. اللهم بارك في كل من يسعى لنشره وتعليمه، واحشرنا جميعًا مع أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك.

أخيرًا، شكرًا لكل من كان سببًا في هذا الحفل الرائع، وشكرًا لكل من سهر واجتهد ليُخرِج هذه النماذج المشرقة من حفظة كتاب الله. مبارك للحفظة، ومبارك لكل من دعمهم وساهم في هذا الخير العظيم.

،—-----------

✍️ عبدالعزيز الحمزة

الجمعة ٢٨ رمضان ١٤٤٦هـ