* تسقط أقنعةٌ وتنكشف وجوهٌ،
وتزول بهاريجُ ومساحيقُ
بفعل حرارة شمش النهار،
وارتفاع منسوب الذكاء الاصطناعي،
وهبوب أعاصير المطر و الغبار..
تصدمك قباحة الثقة،
و مرارة الحقيقة،
وانهيار الآمال
في أقلّ من دقيقة،
فتمزق نياط نفسك الرقيقة..
لكنك تتجاوز و تتفهَّم،
وتحاول و تتألَّم،
و تتحمَّل وتتعلَّم
بتكرار الخيبات،
ودروس الصفعات،
وإيلام الصعقات
على أنك، بعدُ، تتقدَّم،
وتستوعب معاني الحياة،
والعمر لمَّا يصل إلى مداه،
في ظل سياط الظالمين،
وقهر السجون، وصراخ الآه،
وانهيار ميزان الأمانة،
وتفسُّخ منظومة القيم،
وسيادة القهر والندم..
وتبقى حزينًا، مكسور الجناح..
تندب زمانك الريَّان الذي راح..
تمرُّ الليالي عليك كئيبة،
ويجفُّ ينبوعك الصافي،
وتصفرُّ أغصان أشجارك،
وتتصَّحر حدائق فرحك
على إيماض جمر نارك
في وهدة الليالي الجديبة،
وتتمزَّق شوقًا جارفًا، نازفًا
كلما أزهر ماطرك،
و جاش بصدرك،
و لاح بخاطرك
خيال وأحضان الحبيبة.
تستعيد التوازن قليلًا،
و ما تنفكُّ تفتش عن جديد مسار..
عن قناديلِ عشق، وعناقيدِ ثمار..
تحفر، في كوَّةٍ، في الجدار
عن حبٍّ جديد..
عن توهُّجٍ مديد
يشرق به النهار،
وتبدأ به عشق الحياة،
لتنطلق من جديد
بعزم من حديد..
تدكُّ به كل شرور الجوار،
وأشواك الطريق الظلامي، الطويل.
