نظمت جامعتا عدن والوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية صباح اليوم الخميس 23 يناير 2025م في رحاب كلية الآداب بجامعة عدن الندوة العلمية الدولية "المفكر الإسلامي العلامة الدكتور أبوبكر العدني بن علي المشهور.. منهجيته الوسطية وأفكاره التجديدية" تحت شعار (من أجل الاستفادة من تراث علماء الأمة في معالجة تحديات الواقع ومشكلاته)، بمشاركة واسعة لعدد من وكلاء الوزارات، وممثلي عن السلطة المحلية بمحافظتي عدن وأبين، ونواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، ونواب العمداء، وأساتذة الجامعتين، والمشائخ ورجال الدين، والصحفيين، والنشطاء، والمهتمين.
وفي مستهل الندوة العلمية التي حظت برعاية كريمة من دولة رئيس الوزراء الدكتور/أحمد عوض بن مبارك، ألقى رئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور/الخضر ناصر لصور كلمة أكد فيها على أهمية هذه الندوة التي تأتي في إطار نشاط جامعة عدن الأكاديمي ورسالتها الاجتماعية والعلمية والأدبية بعيدًا عن أي استقطابات أو مناكفات، وإن الجامعة منبر علمي تحرص على نشر ثقافة السلام والتآخي والتآلف وإبراز دور العلماء والمفكرين، مشيرًا بأن العلامة المشهور قد أسهم بشكل كبير بإنتاج فكري غزير يدعو إلى الاعتدال والدعوة إلى الله بالحكمة في الوقت الذي نأى كثير من المفكرين الإسلاميين عن طرح هذه المسائل لأسباب عديدة.
وقال إن هذا النشاط العلمي يُعد خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الأكاديمية والبحثية والتعليمية بين جامعتي عدن والوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية، بما يعود بالفائدة على الطلاب والباحثين، منوهًا بإن جامعة عدن تحرص على الاحتفال بالعلماء وتحيي أفكارهم التي أسهموا من خلالها في نهضة الأمة وتقدمها، وجعلها منارة يهتدى بها، مبينًا إن العلامة المشهور هو ابن جامعة عدن الذي تخرج منها في عام 1976م من كلية التربية والآداب، وحصل منها على الدكتوراه الفخرية، ونظرًا لارتباطه الوثيق فإن جامعة عدن ستعمل على تسمية إحدى القاعات الكبرى باسم العلامة المشهور تقديرًا لدوره التنويري وإنتاجه الفكري الكبير الذي شكل نقطة مضيئة في سماء المعرفة التي نهتدي بها.
فيما أشار الاستاذ الدكتور/خالد عمر باسليم وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن الوزارة تشجع كثيرًا مثل هذه الأنشطة العلمية والفكرية وما تمثله من دراسة عميقة لأحد العلماء في بلادنا وما بذله من جهود طيلة حياته في تكريس منهج الوسطية والاعتدال الذي جاء به ديننا الحنيف والسنة النبوية، مشيدًا بالتعاون بين جامعتي عدن والوسطية في تنظيم مثل هذه الفعاليات، ناقلًا لجميع المشاركين تحيات وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي كان حريصًا للمشاركة فيها.
وفي كلمة للدكتور/عبدالله عبدالقادر العيدروس رئيس جامعة الوسطية الشرعية، أكد خلالها إن هذه الندوة تأتي لتجدد التأكيد لحاجة مجتمعنا الإسلامي وواقعنا المعاصر إلى البحث عن السبل والحلول لكثير من المشكلات ومواجهة معاول الهدم التي تنخر في عضد مجتمعنا وتسعى إلى تفتيته، ووفقًا لأهداف الندوة ومحاورها جاءت الأوراق العلمية لتظهر للقارئ والمهتم جوانب من عطاءات ونتاجات هذه العلم الإسلامي، معبرًا عن شكره وتقديره الكبيرين لقيادة جامعة عدن ممثلة بالأستاذ الدكتور/الخضر ناصر لصور رئيس الجامعة لجهوده المبذولة في الإعداد والتنظيم لهذه الندوة، ولكل من ساهم في إنجاحها.
وأكدت كلمة أربطة التربية الإسلامية التي القاها الشيخ أبوبكر الهدار، وكلمة مجلس مكتب الموجه العام التي ألقاها الأخ نزار أبوبكر المشهور، على أهمية وأهداف الندوة في إبراز منهجية الوسطية عند الداعية الإسلامي الدكتور أبوبكر المشهور وأفكاره التجديدية، والدور الواجب في استلهام أفكاره وتجسيدها في واقعنا المعاش، وعلى أهمية الموروث العلمي والفكري وما تركه من وفرة وغزارة في إنتاجه وخطبه ومحاضراته ومؤلفاته، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي لدى المجتمع المسلم في مواجهة كافة التحديات والمخاطر والحث على التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وكان الأستاذ/عبدالرقيب أحمد العطاس رئيس مجلس الأمناء بجامعة الوسطية الشرعية، قد ألقى كلمة اللجنة التحضيرية لفعالية الندوة العلمية بين خلالها إن الأمم والشعوب لا تتقدم ولا تصل إلى ريادتها إلا من خلال أعلامها الذين يصيغون بأفكارهم ومشاريعهم معالم النهوض ويضيئون بها عتمة المراحل، مشيرًا بأن الجامعة التي أسسها العلامة المشهور تعقد بالشراكة مع جامعة عدن هذه الندوة التي تتضمن اهم قضية عمل من أجلها وهو نشر منهجية الإسلام القائمة على الوسطية الشرعية بل وإحياء روح التجديد والإبداع لصناعة مشروع نهضوي للأمة، وبث معاني السلام والأخوة المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
وألقيت في الندوة عديد من الكلمات من المشائخ والعلماء الأجلاء أشاروا من خلالها بأن الندوة العلمية اليوم تأتي تواصلا للنهج الذي اختطه مؤسس جامعة الوسطية الشرعية العلام أبوبكر المشهور، وواجب الجميع أن يحيي هذا النهج بما يسهم في تعزيز التوعية للسير على منهجه الرباني والاقتداء بالسنة النبوية ونشر رسالة المحبة والسلام.
وقدمت في الندوة عديد من الأوراق والأبحاث العلمية في جلساتها الأولى التي ترأسها الأستاذ الدكتور/حسين باسلامة وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق، والدكتور/ على المشهور القائم بأعمال رئيس جامعة الوسطية سابقًا، تناولت عدد من المحاور عن حياة العلامة المشهور وإبداعاته ومؤلفاته وأفكاره التي أسهمت في معالجة عديد من المشاكل والمسائل العقائدية والفكرية، ورؤيته التجديدية في الفكر الإسلامي، ومنهجيته في معالجة الإفراط والتفريط، ودوره في التجديد للخطاب الديني، والمقاربة بين علوم الشرع والعلوم الاجتماعية.
كما تناولت الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور/ عبدالحكيم محمد العراشة، والدكتور فضل عبدالله الربيعي، الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي في فكر ومنهج وحياة المشهور، والملكة القرآنية في تصوير النص واستنطاقه لإيجاد معالجة المرحلة المعاصرة لدى العلامة المشهور، ودوره في الحياة الثقافية "الشعر نموذجا"، ومنهجه في جمع الأمة على القواسم المشتركة من خلال المنظور والمسطور، وفي فقه التحولات.
عقب ذلك تم تكريم رئيس جامعة عدن، ورئيس جامعة الوسطية، وعمداء كليتي الآداب والإعلام بجامعة عدن، ومجلس الأمناء بجامعة الوسطية، واللجان المشاركة، وكل من ساهم في إنجاح هذه الندوة.
