عندما يسكت أهل الحق عن قول الحق ، يظن الفسدة وأهل الباطل انهم على الحق.
ولكننا حاليا في حضرموت نلاحظ أن صوت الحق بدأ يتصاعد هذه الايام، وتتزايد حدة الانتقادات للفسدة وأهل الباطل و لكثير من مظاهر الفساد ، التي تعيشعها حضرموت وتكتوي بنارها. وتمتلئ صفحات السوشيال ميديا بالمنشورات والمقالات المنددة بحالات الفساد التي أستشرت في حضرموت في مجالات الكهرباء والعقار والنظافة والتحسين ومقاولات الطرقات والمنشآت الحكومية والمدرسية والتغذية والتوظيف والميازين والقضاء وغيرها من المجالات الحياتية والخدمية للحضارمة. وتعتبر هذه الصحوة في مكافحة الفساد والمفسدين، ظاهرة صحية تصاعدت وتيرتها قريبا في حضرموت بعد طول سكوت، وسيكون لها الاثر الكبير في الحد من مظاهر الفساد وكبح جماحة ،و الذي استشرى وتغول في بلادنا، وأصبح يأكل الاخضر واليابس، وسيحول حضرموت الى أرض جدباء، يعاني أهلها من المجاعات ونقص الخدمات والأوبئة والفقر وغلاء المعيشة، وهي التي تسبح فوق بحيرات النفط ومناجم الذهب وتحيطها البحار الغنية بالاسماك، وتمتلئ خزائنها بالثروات والايرادات التي تنعم بها، والتي يمتصها ناهبي الثروات والخيرات وهوامير الفساد ، الممسكين بتلابيب الدولة العميقة في المركز والمحافظة.
وفي هذا السياق تجري هذه الايام، الجهود الحثيثة لمجموعة خيرة من النخب الحضرمية، ممن تصدوا بالقول والفعل لبعض مظاهر الفساد ، لتشكيل هيئة أهلية مستقلة لمكافحة الفساد، وتعزيز النزاهة والشفافية في حضرموت. حيث عقدوا عدة جلسات فيما بينهم ، أقروا فيها تسمية المكون ونظامه الداخلي وحددوا رؤيتهم وإهدافهم وأساليب عملهم، وهم يسعون حاليا لاستكمال أجراءات الحصول على التراخيص القانونية للعمل.
وستشكل هذه الهيئة المسماة بهيئة حضرموت لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في حضرموت ، كيانا أهليا حاضنا، لكل الجهود الخيرة لمكافحة الفساد ، سواء العاملة من داخل الهيئة او من خارجها ، وستصبح باذن الله العين الكاشفة والسيف المسلط على رقاب كل الفسدة، الذين ينهشون في جسد حضرموت ويمزقونه اربا ، دون خوف او وجل من الله ومن الناس.
وقد حددت الهيئة رؤيتها وأهدافها وأساليب عملها، باعتبارها، مكون أهلي حقوقي تطوعي مستقل غير حكومي وغير سياسي، يضم مجموعة من النخب الحضرمية من مختلف التيارات السياسية والمدنية وتنوع الطيف الحضرمي.
وتسعى لأجل تعزيز الشفافية و النزاهة ومكافحة الفساد ، في المرافق الحكومية بالمحافظة ، و لخلق بيئة عمل في تلك المرافق تتسم بالنزاهة، والشفافية، والصدق، والعدالة، والمساواة. وبهدف حماية المال والعقارات العامة والثروات النفطية وغيرها، ومحاربة الفساد، والقضاء عليه، وتطهير المجتمع من آثاره الخطيرة، وتبعاته الوخيمة على حضرموت و مؤسساتها، وأفرادها، ومستقبل أجيالها.
ويتمثل عملها وفقا وأهدافها وبرامج عملها باعتبارها هيئة رقابية مجتمعية تقدم النصح والمشورة لهيئة مكافحة الفساد ولقيادات المرافق وقيادة السلطة المحلية، وتنوير الحضارمة باخطار الفساد على مستقبلهم، وتشكيل رأي عام قوي ضاغط على المرافق والسلطة المحلية، لمحاربة وتجاوز الفساد في حضرموت وتعزيز النزاهة والشفافية في العمل، والدفاع عن الاقلام التي تكافح الفساد والمفسدين وتتضامن معهم وتنسق نشاطاتها معهم، في مختلف القطاعات التي ينخرها الفساد ، كما تسعى ايضا لخلق روابط وعلاقات عمل جيدة بالمنظمات الحقوقية والهيئات المقابلة الاقليمية والدولية وتبادل الخبرات والتدريب معها.