عمال وموظفي اليمن في عيدهم فرحة قتلها انقطاع المرتبات

يحتفل العالم بـ يوم العمال العالمي في اليوم الأول من شهر مايو سنوياً وفي هذا العام 2022م  يتزامن يوم العمال العالمي مع اليوم الأخير من شهر رمضان والاستعداد لاستقبال أول أيام عيد الفطر المبارك كان مفترض ان تكون الفرحة فرحتين ولكن يحتفل عمال العالم باستثناء عمال اليمن الذي يكابدون مرارة انقطاع مرتباتهم منذ اكثر من خمس سنوات ليس بسبب الحرب حيث كانت المرتبات مستمرة لجميع عمال وموظفي الدولة في اليمن حتى مع اشتعال الحرب لم تتوقف المرتبات  توقفت بسبب خلل اداري في البنك المركزي اليمني حيث تم فجأة نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء الى عدن وتسبب ذلك  في تمزق وتشتت الإيرادات التي كان يتم توريدها من جميع محافظات اليمن الى البنك المركزي في صنعاء وكان يتم دفع مرتبات جميع عمال وموظفي الدولة في جميع المحافظات دون تمييز وبلا استثناء.. وجاء نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن بمبرر ضمان استمرارية صرف المرتبات وحصل العكس وانقطعت ...

صناعة فرحة في قلوب مليون ونصف مواطن يمني بصرف مرتباتهم المنقطعة تحافظ على كرامة واحترام الدولة لعمالها وموظفيها باجراء بسيط ..

رغم تزامن عيد العمال العالمي هذا العام مع احتفاليات عيد الفطر المبارك الا ان مناسبات الأعياد للعمال والموظفين في اليمن المتوقفة رواتبهم أصبحت كابوس يأنون له ويتألمون بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف العيد من ملابس لأولادهم وحلويات العيد وايجار المنزل ولقمة العيش وقيمة جرعة دواء يكابد الكثير من العمال والموظفين ألم الجوع والمرض بسبب انقطاع المرتبات عنهم منذ اكثر من خمس سنوات على التوالي ...

كنا نتوقع انفراجه لموضوع مرتبات موظفي وعمال اليمن بالتزامن مع الهدنه الإنسانية ومع المعلومات الأوليه بأن مرتبات موظفي الدولة سيتم صرفها وبأثر رجعي منذ توقفها مع استمرار صرفها دون انقطاع ولكن ؟

كانت تلك المعلومات بصرف المرتبات سراب حيث انقشعت الحقيقة عن واقع مؤلم واستمرار توقف وانقطاع مرتبات عمال وموظفي اليمن ...

مليون وخمسمائة الف اسرة يمنية جرفتها معاناه ووجع وألم انقطاع المرتبات كانت تعولها مرتبات الموظفين والعمال بتوقفها انقطع شريان الحياة الذي كان يمدهم باهم احتياجاتهم ..

لم يتسبب انقطاع مرتبات عمال وموظفي اليمن فقط في حرمان الموظفين من مرتباتهم بل تسبب أيضا في انهيار العملة لوطنية بشكل متسارع وخطير بسبب العبث الكبير الذي تم في السيولة النقدية وتشتتها وتشتت الإيرادات العامه كانت المرتبات تحافظ على توزيع للسيولة النقدية على جميع الموظفين والعمال وتحافظ على تحرك السيولة بشكل واسع في جميع المحافظات.

في كل جولة مفاوضات بين الأطراف في اليمن كان يتم ادراج صرف مرتبات عمال وموظفي الدولة ضمن بنود الاتفاقات المبرمه والتفاهمات المتفق عليها ولكن ؟

عند التنفيذ تتوقف الجهود ...

في تفاهمات استوكهولم كانت مرتبات عمال وموظفي اليمن ضمن نقاط التفاهم على ان يتم تخصيص موارد ميناء الحديدة وتوريدها للبنك المركزي في الحديدة  لدفع مرتبات موظفي الدولة على ان يقوم البنك المركزي في عدن بتغطية فارق المبالغ المالية المطلوبة لاستكمال تكلفة المرتبات ..

وتوقفت تلك الجهود وفي نهاية شهر مارس وبدايات شهر ابريل 2022م تداولت اخبار غير مؤكدة على انه سيتم صرف مرتبات جميع عمال و موظفي الدولة في اليمن وبأثر رجعي منذ انقطاعها ووفقاً لكشوفات عام 2014م المتوافق عليها والمسلم نسخة منها للأمم المتحدة منذ خمس سنوات ...

لو تم صرف المرتبات لجميع موظفي الدولة وبأثر رجعي بالتزامن مع الهدنه الإنسانية لتقدمنا خطوة كبيرة نحو تحقيق السلام والخروج من قوقعه العناد غير المنطقي ...

شارفت الهدنه الإنسانية على الانتهاء والذي تم تحديدها بفترة شهرين فقط ونخشى بعد انتهاء الهدنه ان تعود الحرب اشد ظراوة مما كانت بسبب انعدام الثقة بين الأطراف وعدم حصول أي تقدم في أي نقاط التي تم التوافق على انفاذها اثناء الهدنة الإنسانية ...

من سيمدد الهدنة الإنسانية لشهرين اخرين ولسنه قادمة تمهد لايقاف للحرب وسلام مستدام هي خطوات عملية في الميدان وملموسة من الشعب اليمني وصرف مرتبات جميع عمال و موظفي الدولة في اليمن وفق كشوفات عام 2014م المتوافق عليها وبأثر رجعي منذ انقطاعها سيحقق انفراجة كبيرة في جهود السلام ...

ورغم كل التشاؤم الذي يلف ملف صرف مرتبات جميع عمال وموظفي الدولة في اليمن لكن ؟

مازال هناك وميض ضوء وجهود حثيثة لم يتم الإعلان عنها بخصوص صرف مرتبات جميع موظفي الدولة منذ انقطاعها خصوصاً ونأمل أن يتحقق ذلك قبل انتهاء فترة الهدنه الإنسانية بتحقق دفعه كبيرة لجهود السلام في اليمن ..

وفي الأخير :

نتقدم الى جميع عمال وموظفي اليمن بجزيل التحايا والتقدير بمناسبة يوم العمال العالمي الذي نأمل أن تثمر الجهود الحثيثة التي تتم حالياً ويتم صرف مرتبات جميع عمال وموظفي اليمن وفق كشوفات عام 2014م المتوافق عليها والذي يحتاج الموضوع الى إرادة فقط فالكشوفات جاهزة ...

صرف مرتبات جميع عمال وموظفي اليمن سيشكل فارق ومنعطف كبير وهام في وضع اليمن وستكون خطوة إيجابية نحو تحقيق السلام المستدام لاتقل اهميه عن الهدنه الإنسانية ..

إغاثة مليون ونصف اسرة يمنية بمرتبات من يعولهم من موظفين وعمال  بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للعمال او على الأقل في نفس الشهر شهر مايو سيحقق نقطة إيجابية هامه وستفتح طريق هامه نحو تحقيق السلام لا يوجد من يرفض صرف مرتبات جميع عمال وموظفي اليمن منذ انقطاعها ولكن ايضاً لا يوجد من يتحمل المسؤولية ويصرفها ليعزز من دوره الإيجابي ليس فقط في قلوب مليون ونصف عامل واسرهم الذين يتجاوزن عشرة مليون نسمه بل أيضا في قلوب الشعب اليمني الذي سيتحسن الوضع الاقتصادي في اليمن بتوزيع السيولة النقدية لجميع المحافظات وسيضغط لتمديد الهدنه الإنسانية الى نهاية عام 2022م يتم خلالها السير في خطوات تحقيق السلام في اليمن وتحقيق العدالة الانتقالية وسيجبر ضرر الموظفين والعمال الذي توقفت مرتباتهم.

نأمل ان يتم استعادة الروح لفرحة مليون ونصف من عمال وموظفي اليمن في عيدهم فرحة قتلها انقطاع المرتبات.