وجدت نفسي وأنا أتابع حملة التبرعات الشعبية من قبل الشعب السعودي لضحايا الزلزال في سوريا ، والتي جري الاعلان عنها من قبل مركز الملك سلمان للاعمال الإنسانية والاغاثية اولا بأول لحظة بلحظة ، وتظهر حجم التفاعل الكبير للإنخراط في المساهمة للتخفيف من معاناة وتداعيات أثار الزلزال
تلك الحملة بما تتحلى به من شفافية وانضباط وتفاعل كبير دفعت بذاكرتي في تذكر أغرب حملة تبرعات في بلدي اليمن دعت اليها الميليشيات الحوثية في 20 سبتمبر من العام 2016 م ، وحيث لامجال للمقارنة بين بلد تقود العمل الإنساني وبلدي اليمن التي جاءت اليها مليشيات في لحظة غفلة من الزمن .
أدركت فداحة أن تتصدر هذه الميليشيات المشهد وتأتي النتائج كارثية .
حيث كان قد دعا خلال تلك الحملة زعيم جماعة الحوثيين من أسماهم الشعب اليمني، لحملة شعبية لدعم البنك المركزي .
قرر الحوثي جمع التبرعات ، ليس من أجل عمل انساني في بلد ما ..
بل دعم قال انه مخصص للبنك المركزي الذي سبق أن سرق أمواله..
أستمرت حملته الاعلامية ، في تقديم الخطابات العصماء ،عن اهمية تحسين الاقتصاد ، من خلال دعم البنك ، من قبل شعب جائع ، سرق راتبه . وقال له لاحقا أن الحل في أن يتبرع للبنك الفارغ خزائنه.
في حملة أستمرت أسابيع ، في جمع التبرعات ، لدعم البنك . دون أن يصاحبها الاعلان عن حجم المبالغ التي تم تحصيلها ،
وفجاءة توقفت حملة الدعم دون ابدأ الأسباب. ودون اي نتائج.
البنك ظل فارغ من الأموال.
والاقتصاد لم يتحسن كما وعد الحوثي. وكتشف الجائعون أنهم وقعوا ضحية النصب. بعد أن سُرق أخر فلس منهم ..
أتذكر ذالك اليوم ، وأنا اتابع حملات التبرع في المملكة العربية السعودية، لصالح ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا ، واعمال الاغاثة والانقاذ هناك .
ومن أجل ذالك ، وقفت الدولة والشعب ، أمام ندا الواجب .
في تقديم المساعدة ، مع استمرار الاعلان عن حجم المبالغ التي تبرع بها المواطنين اولا بأول ..
ذالك الا يجعلنا نحن اليمنين ، ندرك حجم المأساة الكبيرة، تجاه ميليشيات هدمت المعبد فوق ساكنيه.
وخرجت تواصل الصراخ . تطلب ممن سرقت أموال وموارد دولتهم ، ومقدرات المؤسسات . بل ورواتبهم وحقوقهم . تطلب منهم جمع التبرعات، لحل أزمة البنك المركزي لديها ، الذي يفترض ان يتقاضي الموظفين رواتبهم منه . وبدلا عن ذالك ، وجد الناس أنفسهم ، مطلوب منهم جمع التبرعات لهذا البنك .
والنتيجة في مجملها لا بنك استعاد الأموال ، ولا اقتصاد تحسن . كما هو اصلا معروف . ولا سلم الجائعون ، من سرقة ما تبقى لهم من قوت يومهم . المبالغ المجمعة نهبت ودون حتى الاعلان عن حجم ماتم تجميعه من أموال وهي بالملايين بلمح البصر سرقت دون أن يسأل عنها أحدا بعد ذالك