آخر تحديث :الأحد-19 يناير 2025-02:07م

حكاية القضية الجنوبية(8-9)

السبت - 19 أغسطس 2023 - الساعة 07:10 م
علي سالم بن يحيى

بقلم: علي سالم بن يحيى
- ارشيف الكاتب



جاء تيار الرئيس علي سالم البيض (فك الارتباط) الذي مثلت عودته إلى معترك الحياة السياسية بعد ما يزيد عن 13 عاماً من دخوله عزلة اختيارية لزم خلالها الصمت في منفاه بسلطنة عمان بنهاية حرب 1994م، دفعة قوية للمحتجين الجنوبيين الذين يتزايد عددهم يومياً، وأطل البيض على مشاهدي قناة "عدن" فجر الثلاثاء، 21 مايو 2009م عبر مؤتمر صحفي عقده في ميونيخ بألمانيا، مواكباً لاحتفالات الذكرى الـ19 لإعلان الوحدة اليمنية، مجدداً دعوته المعلنة في 21 مايو 1994م، بفك الارتباط عن الشمال، فارتكزت صورته على سارية الأمل الجنوبي، وصار (معبود) الجماهير، ووصف بالملهم ورئيس الجنوب الشرعي.
شهدت عودة البيض تجاذبات وصراعات بين القيادات التاريخية للجنوب، وتوزعت التيارات و (الحراكات)، وتعددت المفاهيم والحلول المنطقية للقضية الجنوبية. حينها كتبت في صحيفة "الأمناء" شهر فبراير 2010 ، مقالاً بعنوان: "البيض يهزم الجنوب 3/صفر، وعددت تلك الأهداف في دخوله وحدة اندماجية مع الشمال في غمضة عين، تاه وضاع خلالها الجنوب، ثم جاء الهدف الثاني بإعلانه الانفصال، وهو لا يملك قراره ومقوماته وهروبه مع كبار المسئولين، وترك الجنوب يرزح تحت وطأة المعاناة والإذلال، ثم أحرز الهدف الثالث في شباك الجنوب المتخم بالجراح بظهوره بعد فترة عزلة طويلة ورغم الفرح العارم بتلك العودة، إلا إنها جلبت معها عودة للتجاذبات والانقسامات وتعددت مكونات الحراك، والشعب من يضحي ويدفع ثمن الفاتورة غالياً بدمه وحياته.

مع اقتراب تنظيم  بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بعدن (خليجي ٢٠) نهاية العام 2010م، تباينت الآراء بين مكونات الحراك حول الترحيب بإقامة البطولة في اليمن (عدن وأبين)، طالما دول مجلس التعاون الخليجي أقرتها لأول مرة على الملاعب اليمنية، وهناك من عارض على إقامتها، وهدد بعرقلتها، ولم يستجب لذلك القرار، فاستغلت السلطة السياسية ذلك الرفض، للنيل من الحراك الجنوبي ومطالباته، فتراجع مستوى فعالياته، وعملت على الضرب من تحت الحزام ومن فوقه لتشتيت المكونات الجنوبية، والنيل من قياداتها.
وشهد مطلع العام  ٢٠١١م ثورة الشباب ضد  نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، والمطالبة بزوال حكمه ونظامه ومحاكمته، كان الحراك الجنوبي مواكبا لتلك التطلعات الثورية، مؤيدا لأهدافها، فنظم العديد من المسيرات والمهرجانات على مستوى محافظات الجنوب كافة، لكن ظهرت مؤشرات من بعض القوى السياسية في الشمال المحسوبة على الثورة، والداعمة لها تشير أن انتصارها،  وهزيمة نظام الرئيس ينهي القضية الجنوبية، ويرون أن الحل المناسب لها يتمثل في سقوط الرئيس ونظامه، باعتباره سببها الرئيس، وتناسوا هؤلاء (الثوريين الجدد_ وهم في الأساس أحد أركان النظام ودعائمه_ أنهم جزء أساس من المعضلة الجنوبية)، فانكشفت خيوط اللعبة، وحجم التأمر على القضية العادلة، فعاد الحراك لتصعيد فعالياته ومسيراته ومهرجاناته،  والإجماع على هدف  فك الارتباط واستعادة دولته المنهوبة.
يتبع............