البعض يغضب ويحتج ويرتج عندما نتكلم عن مظلومية عدن من يوم الاستقلال الضائع في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م إلى يوميا ، وفي الحقيقة كل مانتكلم عنه هي احداث هم صنعوها بايدهم عندما كانت السلطة بأيديهم ونتيجة ماصنعوه كان الواقع المعاش القائم على الظلم والبغي والطغيان في الأمس واليوم على يد ارهاب سلطة امر الواقع التي فرضتها بريطانيا على عدن عندما سلمت السلطة للجبهة القومية بذون وجه حق في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م بالتحايل على القرار الاممي لاستقلال مستعمرة عدن الدي كان المفروض ان يكون في ٩ يناير ١٩٦٨م ،،،
تبقى المشكلة ليس في ( س او ص ) من الناس ولكن في سلوكيات عقلية من سلمتهم بريطانيا السلطة عمدا بذون وجه حق ، انتقاما منها من شعب عدن نتيجة مشكلات سياسة كانت قائمة حينها بين بريطانيا وبعض الشخصيات السياسية العدنية انذاك الا ان بريطانيا حملت شعب عدن بالكامل وزر تلك المشكلات وتبعاتها ،، وهنا كانت الحماقة البريطانية وارتكبت جريمة سياسية تاريخية ضد عدن ( أرض شعب هوية ) بالتحايل على القرار الاممي لاستقلال مستعمرة عدن ، مقابل تنازل الجبهة القومية على استحقاقات عدن المالية والسياسية والدبلوماسية التي على بريطانيا لصالح مستعمرة عدن بسبب استعمارها ١٢٩ عام وهذا التنازل من الجبهة القومية ليس دستوري ولا قانوني ......
المهم على الاخوة الدي لا يقبلون بنبش ماضيهم الغير نظيف الدي ارتكبوه كان عليهم في حينه التفكير بكل ما اقدموا عليه متناسيين انه كما تدين تدان ، والافضل لهم اليوم التطهر من هذا الماضي من خلال المصارحة والمكاشفة للوصول للعدالة الانتقالية في عدن من العام ١٩٦٧م . لرفع قبضة الظلم والبغي والطغيان المفروضة على عدن بالإكراه من قبل ارهاب سلطة امر الواقع من العام ١٩٦٧م الى يومنا ، وبالتالي الاعتراف بخصوصية عدن الجغرافية والتاريخية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والمدنية واحترام هذه الخصوصية ، وكذلك الاعتراف باستحقاقاتها السياسية والمدنية والحقوقية والتاريخية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، ومنح شعب عدن حقوقه السياسية والمدنية وحقه في ادارة مدينته والحفاظ على امنها كما كان الحال قبل الاستقلال الضائع في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م ، واحترام الهوية العدنية وعدم تهميشها.
اما بقاء الحال كما هو عليه بسيطرة ثقافة العنف والعنف المضاد ، والاستقواء بالسلاح سلوك مفروض على الواقع ، والنظرة لعدن انها مجرد فيد لهم على اعتبار من سيطر عليها حكم الجنوب وبهكذا ستبقى عدن حلبة للصراع المسلح المناطقي على السلطة وستبقى لعنة التاريخ تلاحقهم أحياء و اموات .
هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع فهل يعترفوا صانعي هذا الواقع بما صنعوه حتى تكون الطريق سالكة للوصول للعدالة الانتقالية وجبر الضرر والتعويض العادل في عدن من العام ١٩٦٧م ، وكما سيكون تطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر والتعويض العادل بالنسبة لعدن ، كذلك فهو ايضا مطلب أساسي في عموم اليمن ففي المحافظات الجنوبية والشرقية او ماكانت تعرف بمحيات عدن الغربية والشرقية يكون تطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر والتعويض العادل من العام ١٩٦٧م ، وبالنسبة للمحافظات الشمالية والغربية يكون التطبيق من العام ١٩٦٢م ، حتى يكون تجاوز الماضي بكل جراحه حقيقة وليس مجرد شعارات للتضليل السياسي لارهاب سلطات امر الواقع المتعاقبة في اليمن إلى يومنا .
عبدالكريم الدالي