الحادث المروري الذي ذهب ضحيته مساء أمس الأول عددٌ من الأشخاص على خط أبين - عدن، ليس الأول ولن يكون الأخير طالما أن الطريق لا تزال على ذات الحال ولم يتم إصلاحها أو ترميمها، ورفع كل ما من شأنه الإضرار بحياة الناس فيها.
منذ سنوات عديدة ونحن نكتب ونتحدث عن هذا الأمر، ونناشد الجميع بحق الإنسانية والضمير والدين والمسؤولية أن يولوا هذا الطريق اهتمامهم ويسارعوا إلى إصلاحه؛ لأنها حصدت أرواح الكثيرين، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي.
مع أن هذه الطريق يمر بها الكثير من السادة المسؤولين ممن لهم ثقلهم في الدولة، وممن لا تقل أرصدتهم عن مئات الملايين، ناهيك عن النقاط التي تدر على أصحابها ملايين الريالات، ولكن للأسف لم يُحرّك هؤلاء ساكناً، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن حياة المواطن لا قيمة لها.
الشيء اليسير من هذه المبالغ الطائلة التي تُجنى من نقاط الجبايات أو من ثروات السادة المسؤولين يكفي لحل مشكلة الطريق وترقيعها، ويجنب المسافرين أي حوادث مرورية قاتلة.
أبين تعج بالقيادات من الوزن الثقيل، سواء في المناصب الحكومية أو في قيادة الألوية، ولو أن هؤلاء الأفاضل تبرعوا بمبلغ مالي من الاستقطاعات والخصومات التي يحصلون عليها، لحُلّت مشكلة الطريق تماماً، ولكن الكل يقول: "نفسي نفسي"، وليذهب الباقون إلى الجحيم.
لا يوجد حتى اللحظة من يستشعر معاناة الناس مع هذه الطريق الوعرة والقاتلة، ولم يكلف أيٌّ من سادتنا وقادتنا الأفاضل نفسه إطلاق مبادرة تخلد اسمه وتاريخه في سجل الأفذاذ الذين خدموا محافظتهم وأهلها، ليساهم في تحريك المياه الراكدة لمن تحنطت ضمائرهم، علها تنتفض وتهب لحل مشكلة الطريق الأزلية.
هل ستفاجئنا الأيام بقائد فذ ذي ضمير حي ينتفض ويقول: "أنا لها"، ويطلق مبادرة لترميم وإصلاح الطريق ولو بالحلول البسيطة التي اعتدنا أن نعمل بها؟
ننتظر قادم الأيام ولن نسبق الأحداث، ولن نقول: سلام الله على الشرفاء.