آخر تحديث :السبت-11 يناير 2025-07:44ص

هل أخطأ الشرع بحق وزيرة خارجية ألمانيا ؟

الإثنين - 06 يناير 2025 - الساعة 10:10 م
د. سعيد سالم الحرباجي

بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب



قيل: ( من الصعب إقناع الذبابة أنَّ الزهور أفضل من القمامة ) !!!


تذكرت تلك المقولة وأنا أرى ، وأسمع ، وأشاهد ردود بعض ( الذباب) وهم يتركون تلك الأزاهير الجميلة التي تزدان بها دمشق اليوم ، ويبحثون عن أكوام القمامة .


فماذا فعل الشرع حتى تتحرك أسراب الذباب كي تتطاول عليه ، وتنال منه ؟


كل ما في الأمر أنَّ الشرع لم يمد يده كي يسلم على وزيرة خارجية ألمانيا !!!


فهل أخطأ الرجل بحق الوزيرة ؟ وهل ارتكب جرماً ؟ أم هل فعل فعلة مخلة بالشرف ؟


ما يعتقده العقلاء ، والأسوياء.... أنَّ ذلك التصرف هو موقف رجولي ، بطولي يبعث على الفخر والاعتزاز .


ففي الوقت الذي تحاول فيه أسراب الذباب أن تقنعنا أنَّ ثقافة الغرب ، وتقاليد الغرب ،وعادات الغرب.....هي خير من قيمنا وأفضل من تقاليدنا وأجمل من تعاليم ديننا ، بل وتذهب بعيداً لتؤكد أنَّ اتَّباعها هو مؤشر على التطور ، والرقي ، والثقافة !!!


يظهر الشرع وهو معتز بدينه ، فخور بتعاليم شريعة ربه ، ثابت على نهج نبيه ، ناقلاً رسالة للعالم أجمع مفادها ........ هذه هي قيمنا ، هذه هي تعاليم ديننا ، هذه هي شريعة نبينا ...

كأنَّه يقول : حان الوقت كي يصغي لنا العالم .


فما الذي أغاظكم ؟ وما الذي أزعجكم ؟ وما الذي أثار حفيظتكم ؟

وأين الخطأ الذي ارتكبه الشرع ؟ وأين العار الذي لحق بالأمة بسببه ؟

قبحكم الله ....ما أتعسكم !!


إذا افترضنا (جدلاً ) أنَّنا حاكمناكم إلى منطقكم ، وحاججناكم إلى قناعاتكم أنتم .

ألستم تدعون إلى الحرية الشخصية ؟

ألستم تستميتون بالدفاع عن حرية الفكر ، والمعتقد ؟

ألستم ترون بوجوب ترك فرصة للشواذ أن يعبروا عن آرائهم ، وأن يمارسوا سلوكهم المنحرف بكل حرية ؟

ألستم ترون أنَّ الدعارة ، والعري ، والتبرج من أساسيَّات الحضارة ٫ والرقي ، والتقدم ؟


فبحسب منطقكم ...

الشرع مارس حريته الشخصية .

فلماذا - إذا - تعيبون عليه ذلك ؟

رحم شوقي حينما قال :

أحرام على بلابله الدوح **حلال للطير من كل جنس .



أليس من حقه أن يمارس معتقادته ، وأن يعلن عن معتقداته ، وأن يعتز بقيمه ؟


الشواذ أحرار في إعلان سلوكهم المنحرف علناً ...... بل ويتبنى الترويج لتلك التصرفات الوقحة مراكز إعلامية عالمية .

المرأة حرة في أن تتبرج كيفما تشاء .

والمسلم حرام عليه أن يُظهر تعاليم دينه، أو أن يطلق لحيته !!!


مالكم كيف تحكمون ؟

وبأي منطق تتحدثون ؟

تباً لكم وألف تب !!


فأنتم هنا أمام خيارين لا ثالث لهما ...

إمَّا أن تثبتوا على ما تدَّعون ...فتتركوا الكل يعبرون عن آرائهم الشخصية (إسلاميين و يساريين ) ويظهرون قناعاتهم العقدية ، والفكرية ، والسلوكية بكل حرية ...

أو أنكم أدوات رخيصة تنفُّذون أجندات خارجية .


حاولوا أن ترسو على بِرٍ ...حتى نستطيع التحاور والنقاش معكم .


لأكثر من سبعة عقود ومدٌعو الثقافة ،والحداثة يعملون ليلاً ونهاراً للنيل من هويتنا ، والانتقاص من تعاليم ديننا ، والإستهزاء بشريعة ربنا ، وتحريف أفكارنا ، والتطبيل لثقافة غيرنا ...


فأنتجوا جيلاً ممسوخ الهوية ، مفصولاً عن تاريخه ، معزولاً عن ماضيه ، منسلخاً عن دينه ..

فكانت النتيجة ...هذه المآسي التي تكبدها العالم العربي والإسلامي ، وضياع القدس ، وعربدة اليهود ، وارتهان الحكام للشرق ، والغرب .


ولقد رأينا كيف يتسابق ( ما نسميهم حكاماً ) لخطب ود الأعداء ، وكيف يظهرون أمامهم كالفراخ مفزوعة من صغر .

وهذا ما أكده عبدالباري عطوان في مداخلة له عبر إحدى القنوات الفضائية حيث قال :

" يجلس وزراء خارجية العرب أمام كندوليزاريز وزيرة خارجية أمريكا ...وكأنهم أطفال في صف دراسي "


اليوم يخرج للعلن من يقف نِداً لأعداء الأمة ، ويظهر اعتزازه بدينه ، وقيمه ، وتعاليم شريعته ، ويضطر الكل للتخاطب إليه ، والجلوس معه ، بل وخطب وده ، ونيل رضاه .

وقد رأينا كيف أصبحت دمشقاً ...ِقِلبةً لدول العالم ، وسمعنا الخطاب المؤدب مع سوريا من قبل رئيس روسيا ...


ومع كل ذلك ، ورُغم كل ذلك لا يزال البعض يقف في خندق أعداء الأمة ، ويسلط لسانه ، وقلمه للأنتقاص من هذا الإنجاز الذي حققه الثوار في سوريا .

فعحباً لكم ،،،


فمتى تغادرون شُرنقة العبودية ، وتنهلون من مناهل الحرية ؟؟!!

جربوا الحرية ...

ما ألذ طعمها !!!