قبل شهور ليست كثيرة، كنت في زيارة لوزارة الأوقاف والإرشاد، وكانت تلك هي الزيارة الأولى لي لهذا المرفق الخدمي الرائع.
شاهدت خلال زيارتي التناغم في العمل، والتفاني، والصدق، والإخلاص، وكيف أن الكل يصول ويجول في هذا المرفق للقيام بالعمل المنوط به، والأمانة الملقاة على عاتقه.
حينها كتبت عن ذلك الشيء بتجرّد تام بعيداً عن لغة المصلحة، وأشدت بدور الوزير الدكتور محمد عيضة شبيبة، ورفيق دربه وذراعه الأيمن الشيخ الجليل الدكتور مختار الرباش، اللذين يقودان دفة الوزارة بكل اقتدار، وكفاءة، ونزاهة، وأمانة.
لم يرق كلامي للبعض، وفسّره آخرون وفق عقلياتهم السخيفة وأفكارهم القاصرة ووساوسهم الشيطانية. ذهبوا بعيداً عن مضمون المقال والموضوع، ولم ينظروا إلى الجانب الإيجابي في هذه الوزارة وقيادتها وعملهم بصدق.
وها أنا اليوم أعود مرة أخرى للكتابة عن الوزارة وقيادتها بعد أن طالعت خبرًا مفاده إعادة الوزارة مبلغ 15 مليون ريال سعودي لحجاج بيت الله، بعد أن تعثرت الإصلاحات في العام الماضي، بسبب عدم كفاية الوقت لتلك الإصلاحات التي كانت الوزارة ترمي من خلالها إلى تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله.
للأمانة، انبهرت وتعجبت، وفي ذات الوقت لم أستغرب من ذلك التصرف الأخلاقي الذي ينم عن صدق ونزاهة الوزارة، ممثلة بوزيرها الدكتور محمد عيضة شبيبة، ووكيلها الشيخ الدكتور مختار الرباش، في إعادة المبلغ والإعلان عنه في وسائل التواصل الاجتماعي. فهما مثال حيٌّ للصدق، والأمانة، والشرف، الذي قلّ في زمن اللصوصية.
وإلا فهذا المبلغ الضخم والكبير يسيل له لعاب ضعاف النفوس، وسيجدون ألف حجة وكذبة لتصريفه، وحرف مساره، وتبخيره، وإخفائه. وحتى إن علم الشعب بذلك فلا يهم الأمر، وكما قيل: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت.
ثمة كلمات ومشاعر كبيرة بداخلي وددت لو أن قلمي وقريحتي جادت بها لأكتب عن هاتين الهامتين. ليس من باب التملق أو التودد أو التقرب، لا والله، ولكن من باب الإشادة بكل جميل في زمن قلت فيه الأمانة، وتلاشت فيه النزاهة، واندثرت فيه الأخلاق، واضمحلت فيه المصداقية.
وددت لو أكتب بأحرف من نور لتظل هذه الكلمات مشعة مضيئة في حق هؤلاء الرجال الصادقين وكل من ينضوي تحت لوائهم ومظلتهم، وعن مصداقيتهم في زمن باتت فيه الريالات الهزيلة هي مقياس البقاء والمكانة والقوة.
ولكن يكفيهم فخراً أن الله اصطفاهم ليكونوا رجالاً صادقين لم تعبث بهم الملذات، ولا المغريات، ولا الملاهي، ولا الملايين التي عبثت بوطننا واقتصادنا وحياتنا وواقعنا.
دمتما شامخين مهابين، ووفقكما الله لكل خير وصلاح.
أخيراً وليس آخراً: شهادتي فيكما مجروحة.