آخر تحديث :الجمعة-17 يناير 2025-02:29ص
أخبار عدن

غربان وفيران يانظيرة

الجمعة - 05 يناير 2024 - 01:44 م بتوقيت عدن
غربان وفيران يانظيرة
عدن((عدن الغد))خاص.
كتب/محمد عبدالواسع

عدن اليوم غير الأمس في اتساع رقعة مساحات البناء وزيادة في عدد السكان وكثرة انتشار الأوبئة وعدم اهتمام البلديات في السلطات المحلية القيام بواجبها على أكمل وجه رغم إصدارها لتقارير شهرية وسنوية ترصد فيها نشاطاتها وزيادة في إيراداتها من تحصيل رسوم مالية على المحال التجارية والمطاعم والفنادق وغيرها ناهيكم عن رسوم أخرى مستحدثة على نفس التحصيل المذكورة، وبزيادة وخلق رسوم أخرى عشوائية اهلكت الحرث والنسل على اصحاب تلك المحلات والمتاجر حتى وصل الأمر إلى إغلاق كثير منها او عكس المبالغ المحصلة غير القانونية على المواطنين ورفع من بضائعها وخدماتها.

هذه مقدمة كتبتها للشروع في موضوع مهم وصحي بعد أن سكتنا عليه لزمن غاب عنه اهتمام السلطات المحلية بالبلديات في مديريات عدن بالأمور الصحية الضرورية ومحاربة القوارض والبعوض وغيرها من السلبيات التي بتنا نشك في عمل تلك البلديات والدور المناط بها.

إبان النظام الشمولي البائد قبل عام 1990م كانت السلطات المحلية في عدن من مهامها الاهتمام بالنظافة وصحة الفرد حتى وصل الأمر بمحاربة كل شيء يعكر صفوة حياة المواطنين والأهالي باستخدام كل الوسائل لجلب الراحة والاطمئنان إلى نفوسهم بدءاً بالنظافة والرش بالمبيدات أمام المنازل وتصفية الممرات الخلفية والرش الضبابي في الصباح الباكر لمحاربة الناموس المتطايرة في الأجواء والموجود في المياه والبرك الاسنة بفعل الأمطار أو طفح المجاري وشفطها بل وصل الأمر إلى محاربة الغربان الطائرة المزعجة والمخربة لأسلاك الكهرباء في أعمدة الانارة بفعل صناعة بيوتا لها واعشاش للتكاثر ما ادي بزيادتها و كثرتها وتوغلها في سماء واشجار المدينة الهادئة ووصل الأمر لمحاربتها بالرصاص الحي وقتلها حينها كان إطلاق الرصاص من المحرمات بفعل القانون السائد آنذاك لكن بفعل ازعاج الغربان للمدينة أنشئت كتيبة مهمتها محاربة الغراب حينها وقتلها بل وابادتها تماما حتى وصل الأمر إلى انه من يسمع إطلاق رصاصة واحدة من سكان عدن، يعتقد بأنها ذهبت لقتل الغراب الشارد المزعج المخرب هذا الوضع استمر في حينه إلى أن دارت الحرب رحاها في عدن بين الرفاق في صبيحة 13 يناير 1986م.

واعتقد الكثير في عدن بأن لعلعة الرصاص الكثيف كان أسبابها عودة الغربان لتنتقم من قتلتها الاشداء وعند سؤال احدى عاملات مؤسسة صحافية للزملاء عن أصوات الرصاص كانوا يردون على سؤالها بجواب واحد هو غربان يانظيرة ولم يعتقدوا بأنها حرب قد قامت بين الرفاق حينها لكن كان الوضع في مجال النظام والنظافة ساريا كما يجب أن يكون لا حشرات و لا أوساخ وقاذورات في الشوارع وطفح للمجاري كان كل شيء على ما يرام إلى ما بعد عدة سنوات بسيطة بعد عام 1990م وحرب 1994م لنتفاجأ بما هو أخطر والعن على حياتنا وهو انتشار للقوارض في شوارعنا والحشرات وغيرها بعد أن رفعت البلديات يدها من عملية المحاربة لها بل أصبح تواجد تلك القوارض والحشرات تتوغل في مبانيها وشوارعنا وداخل منازلنا بالمئات ووصل الأمر دخولها إلى غرفنا وحماماتنا ودواليب ملابسنا دون تمكنا من القضاء عليها كونها تتكاثر بشكل أكبر وأكثر وأصبحت تسرح وتمرح في كل مكان في ضل صمت السلطات المحلية على وضع هكذا وصل الحال ان نرى تلك الحشرات وقوارض الفيران حتى في أسواق بيع الخضروات والمأكولات حتى بلغ تواجدها في المطاعم والكافتيريات ومحال بيع المواد الغذائية لتطلق امراضها الخطيرة على كل ما نتذوقه وناكله بفعل تبولها على المواد والسلع أو تخريبها بنفث اللعاب عليها دون مقدرتنا عمل أي شيء.

انتشار الأمراض الحالية الغريبة بعدن تزداد يوما عن يوم بفعل تكاثر البعوض والقوارض وهروب البلديات من المتابعة والمسؤولية قد يؤدي في القريب لظهور أمراض جديدة وقديمة سمعنا عنها في الأيام والازمان الغابرة البعيدة تنقل بفعل الفيران كمرض الطاعون الخبيث وغيرها من البكتيريا والفيروسات التي تصيب رئة الإنسان ك داء السالمونيلا الخطير وامراض لا يحمد عقباها دام ترك الأمر وغياب المعالجة والمحاربة لهذه الآفات.